إيران وصراعاتها المزدوجة…هل تخلى عنها الحظ؟

ايران بين أزمة داخلية صعبة، ومواجهة خارجية شرسة، في حين ان الشعب بدأ يتحرك رفضا لسياسات حكومته الفاشلة اقتصاديا؟

قام مجلس الشورى الإيراني بسحب الثقة عن وزيرالاقتصاد والمالية مسعود كرباسيان ما شكّل ضربة جديدة لحكومة الرئيس حسن روحاني،  كونه ثاني وزير في حكومة روحاني يتم عزله خلال شهر واحد فقط. كما تواجه الحكومة انتقادات لإضاعتها الفرص إثر توقيع الاتفاق النووي في العام 2015 ، وذلك بحسب وكالة (أنباء فارس).

إقرأ ايضا: ترامب: تم رسمياً فرض العقوبات على إيران

ومنذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في ايار الماضي، وإعادة فرض العقوبات على طهران، تبدو القدرة الايرانية على استقطاب الاستثمارات الاقتصادية ضعيفة للغاية. فخوفا من العقوبات الأميركية انسحبت شركات مثل”توتال” و”رينو” و”بيجو” و”سيمنس” و”دايملر” من ايران. ومن المعلوم ان الحكومة الايرانية، وبحسب خبراء لم تستعد ابدا  لمواجهة تداعيات العقوبات التي ستدخل دفعتها الثانية في تشرين الثاني المقبل.

من جهة مقابلة، استقبل الرئيس السوري بشار الاسد وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي على رأس وفد عسكري كبير من “اجل تطوير التنسيق المشترك بين الدولتين ووضع خطط تعاون طويلة الأمد لتعزيز مقومات صمود الشعبين بوجه ما يتعرضان له”، بحسب وكالة (سانا).

فقد وقع كل من وزيري الدفاع الإيراني أمير حاتمي والسوري علي عبد الله أيوب، اتفاقية تعاون عسكري وتقني. علما  أن الهدف الرئيس من زيارة حاتمي هو تطوير التعاون في مسألة إعادة إعمار سوريا. رغم أن الاتفاقية تنصّ فقط على تعزيز التعاون بين البلدين في المجالين العسكري والدفاعي، وبحسب وكالة (سبوتنيك).

وفي الوقت نفسه، اعلن قائد القوة البحرية في الحرس الثوري إن إيران تسيطر تماما على الخليج ومضيق هرمز، يوم أمس، كما نقلت وكالة (تسنيم) الإيرانية للأنباء. حيث هدد مسؤولون إيرانيون سابقا بإغلاق مضيق هرمز، وهو ممرّ مائي رئيس لتجارة النفط، ردا على اي نشاط عدائي ضد طهران.

ومن المعلوم ان إيران تسعى الى رفع العقوبات الأميركية الجديدة عنها، والتي ستؤدي حتما إلى انعكاسات مأساوية على المجتمع الايراني، من خلال مواجهة قضائية قاسية بين طهران وواشنطن أمام محكمة العدل الدولية. حيث رفعت طهران دعوة خلال شهر تموز الفائت، عبر القضاة الـ15 الدائمين في محكمة العدل الدولية والتي تطالب فيها بوقف إعادة فرض العقوبات الأميركية التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل ثلاثة أسابيع. بحسب (ch23).

وتؤكد ايران أن إعادة فرض هذه العقوبات هو انتهاك للالتزامات الدولية، بما فيها معاهدة الصداقة بين ايران والولايات المتحدة عام 1955 رغم ان العلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين البلدين منذ تغيير النظام في ايران عام 1979.

إقرأ ايضا: عقوبات اميركية خطيرة على إيران تسابق اجراءات الغاء الاتفاق النووي

وتهدف هذه العقوبات بحسب الحكومة الأميركية الى “الضغط” على إيران لـ”تغيّر سلوكها” فيما يرتبط ببرنامج الأسلحة الباليستية.
من هنا، تقف طهران اليوم بين حدين الأول داخلي اقتصادي، والثاني خارجي سياسي- عسكري. فهل تملك حكومة روحاني، ومن خلفها المرشد الاعلى، القدرة على المواجهة؟ وفي أية ساحة ستنتصر؟

السابق
الحريري لن يعتذر عن تشكيل الحكومة
التالي
مصادر تيار المستقبل ترد على نصرالله: لا تلعبوا بالعدالة!