في ردّ «بارد» على الكلام الصاخب لنصر الله.. المشنوق: ولّى زمن الانتصارات

نهاد المشنوق

ردّ وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق على “الكلام الصاخب” للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، قائلاً إنّه “خرج بمغالطات كثيرة في خطابه الذي ألقاه أخيراً في ذكرى حرب تموز 2006”. وقال المشنوق إنّ “حديث نصر الله “عن الانتصارات في كل مكان يخالف المتغيرات الدولية السريعة والأسسا الجديدة للتعامل في العالم، المختلفة عن تلك القديمة”. وتابع: “العالم الآن لم يعد يُقاد بطريقة فيها مزيج من التعبئة وقلة من المعلومات والتقديرات الدقيقة، فلا يوجد منطق عاقل وحسابات دقيقة تعتبر أن هذا زمن انتصارات للمحور الإيراني”.
وفنّد المشنوق كلام نصر الله عن السعودية، مؤكداً أنّ المملكة “واضحة تماماً في أنّها تريد التعامل مع الدولة في لبنان، فهي لا تُدخل لبنان في اشتباك، ولم تطلب من أحد الدخول في اشتباك مع أيّ أحد بالعالم”. ويسأل: “ماذا يفيد الكلام عن السعودية؟ على الصعيد اللبناني على الأقلّ”، متوجّهاً إلى نصر الله بالقول: “أنتَ تقول للسعوديين أن يغيّروا سياستهم مع لبنان إلى سياسة مواجهة، وأنّك متأكد من أنّهم لن يكترثوا لذلك ولن يتجاوبوا، فلمن إذاً هذا الخطاب بمعادلات كهذه؟”، ويكمل: “هناك سعودية جديدة لم يتعرف عليها نصر الله، وما يزال يتكلم عنها بماضيها وليس بحاضرها”.
أما عن الكلام عن انتصار إيران في سوريا فردّ المشنوق: “70 في المئة من منازلها مدمّرة، فضلاً عن البنية التحتية، وتهجّر نصف شعبها بين الداخل والخارج، وعدد الضحايا والشهداء لا يعدّ ولا يحصى. نحن نتكلم عن أرض محروقة بكل المعاني وساحة حرب مفتوحة لكل القوى، حيث بنى الأميركيون قاعدة في سوريا الغنية، حيث النفط والماء مع ميزانية كبيرة لإعادة إعمارها، والروس يضعون يدهم على القرار العسكري، وبدأوا يأخذون القرار السياسي، أي يتبعون سياسة القضم السياسي، ودخلوا في صلب الاقتصاد السوري”.
وأضاف المشنوق في حديث لجريدة “الشرق الأوسط”: “تم إبعاد القوات الإيرانية والقوات الحليفة لها عن الحدود الإسرائيلية السورية مسافة 130 كلم، بموافقة كل المحور الإيراني «المقاتل والمناضل». إيران موجودة، لكن الروس والأميركيين يتصرفون معها على أنها «ضيف ثقيل» على الطاولة، سمعتُ ذلك من كبار المسؤولين الروس. التعبير الثاني الذي يستعمله الروس في المحادثات المقفلة أن الإيراني صديق متعب، فلا أتصور أن يكون بقاؤهم في سوريا جزءاً من المشروع الروسي، أو جزءاً من المشروع الأميركي”.
في الموضوع العراقي، أشار المشنوق إلى أنّه من الواضح وجود “تنسيق أميركي إيراني في العراق، لذلك وضعت قواعد اشتباك، سقفها الأعلى المنافسة. هم شركاء على قاعدة تنافس وليس على قاعدة المواجهة”.
وسأل المشنوق: “أين أصبح العراق؟ 160 مليار دولار اختفت دون تحقيق أي تقدم في البنية التحتية. الشعب العراقي ينقصه كل شيء وهو من أغنى الدول العربية. عملياً المندوب الدائم قاسم سليماني وآخر يمثل الإدارة الأميركية. الآن حيدر العبادي يتصرّف بمنطق وطني. يمسك العصا من طرف مصلحة بلاده العربية والدولية، وإيران تدعم آخرين حاضرين لكسر العصا لصالح السياسة الإيرانية المتوتّرة. سينتهي الأمر بتفاهم أميركي – إيراني، إنما بعد معاناة تزيد من عبء الفوضى السياسية على العراقيين.”
في ملف الصراع مع إسرائيل، ذكّر وزير الداخلية أنّه كان خلال حرب عام 2006 إلى جانب المقاومة كتابة وشفاهة “لأنّني لا يمكن أن أكون بمعركة مواجهة مع إسرائيل وأتفرّج بأي شكل من الأشكال”. لكنه يرى “مبالغة في الحديث الدائم عن أنّ إسرائيل لا تنام الليل خوفاً من لبنان”، ويقول: “لا يوجد سبب للخوف. منذ عام 2006 لم تُوجه أي طلقة ولا أيّ حركة عنوانها المواجهة مع إسرائيل”. وعن مقارنة نصر الله بين عام 1982 عندما كانت الطائرات الإسرائيلية تُغِير على كل لبنان، والوقت الحاضر، يردّ المشنوق بأنّ سبب الإحجام الإسرائيلي اليوم هو أنّ الغارات حينها كانت تحظى بشرعية دولية لأنّها ضدّ منظمة التحرير الفلسطينية، فيما حزب الله لبناني، ولأنّ “القرار 1701 بمضمونه الجدي والعميق منفّذ ولا يوجد أي شيء تجاه إسرائيل”. ويضيف: “كان العرب معنا وصور السيد نصر الله بكل العواصم العربية، الآن أين هي؟ الآن من الذي سيلتفّ حولهم؟ الشعب اللبناني بإجماع طوائفه وأفراده ليس على الإطلاق بمزاج الدخول في حروب وتأييدها أيّاً كان العنوان والسبب.. أميركا ليست محتاجة لإرسال أحد ولا الإسرائيليون. حرب الدولار والعملات الأخرى تغطي المنطقة. لذلك علينا التفكر وأن نتدبّر ونرى ما هي نتائج تغيير المعادلة على لبنان”.
أما عن الضغوط على الرئيس الحريري للتنسيق مع النظام السوري في وقت قال الرئيس نبيه بري له إنه لا يلزم نفسه بموقف الرفض؟ فقال المشنوق: “الرئيس بري كان واضحاً أنه لا أحد طلب من الحريري أن يذهب إلى الشام فوراً، الرئيس بري يساويه بنفسه”.
وبالنسبة إلى الملف الأخير في اليمن، أجاب المشنوق ردّا على سؤال: “السعودية لم تعتدِ على اليمن، بل الحوثيون أنشأوا تحالفاً مع علي عبد الله صالح. ومن كثرة وفائهم له قتلوه، وصار لديهم صواريخ باليستية بالعشرات يرسلون منها ما تيسّر إلى الأراضي السعودية. ما فعله الحوثيون هو دخول إيراني على الحديقة الخلفية السعودية. السعودية دولة شرعية تدافع عن أراضيها وشعبها من اعتداءات جارٍ مذهبي يفتخر بانتمائه إلى السياسة الإيرانية، مستفيداً من كلّ خبرات هذه السياسة وخدماتها العسكرية دعماً لهذا التحالف”.

 

إقرأ أيضاً: مطبخ نصر الله.. تابع

السابق
«إدلب» مصيرها بين الحلّ العسكري أو التوافق الروسي- التركي
التالي
اشتباكات بين حزب الله وميليشيات موالية للنظام السوري في ريف دير الزور الشرقي