عرقلة تأليف الحكومة وشرط التطبيع مع سوريا

يبدو ان معسكر الممانعة مصرّ على عودة النظام السوري الى لبنان ولو بشكل متدرّج، متسلحا بالدعم الروسي الايراني الذي مكّن النظام من بسط سيطرته على معظم المناطق السورية على حساب فصائل المعارضة.

يستمر التعطيل الحكومي في ظل العقد القائمة بين الاطراف والقوى الحزبية، والاشتباك السياسي حول تقاسم الحصص الوزارية العالقة بين حزبي “القوات اللبنانية” و”التقدمي الاشتراكي”، وكانت عملية التأليف الحكومي  اصطدمت قبل عطلة عيد الاضحى بما عرف بأزمة التطبيع وما أثير عن ربط تشكيل الحكومة بضرورة إحياء علاقة الرئيس المكلف سعد الحريري بدمشق، ومحاولة اطراف داخلية إثارة عراقيل خارجية سعيا للضغط باتجاه خلق معادلة داخلية مسارها مفتوح يتغيّر على وقع التوازنات الاقليمية.

بين الضغوطات ومصلحة لبنان: الحريري بمواجهة أزمة التطبيع مع سوريا

مصدر اعلامي مطلع على عملية التأليف اعتبر في حديث لـ”جنوبية” ان “توصيف أزمة التأليف الحكومي باعتبار العراقيل داخلية بحتة تتعلق بتوزيع الحصص والاشكالية بين القوات والاشتراكي  ظاهريا، الا ان جانبا منه مرتبط بسعي اطراف بالإمساك بالثلث المعطل لتشكيل نوع من الاكثرية الحليفة لسوريا التي تدعو للتطبيع معها، وتاليا ربط مسار عملية التأليف بملفات خارجية”.

واشار المصدر الى انه “يبدو في  حركة مستشار الامن القومي الاميركي جون بولتون ضمن جولته في المنطقة، انه يوجد تشديد على نقطتين هما حل قضية اللاجئين واعادة اعمار سوريا، الى حين بلورت المشهد الاقليمي وخلق تصور جديد لحل الازمة السورية” مضيفا” من الواضح ان الاميركيين يضغطون على موسكو  فيما خص  خروج ايران من سوريا وفي حال عدم تقدم الروس في هذا الاطار سيتراجع الاميركي هو الاخر في تعاونه وتتعثر المفاوضات بين الجانبين مجددا”.

مشروع عودة النازحين يستدرج لبنان لتطبيع العلاقات مع سوريا

من جهة اخرى، قال المصدر” في جو اقليمي غير واضح وفي ظل الغموض الذي يلف عملية التسوية السياسية في سوريا، ثمة اسئلة وملابسات تطرح حول صورة التحالفات المقبلة وخاصة ضمن محور النظام السوري مع ايران وروسيا ومدى تماسك هذا الحلف، في ظل التباينات في المواقف فيما بينها وعدم الثقة التي ربما ستنشأ نتيجة الضغط الاميركي وتضارب المصالح  الخاصة لكل طرف” واضاف ” هذا الجو ينعكس حتما على لبنان ويخلق نوعا من اعادة الحسابات بين الكتل الحزبية المتصارعة على الحصص والنفوذ، ويظهر حزب الله هنا حذرا من فكرة إعطاء التيار العوني الثلث المعطل وما يتداول عن تقارب رئيس الجمهورية من نظام الاسد المقرب من موسكو على حساب طهران ” ويستنتج المصدر انه “ربما تعرضت هذه الاحلاف الى تشققات وسط تساؤلات عن بقاء نظام الاسد اولا”.

والجدير ذكره ان اليوم، وفي الذكرى الخامسة لتفجير مسجدي التقوى والسلام في طرابلس، نقلت “الوكالة الوطنية للإعلام” تصريحا للرئيس سعد الحريري ذكّر فيه بأنّ “ضابطين من مخابرات النظام السُوري شاركا في الجريمة ويُحاكمان غيابيًا أمام المجلس العدلي”، وذلك في رفض ضمني من الحريري لعودة العلاقة مع سوريا الى سابق عهدها، والحدّ من المطالبة الحثيثة من قبل المسؤولين السياسيين المنتمين لخط “الممانعة” من اجل تطبيع العلاقات مع النظام السوري.

السابق
كرسي الرئاسة الأميركية يهتز وترامب أمام خيار عزله من قبل الكونغرس
التالي
سكان قرى قضاء الزهراني وروائح النفايات وحرقها: الحل بعد 3 سنوات!