سوريا ثورة الشهداء والمفقودين والنازحين والمهجرين

من الذي يملك صلاحية تحديد ان هذا المواطن متطرف ام لا..؟ واذا كان الشعب السوري يعيش ضمنه هذا العدد الكبير من المتطرفين، عندها يجب محاسبة النظام الحاكم الذي فشل في تعزيز ثقافة الوسطية والاعتدال والعيش المشترك..

او ان سياسة هذا النظام الظالمة قد دفعت الشعب السوري للتطرف…؟ وبالتالي فإن ممارسة سياسة القتل والتهجير لن تجدي نفعاً.. بل ربما تؤدي الى العكس..؟ الصراع على سوريا وليس لحماية سوريا..؟ والقتال والحرب كما يبدو هي لتدمير مقدرات الشعب السوري ومستقبله وليس لتطوير سوريا والنهوض بها..؟ فقد قال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون إن “روسيا عالقة في سوريا وتريد الآن من الدول الأخرى أن تدفع نحو إعادة الإعمار. وأضاف أن وجود إيران وداعش في سوريا يفرض بقاء القوات الأميركية هناك، وأن بلاده تبحث أطر التعاون مع الدول الأخرى بشأن سوريا، لكن بشرط خروج القوات الإيرانية من هذا البلد…” .. بعد ان شارك الجميع في تدمير سوريا وقتل اكثر من مليون من ابنائها وتدمير البنية التحتية لتجربة الاسلحة الفتاكة الحديثة يتم الحديث عن اهمية اعادة اعمار سوريا..؟

إقرا ايضا: دول تحالف الاستانة تعاني من حصار اقتصادي..

مضى على اندلاع الثورة السورية ما يقرب من ثمانية سنوات، ولكن منذ فترة ليست بالقصيرة لم يعد يصدر أي تقدير تقريبي لاعداد شهداء الثورة السورية وآخر رقم تمت اذاعته منذ سنوات كان 350 ألف شهيد..؟ .. هل كل من قتل في سوريا هو ارهابي ومتطرف وداعشي وعضو في تنظيم القاعدة..؟ هل القتل هو الحل ..؟ ام مراجعة اسباب انطلاقة الانتفاضة الشعبية ومراجعة تاريخ وسلوك النظام الحاكم في سوريا ومن يقف الى جانبه من الحلفاء..؟

واذا كان القتل هو الحل كما تظهر البيانات والتصريحات المتداولة.. فهذا يعني ان الدول والانظمة والاحزاب والميليشيات التي شاركت في عملية القتل والتهجير والتغيير الديموغرافي في سوريا هي اكثر تطرفاً وتشددا من تلك التي يتم استهدافها لانها استهدفت شعباً برمته دون تمييز… وارتكبت جرائم حرب بما انها تملك سلاحاً اكثر فتكاً وجيوشاً جرارة وميليشيات معبأة بالفكر الطائفي المذهبي الحاقد؟

والارقام الصادمة التي يتم تداولها عن اعداد القتلى والمفقودين والمعتقلين… تفيد بان في سوريا اليوم مئات الالاف من الارامل وملايين الاطفال الايتام الذين هم بحاجة الى رعاية وتربية وتعليم وطبابة وكل مستلزمات الحياة..؟ ..ومع ذلك لا يزال بعض الموتورين يتحدثون عن انتصارات الهية ومعجزات تقنية وتجارب ناجحة لاسلحة فتاكة امعنت قتلاً بالشعب السوري.

بالأمس صدر بيان ورد فيه: “أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أنها خلال مشاركتها في النزاع السوري منذ سنة 2015، اختبرت 231 نوعاً من الأسلحة الحديثة. وذكرت الوزارة في تسجيل فيديو عن الحملة الروسية لدعم نظام بشار الأسد مجموع 63012 جندياً روسياً «حصلوا على خبرة قتالية» في سورية. ويشمل هذا الرقم 25738 ضابطا و434 جنرالاً إضافة إلى 4329 مختصاً في المدفعية والصواريخ، حسب الوزارة. وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أعلن في ديسمبر 2017 أن أكثر من 48 ألف عسكري روسي شاركوا في الحملة في سورية. وأعلنت الوزارة، أمس، أن قوات الجو الروسية قامت بأكثر من 39 ألف طلعة وقتلت «أكثر من 86 ألف مسلح» ودمرت 121466 «هدفاً إرهابياً»..

ما يعنينا في هذا البيان هو التالي:

ان سوريا ارضاً وشعباً، كانت مسرحاً لتجربة كافة انواع السلاح الروسي الذي لم يتم تجربته سابقاً على اهداف حقيقية، والمقصود هنا البشر والحجر..؟ تعداد عدد الجنود والضباط والجنرالات الهدف منه ان تصل رسالة لحلف الناتو مفادها ان الجيش الروسي قد اصبح أكثر كفاءة وخبرة وتجربة وثقة باسلحته من خلال استعمالها وتجربتها بشكلٍ مباشر ضد الشعب السوري الثائر.. وتدمير بنيته التحتية ومؤسساته الطبية والتعليمية والاجتماعية.. وقد اشار البيان بوضوح الى تدمير (121466 «هدفاً إرهابياً»..)…

لا تملك مجموعات الثورة السورية اية مطارات او ثكنات او مخيمات مسلحة ولا شبكة امدادات وطرقات فكل ما تم تدميره هو اهداف مدنية تابعة للشعب السوري والهدف حرمانه من الخدمات الاساسية لينصاع ويستسلم لتجار الموت الذين يرفعون شعار محور المقاومة..؟

والاهم في البيان هو ما اشار اليه من قتل (86 ألف مسلح).. بفترة وجيزة لا تتجاوز الثلاث سنوات اعترف الروس بقتل هذا العدد الهائل من ابناء الشعب السوري اي من ابناء الامة الاسلامية… لحماية حاكم سوريا بعدما فشل في قمع ثورة الشعب السوري..
خطاب نصرالله الاخير يتطابق في مضمونه مع البيان الروسي الاخير من حيث الاشارة الى اكتساب التجربة والخبرة من خلال المشاركة في الحرب السورية…

فقد شدد (حسن نصر الله في خطابه الاخير: على أن “المقاومة اليوم في لبنان بما تمتلك من سلاح وإمكانات وخبرات وتجارب وإيمان وعزم وشجاعة هي أقوى من أي زمان مضى منذ انطلاقتها في هذه المنطقة”)..

طبعاً لم يحدثنا نصرالله عن عدد من قتلتهم ميليشياته الطائفية في سوريا..؟ ومجموعات المهجرين والمفقودين..؟ هذا دون اغفال دور ايران والعراق والميليشيات المؤيدة لها والولايات المتحدة ودول التحالف الدولي التي تشارك في القصف والقتل والتهجير والترويع..؟

مؤخرا تم نشر معلومات تحدثت عن ان اجهزة امن النظام ابلغت عائلات ما يقرب من سبعة آلاف مواطن سوري ان ابناءهم قد ماتوا في المعتقلات اي انهم قتلوا تحت التعذيب..؟ فقد نشرت جريدة الحياة…. ما يلي: (سلم النظام السوري قائمة إلى السجل المدني في مدينة درايا بريف دمشق تضم أسماء 1000 معتقل من أبناء المدينة قضوا تحت التعذيب. وأوضح مسؤول ملف المعتقلين في داريا كامل عبدالسلام أن أشخاصاً على صلة بالنظام أخبروهم أن النظام أرسل إلى السجلات قوائم بأسماء 1000 معتقل قتلوا في سجونه. وأكد عبدالسلام في تصريح أن إجمالي المعتقلين الموثقين من أبناء داريا في سجون النظام يبلغ 2752، لافتاً إلى أنه خلال الأيام الماضية قامت 65 عائلة بمراجعة السجل المدني ليجدوا أن أبناءهم سجلوا كمتوفين. وفي وقت سابق، وصل 30 اسماً لمعتقلين في سجون النظام إلى مدينة يبرود في ريف دمشق، وقبلها قرابة 800 في كل من حمص وحماة والحسكة…)…

إقرأ ايضا: إيران بين يأس النظام وصبر الشارع

اذا كان الطيران الروسي قد قتل هذا العدد الضخم من ابناء سوريا… فكم قتل جيش النظام ومن يؤيده من ابناء هذا الشعب السوري خلال هذه الحرب ومنذ مطلعها؟ وكم تمت ابادة قرى ومدن من قبل كل من شارك في الحرب على سوريا فقط لمنع شعب سوريا من تقرير مصيره وتحديد مستقبله… ثورة الشهداء المليون وما يزيد.. ثورة الاثني عشر مليون نازح ومهجر وما يزيد سوف تنتصر في نهاية الامر …لان الرهان على قوى الخارج وجيوش الاستعمار هو رهان خاسر.

السابق
المفوضية الأوروبية: 18 مليون يورو لدعم طهران
التالي
في علمات – جبيل: استخراج غير شرعي للرمول وتزوير في الفواتير!