حرب وطنية ضد وسطاء السياسة؟

وكأن المصارف تحولت الى ما يشبه جُيوب لبدلات الزعماء المحليين. عملية جمع المال مستمرة وارتفاع الفائدة على الإيداعات المصرفية في تصاعد غير مسبوق..

الناس في الشوارع تشكو ضيق الحال والساسة يعيشون في عالم خيالي من الرفاه. حفلات الشواء وجمع التبرعات لم تتوقف وكذا القروض. الهيئات الإقتصادية الدولية تقدر وتنبه أن ما يقارب ال60% من إيرادات الخزينة تسحب بصورة غير شرعية إما عن طريق أعمال لأشخاص مرتبطين بالمنظومة الحاكمة أو عبر تخصيص لملايين الدولارات التي لا تدخل في بنود الموازنة والإعتمادات.

هي أرواح فطرت على حب الأذى لاتعرف البر. منتفخة كبراً وجلفاً يتآكلها الحسد. تتقن فن الخبث تحسب نفسها راعي والبشر كلهم رعية. الحياة من دونهم عبثاً فهم خير البرية. شياطين الإنس مخلوقات منتفخة رياء أخبارها كاذبة، عجيبها معجزة وغريبها خارقة. والناس لأمر نجهله تصنع ما تخشاه، تصنع جماداً ليعينها فتعينه. تصنع خيالاً ليقويها فينهيها. مستخلف مفضل مكرم ومخلوق بأحسن تقويم وأتم هيئة، مسخر له الخلق يخسر عقله بعقله يرضى بوساطة الشيطان وبالأدنى والأدنى غريزة يتمييز بها الحيوان.

وحدها الطبقة الوسطى أو ما يعرف بطبقة المنتجين تشكل الحل الأنسب للتخلص من الوسطاء، وعلى نقيض الطبقات الأخرى تعتبر هذه الطبقة الإجتماعية كلمة سر التنمية المستدامة. وهي بالمناسبة الطبقة التي سعى رئيس حكومة لبنان الأسبق رفيق الحريري الذي إغتيل عام الفان وخمسة إلى بقاءها وإستمرارها في لبنان. ولربما هو من عمل على إيجادها بعدما غُيبت من قبل نبلاء السياسة الإقطاعيين المعتمد وجودهم على نفوذ رجال الدين وطبقة الارستقراطيين. طبقة بتكوينها وميزاتها قادرة على تطوير العلم والتكنولوجيا ورفع مستوى الإنتاجية، وجودها مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأخلاق وبإحترام القوانين والقيم والحرية وبالجوانب الثقافية القادرة على دعم التنمية والإستقرار في المجتمع على المدى البعيد.

إقرأ أيضاً: الدكتور عجاقة: كلام الجبير سياسي والمصارف بريئة من عمليات حزب الله

طبقة منتجة تبغضها وتكرهها الأرستقراطية المتعالية وتحسدها في ذات الوقت الطبقات الأدنى إجتماعياً سيما تلك المُسيطر عليها بالكامل الراضخة دوماً للرعاية والعطية، الغافلة عن حقها، الخاضعة الراكعة الساجدة،الراضية بمعادلة السيد والتابع، المؤمنة المستسلمة لفكرة أن هذا العالم لا يوجد فيه إلا غني والباقي فقير. الحياة عندهم رب عمل وعامل، الكثير للخواص والقليل للعوام والبراعة محصورة فقط بكثير الكلام والعجز صفة تلازم من يتقن فن الصمت والإصغاء،.المنتفع عظيم الشأن والنافع هزيل. طبقة تتعاطف معها بلا شك القلوب وتبتعد عنها العقول. وحدها طبقة المنتجين المكتفين القادرين تخيف المسيطرين المتكبرين المتعالين ببساطة لانها طبقة لا ترضى بأن تكون من عداد التابعين الطفيليين.
جماعة الوسط هؤلاء هم المميزون المتوازنون الذين لا يتميزون. أحرار مستقلين متمددين قادرين على مواجهة الفاسدين والحد من سلطة المحتكرين المشخصنين كل شيء لصالح شهوات لا يقدر عقلهم على كبح جماحها تخونهم أجسادهم وأرواحهم دوماً تجوع …..

إقرأ أيضاً: لائحة المصارف التي تمنح قروضاً لمشاريع الطاقة المتجددة في لبنان

سعد رفيق الحريري آخر من تبقى من قادة مؤهلين لقيادة هذه الطبقة التي وجب ان تكون كما يقول ويؤمن العامود الفقري للبلد. عليه أن يفصفص أفعال وأقوال الرئيس الشهيد من جديد، عليه ومن معه أن يعيد ويستعيد ثقتهم به، عليه تفعيل القطاعات المنتجة عليه دعم المهن الحرة ورجال الإقتصاد والأعمال وخدمتهم لضمان استمرار وجودهم وزيادة إنتاجيتهم. عليه أن يرعاهم ويرعى تقدمهم وتطور أعمالهم ويرافقهم بشكل صحي وصحيح إلى المستقبل المتدفق على المكان المتجمد بفعل سيطرة المتجمدين، عليه دعم العمال في مطالبهم ليلتحقوا بركب المرتاحين ويتركوا محطة المحرومين المحتجزين ويركبوا في قطار المستقبل.

على قيادة الوسط، بالقانون والتشريع والعلم والعقل أن تحمي الصغار وتدعم الشباب وتعتمد وتثق بمتوسطي السن وترعى الكبار منهم وتكرمهم.

السابق
بالفيديو: بلدية العقيبة تمنع الكلاب والمحجبات والسوريين من نزول الشاطئ العام!
التالي
مطبخ نصر الله.. تابع