غسان جواد لـ«جنوبية»: زيارة وفد «أنصار الله» ليست رسمية.. ولا تعارض مع النأي بالنفس

هل تنعكس زيارة وفد "أنصار الله" سلباً على عملية تأليف الحكومة؟ وهل تتعارض مع سياسة النأي بالنفس؟

أوضح الصحافي والمحلل السياسي غسان جواد عند سؤاله عن إمكانية أن ينعكس هذا اللقاء سلبياً على تشكيل الحكومة والداخل اللبناني أنّه “من المفترض أنّ كل الأطرف اللبنانية لديها علاقات إقليمية؛ وكل طرف من الأطراف السياسية اللبنانية يجيّر هذه العلاقات لمصلحة لبنان بإطار سياسة ربط النزاع القائمة والتي تقول أنّ هناك اختلاف في تشخيص القضايا والملفات الإقليمية ولكن علينا أن نتعايش سياسياً من أجل مصلحة البلد، انطلاقاً من هذا المعنى ليس من المفترض أن تؤثر هذه الزيارة سلباً على تشكيل الحكومة إلا إذا كانت السعودية تريد أن تمارس نفوذاً في لبنان على حساب الدولة اللبنانية والقول بأنّ لبنان ساحة صافية تتحكم فيها السعودية”.

وتابع جواد في حديث لـ”جنوبية”: “إذا أردنا أن نستذكر بعض الوقائع، ففي عامي 2012 و2013، تمّ استقبال ممثلين عن الجيش الحر وتحدثوا في 14 شباط في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، في حينها لم نعترض ولم يكن هناك رفع أصوات، وقد يكون هناك حالياً أشخاص معارضين متواجدين في لبنان دون أن نعتبر أنّ هذا الأمر يؤثر على الاستقرار اللبناني وعلى الانتظام وعلى تشكيل الحكومات وما إلى ذلك”. لافتاً إلى أنّه “إذا كان هناك من يريد عرقلة تشكيل الحكومة ومن يبحث عن ذريعة ليعرقل أكثر، فإنّه بالطبع قد يستفيد من هذه الزيارة، مع العلم أنّ موقف حزب الله من اليمن معلن ومعروف”.

وعن سبب إعلان الزيارة في هذا التوقيت بالذات، أشار جواد إلى أنّ “هذه الزيارة تأتي بعد مجزرة مدرسة ضحيان والتي انتفض لها العالم جميعه وهناك في الكونغرس الأوروبي والأمريكي والبنتاغون وحلفاء السعودية صرخة، الزيارة تأتي في هذا السياق بعد هذه المجزرة، وتأتي كذلك في إطار العلاقات الثنائية بين حركات المقاومة في المنطقة من أنصار الله إلى حزب الله. من هنا ليس لدي قناعة بأنها بتوقيت مقصود، وقد تكون حتى مقررة سلفاً”.

وأضاف عند سؤاله عن تعارض هذا اللقاء مع سياسة النأي بالنفس التي يلتزم بها لبنان: ” سياسة النأي بالنفس تعني أنّ الدولة اللبنانية تنأى عن الصراعات العربية، وحزب الله ليس الدولة اللبنانية هو حزب مشارك في الدولة، وبالتالي لا تناقض مع هذه السياسة، فالوفد لم يتلقِ أي شخصية رسمية ولا أي وزير من حزب الله حتى”.

إقرأ أيضاً: من المطار إلى الضاحية: سلطة حزب الله ترحب بالحوثيين!

وفي تعليق على الموقف الذي أعلنه الوزير الإماراتي أنور قراقش من هذه الزيارة وانعكاساتها، قال جواد: “برأيي لو يهتم الوزير الإماراتي بشؤون الإمارات أفضل فمئات الشركات قد أغلقت في الإمارات بسبب حرب اليمن، هذه الحرب التي أثرت على الاقتصاد الإماراتي بشكل مباشر”، معتبراً أنّ :”القول بأنّ لبنان قد تحول إلى منصة معادية للمملكة غير صحيح، إذ هناك جهات سياسية تختلف مع المملكة وتمارس حقها باستضافة من تشاء في بلدها، الحزب في النهاية لم يستقبل الوفد لا في الإمارات ولا في السعودية، ولكن بالمحصلة هناك مشروع كبير قد خسر في المنطقة أي في العراق في سوريا في اليمن. وتعويض هذه الخسارة لا يكون بالاستقواء على لبنان واستضعاف الدولة اللبنانية”.

وفي الختام أكّد الصحافي والمحلل السياسي غسان جواد أنّه “عندما استقبلت السعودية مجاهدي خلق لم يسألها أحد، فكل طرف يستقبل وفق رؤيته وتحالفاته السياسية. أما فيما يتعلق بالدولة اللبنانية فإنّ أي طرف فيها لم يستقبل جهة معادياً للمملكة”.

السابق
عيد الأضحى والوحدة المفقودة بين المسلمين
التالي
فايد لـ«جنوبية»: زيارة الوفد تأكيد على انتماء حزب الله الاستراتيجي لمشروع الهلال الإيراني