باسيل من موسكو يطالب بعودة النازحين قبل الحل السياسي

شكّلت المبادرة الروسية لإعادة النازحين السوريين غطاء سياسيا ومعنويا للتشجيع على العودة. فما هي الملفات التي بحثها وزير الخارجية اللبناني مع نظيره الروسي اليوم في موسكو؟ وما هي نتائج هذه اللقاء وأبعاده؟

في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف اليوم، أكد جبران باسيل أن موقف لبنان من النازحين معروف وهو العودة على مراحل، والآمنة إلى بلادهم من دون ربط عودتهم بالعملية السياسية.

إقرأ ايضا: لبنان يواجه المجتمع الدولي ويقرّ خطّة عودة النازحين السورين الى بلدهم

وقد حضُر وبقوة ملفّ عودة النازحين السوريين في محادثات وزير الخارجيّة جبران باسيل في موسكو اليوم، مع نظيره الروسيّ سيرغي لافروف، إضافة إلى الوضع في الشرق الأوسط.  حيث ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيكثّف اتصالاته بعد قمّة هلسنكي مع الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب، لتأمين الغطاء السياسيّ لنجاح مبادرة العودة.

في هذا الاطار، يرى المحلل السياسي والإعلامي ميشال أبو نجم، أن موسكو “أضافتْ الى قوتها العسكرية في سوريا، مؤخراً مبادرتها لإعادة النازحين من مناطق النزاع لتسحب من القوى الغربية ورقةً مزعزعة لاستقرار مجتمعات المنطقة وخاصةً في لبنان”.

ويتابع قائلا: “بات لروسيا علينا، كمجتمعات مشرقية تَزخرُ بالتعددية، فضلان، الأول دحر الإرهاب التكفيري، والثاني إعادة النازحين”. فـ”هذا ما جعل دور موسكو يتمايز ويسبق معظم الأدوار الإقليمية الفاعلة في سوريا كالسعودية وتركيا وايران. فعوامل كثيرة تساعد روسيا على أداء هذا الدور”.

ويشدد على ان “هذا البعد “الإستقراري” في “الإنتداب” الروسي الحديث، ما يجعله يتحلّى بصفة “الإيجابية” تجاه تمزقنا الأزلي”. “ومن جهةٍ ثانية يجعل مصر طليعة المتقاطعين معه عربياً، ببعدِها كدولة وطنية مركزية لا تحمل إيديولوجيات دينية أو “سياسات هوية” في دورها الخارجي، ولهذا التوجه المصري حديثٌ آخر”.

خالد العزي

من جهة ثانية، يقول الخبير في العلاقات الدولية الدكتور، خالد العزي، ردا على سؤال  لـ”جنوبية” ان: “ثمة عادة بات السياسيين اللبنانيين يعتمدونها من خلال اعتبار شي واحد وهو اعادة لبنان الى حضن السياسة الروسية. وبالتالي ان الوزير جبران باسيل كونه زعيما مسيحيا ومرشحا لمنصب رئاسة الجمهورية، وزعيم تيار سياسي ووزير خارجية لبنان، وصاحب فكرة عودة السوريين الى بلادهم، ومؤيد للمبادرة الروسية التي تهدف الى عودة اللاجئين الى سوريا، بات يهدف من خلال هذه الزيارة الى تعويم دوره ودور توجهاته السياسية، مستعينا بموسكو في حلحلة العقدة اللبنانية وفرض قدرتها على القوى السياسية في تشكيل الحكومة اللبنانية، قبل أية حلول إقليمية تعكس نفسها على دوره، وخاصة بعد ان فشل في التوصل لإتفاق سياسي مع الادارة الاميركية يدعم توجهه السياسي من خلال عدم قدرته على التواصل مع أي شخص نافذ في الادارة الأميركية بما فيهم وزير الخارجية الاميركية مايك بومبييو”.

وردا على سؤال، يرى العزيّ ان “باسيل يهدف الى إقصاء القوات وتجميد دور الحريري للاتاحة له بالتحرك في السياسة اللبنانية بدعم روسي من خلال تقييد الحريري الذي يعارض التسوية مع النظام السوري قبل الحلول النهائية، وهذا يعطل توجهات باسيل وقدرته على الحركة السياسية الداخلية والخارجية”.

ويُشدد العزيّ على ان “الروس يحاولون تقديم أنفسهم للعالم على أنهم باتوا يملكون الفعاليات السياسية اللبنانية وخاصة الأقليات، نظرا لتوجههم السائد بحماية الأقليات في المنطقة، ولبنان واحد منهم. وهنا نرى العملية السياسية التي تقوم بها روسيا في الاتصال والتواصل مع الشخصيات اللبنانية الصغيرة في لبنان، وتوجيه الدعوات لبعضها الى موسكو لأن هدف وسياسة موسكو الامساك بالملف اللبناني من خلال الأقليات”.

إقرأ ايضا: سقوط عفرين… وسرّ الصمت الدولي

وختم الخبير في العلاقات الدولية خالد العزيّ “وبالتالي هذا حلم، وليس حقيقة يعتمد لها، وكان الاميركي مهزوما ويسلّم لروسي بكل المسائل، الاميركي سلّم لروسيا الحل في سوريا، مقابل حماية اسرائيل وإخراج ايران وميليشياتها من سوريا، وليس الحل النهائي للمنطقة لكي تفتح شهية موسكو على المفاتيح، وهذا التصور يجهله اللبنانيين باعتبار ربط مصيرهم بمصير الرئيس بشار الأسد والتسوية السياسية السورية”.

فهل ستُخرج موسكو الحل من قبعة الابتعاد عن الحل السياسي كما يشتهي اللبنانيون ويسعى إليه جبران باسيل؟

السابق
«حزب سبعة» يكشف تلاعبا في تسعيرة المولدات ويدعي ضدّ بلدية الشرقية
التالي
محمد العوطة: من حملة انسانية الى تسييس مقيت…