عمران خان: من نجم الكريكيت الى نجم السياسة في باكستان

من هو عمران خان لاعب "الكريكت" الذي أصبح اليوم رئيس وزراء باكستان؟

طوى عمران خان (65 عاما) صفحة نجم الكريكت الذي قاد بلاده نحو الفوز بكأس العالم في اللعبة عام 1992، لتحل محلها صفحة جديدة كرئيس لوزراء باكستان والزعيم الشعبي الإصلاحي المناهض للفقر.

فقد إختير زعيم حركة الانصاف الباكستانية ونجم الكريكيت السابق، عمران خان (أمس) رئيسا لحكومة باكستان بعد تصويت في الجمعية الوطنية في البلاد مع نيله 176 صوتا،  مقابل حصول منافسه زعيم حزب الرابطة الإسلامية، شهباز شريف، على  96 صوتا.  وقد أدّى خان صباح اليوم اليمين الدستورية لتوليه هذا المنصب، ونقلت الوكالات الإعلامية مراسم القسم التي جرت في القصر الرئاسي في إسلام آباد  وبتأثر واضح على محياه أقسم على “الولاء لبلاده و”تأدية مهامه ومسؤولياته بأمانة، بحسب ما تقتضي مصلحة وسيادة وازدهار باكستان”… وتعهد “باستعادة ثروة البلاد المنهوبة والمساءلة الصارمة للمسؤولين عن نهب تلك الثروات”.

إقرأ ايضًا: هل تندلع الحرب بين إيران وباكستان؟

وأشارت الـ بي بي سي” أن  فوز حزبه  في الانتخابات البرلمانية بأغلبية المقاعد شهر تموز الفائت هو الذي ساعد خان على تولي منصب رئيس حكومة لأول مرة منذ عشرون عاما على دخوله النشاط السياسي بمساندة الأحزاب الصغيرة.

دخول خان المعترك السياسي ووصول إلى هذا المنصب المهم لم ينسه حقبة بطولاته الرياضية في لعبة الكريكت إذ دعا خان لاعبي فريق  1992 لحضور المراسم القسم، إلى ذلك حضر أيضاً لاعب كريكت سابق والذي دخل أيضا النشاط السياسي الهندي نافجوت سينغ سيدهو.

وهكذا بتولي خان هذا المنصب وضع حدا لسنوات تداول فيها حزبي الرابطة الإسلامية والشعب الباكستاني السلطة مع فترات حكم خلالها الجيش، وينتظر نجم الكريكت مهمة صعبة في ظلّ ما تعانيه بلاده من أزمات إقتصادية ومعيشية، وكان قد وعد في برنامجه الإنتخابي وضع حدّ للفساد المستشري والنهوض بإقتصاد البلاد وتحسين الظروف المعيشية كما جعل باكستان “دولة إسلامية تتمتع بالرفاه”.

وقالت “الشرق الأوسط ان ” عجز بطل الكريكت السابق ان يحقق فوزا كاسحا في الانتخابات البرلمانية، سيدفعه ذلك إلى  التحالف مع الأحزاب الصغيرة ومجموعة من المستقلين لتأليف الحكومة.

فوز خان بمنصب رئاسة الحكومة الباكستانية سوف يثير مخاوف أميركية وصينية لإدراكهما جيدا علاقاته الجيّدة بجماعات إسلامية غير فاعلة عدا عن قيادته لبلد يمتلك أسلحة دمار شامل.

وأشارت وكالة “إرم نيوز” الإيرانية أن ما يعزز هذه المخاوف الإنتقادات التي يشنها عمران خان من الوجود الأمريكي في أفغانستان، كما أن طالب خان، الذي يقود حملة ضدّ الفساد، من الصين ان تكون أكثر وضوحا بخصوص قروضها واستثماراتها في البنى التحتية الباكستانية.

وتشير وسائل إعلامية أن خان لا يكن الكثير من الود للملكة العربية السعودية والإمارات، كم أنه ضدّ لعب بلاده أي دور في الحرب اليمنية، عدا أنه يسعى إلى توطيد علاقته بإيران.

وبلمحة مقتضبة عن حياة عمران احمد خان نيازي  لاعب كريكت الدولي السابق والذي إستطاع بعد عقدين من الزمن بدخوله  المعترك السياسي أن يصبح رئيسا لحكومة بلاده، فهو سياسي باكستاني كان عضوا في الجمعية الوطنية لباكستان منذ 2013 حتى 2018 ، وذلك مع فوزه في الانتخابات العامة من العام نفسه. والمعروف عنه أن لديه نشاطات خيرية، إذ ساهم من خلال جمع التبرعات من حول العالم في بناء مركز أبحاث ومستشفى سرطان ، وكلية نامال في ميانوالي، وفي الوقت نفسه يمتهن التعليق على لعبة الكريكيت، إلى جانب عمله السياسي.

وقد أسس خان سنة 1996 حركة الإنصاف الباكستانية، وكان النائب الوحيد عنه في البرلمان الباكستاني، وقد مثل مدينة ميانوالي كعضو في الجمعية العامة من عام 2002 لغاية 2007،  وفي عام 2011  أصبحت “حركة الإنصاف” التي يرأسها أكثر أهمية وشعبية في البلاد، وذلك مع موجة الثورات في العالم العربي وما سمي بـ “الربيع العربي”حتى أصبحت شعبية هذه الحركة توازي الحزبَيْن السياسيَيْن التقليديَين، وإستطاعت اخيرا تحقيق أغلبية في الانتخابات النيابية في باكستان في شهر تموز الفائت.

وعن المجال الرياضي، لعب خان ضمن فريق بلاده في لعبة “الكريكيت” من سنة 1971 لغاية 1992، وعيّن قائدا للفريق لعدة مرات متقطعة ما بين عامي1982 وحتى عام 1992 .

إقرأ ايضًا: الحرب السرية بين الشيعة والسنة في باكستان

وفيما تقاعد خان من لعبة الكريكيت نهاية بطولة كأس العالم سنة 1987 تم إستدعاؤه مرة أخرى للعب ضمن الفريق بعد عام واحد، وبعمر 39  حقق لبلاده الفوز الوحيد ببطولة كأس العالم عام 1992.

كذلك لدى خان  سجل من 3807 نقطة، و362 ويكيت في الـ«تيست كريكيت»، وهو الأمر الذي جعل منه واحدا من 6 لاعبي كريكيت في العالم  إستطاع أن يتفوق في الثلاثي متعدد المهارات في مباريات الـ«تيست».

 

السابق
شارل جبور لـ«جنوبية»: نحن تنازلنا وعلى باسيل التوقف عن محاولة تحجيمنا
التالي
جنبلاط: لا حدود للتقدم العلمي