بين الضغوطات ومصلحة لبنان: الحريري بمواجهة أزمة التطبيع مع سوريا

سعد الحريري
هل أتخذ القرار بإستئناف العلاقات مع النظام السوري؟

المطالبة بتطبيع العلاقات مع النظام السوري إرتفعت وتيرته في اليومين المنصرمين إلى أعلى المستويات لدى المحور الممانعة مع ارتفاع اللهجات الداخلية ارتباطا بالملف السوري والعلاقة مع النظام، وقد شكل هذا الملف في الساعات الماضية، عنوان تناقض واضح بين الأطراف الفاعلين. وصلت بالامس إلى حدّ تنظيم حلفاء الأسد في لبنان حملة ردود شرسة على الحريري وصلت حدّ الإهانات الشخصية على لسان الإعلامي سالم زهران الذي قال في إحدى البرامج التلفزيونية ” اذا محمد بن سلمان قال لسعد الحريري..انا ذاهب الى سوريا أبغاك تلحقني..بيروح او ما بيروح؟ “بيروح وإجرو فوق رقبتو”.

اقرأ أيضاً: العِقد على حالها وتشكيل الحكومة يُرحّل لما بعد الأعياد

هذا الكلام سبقه تهديد ضمني من قبل الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله خلال الاحتفال بالذكرى الـ12 لـ “حرب تموز” الذي توجه إلى الرئيس المكلف سعد الحريري ان عدم إتخاذ موقف قد يضطر إلى التراجع عنه في وقت لاحق، في ما يخص العلاقات مع سوريا، إلا أن اللافت إشارته إلى الموقف الدولي في المستقبل في هذا الإطار وكأن التطبيع سيفرض على كأمر واقع، مع دعوته للحريري بعدم الرهان على متغيرات إقليمية وخارجية لتشكيل الحكومة وتعزيز هذا الطرف المراهن على المتغيرات لتحسين شروطه وموقعه. وجاء هذا الكلام في معرض الردّ على الحريري الذي قالها صراحة أنه “لن يشكل حكومة تطبع العلاقات مع سوريا، وإذا لزم الأمر إبحثوا عن غيري.”

فبدا نصرالله مرتاحا يفرض الشروط لتشكيل الحكومة واضعا العلاقات اللبنانية – السورية في البند الأوّل ، أما رئيس مجلس النواب نبيه بري، فساند حلفيه بممارسة المزيد من الضغط على الحريري معتبرا أن كلام الأخير “غير واقعي ولا يفيد”، لافتاً الى أن “هناك علاقات دبلوماسية بين البلدين، وأثنى بري على ما قاله نصر الله ، داعياً الحريري الى “عدم التسرع بإلزام نفسه بمواقف عدائية ترفض هذه العلاقة، لأن هذا مناقض لضرورات المصلحة اللبنانية في ظل ما تشهده المنطقة ويشهده العالم من تسابق على الانفتاح على الدولة السورية “.

فهل أتخذ القرار لإستئناف العلاقات مع النظام السوري؟ وأين الموقف الدولي والعربي في هذا الإتجاه سيما أن كلام نصرالله يأتيفي خضم إنتصارات التي يحققها محوره في سويرا والتسليم ببقاء الأسد؟ وهل سيبقى الحريري مصرا على موقفه في حال عودة سيناريو “السين سين”؟

مصدر نيابي في تيار “المستقبل” أكّد لـ “جنوبية” أن “موضوع العلاقات اللبنانية – السورية لا يتعالج بهذا الشكل لا يستطيع وزير خارجية او رئيس حزب طرحه على المنابر إنما يتم مناقشته على طاولة مجلس الوزراء عند تشكيل الحكومة لأنه موضوع وطني بإمتياز، لافتا إلى أن “وضع تطبيع العلاقات كشرط لتشكيل الحكومة فهو عرقلة لعملية التأليف”. وشدد المصدر على أنه عندما يفرض النظام السوري وحلفائه شرط إستئناف العلاقات مع سوريا فبالتأكيد سوف يسمع هكذا ردّ من قبل الرئيس الحريري”.

الإعلامي والمحلل السياسي نوفل ضوّ رأى في حديث لـ “جنوبية” أنه “من حيث المبدأ الموضوع يجب أن يقارب من زاوية لها علاقة بإنتماء لبنان وموقع لبنان من قلب الشرعية الدولية والعربية وأي قرار بتطبيع العلاقات مع النظام يجب أن يكون جزء من قرار عربي شامل”، وشدد “لا يمكن للبنان أن يتحدّى العرب والمجتمع الدولي أجمع وأن يذهب إلى علاقة مع النظام في وقت أنه جميع هذه الدول تقاطعه”.

نوفل ضو

ومن هنا أشار ضوّ “بعد تجاوز هاتين المرحلتين عندئذ بجب التطلع على مصلحة لبنان من حيث التطبيع أو عدمه، ولكن لا يمكن الوصول للحديث عن هذا الأمر قبل إتخاذ قرار مشترك مع المجتمع الدولي والعربي وعلى ضوء هذه القرارات يتم إتخاذ القرار”.

وعن إعادة سيناريو الـ”سين – سين” قال: “عودة هذا السيناريو تعني وضع لبنان بمواجهة مع المجتمع الدولي والعربي إذ كان يقال آنذلك أن هذا الإتفاق تمّ بدعم من قبل هاتين الجهتين، إنما الآن الوضع مختلف لأن هذه الدول تقاطع نظام الأسد، مشيرا إلى أن “عمليا في حال ذهب لبنان نحو إختيار النظام سوري وإيران بمواجهة العالم أجمع هذا الأمر سوف يكون مكلفًا جدا على لبنان بشكل يفوق التكلفة الداخلية جراء إصرار الرئيس الحريري وغيره على عدم التطبيع مع سوريا”.

اقرأ أيضاً: خطاب نصرالله يمتص التململ ويحاول ترميم الثنائية الشيعية

وعن نصيحة السيد نصرالله للحريري بعدم المراهنة على تغييرات إقليمية اشار ضوّ “أن على نصرالله أيضا عدم المراهنة كثيرا على هذا الأمر لافتا “نريد تشكيل حكومة تحفظ قوّة التوازن بين اللبنانين وليس حكومة تعكس موازين القوة الإقليمية لأنها متغيرة بشكل دائم ومستمر وبالتالي كلما تغيرت سوف تتغير الموازين على الساحة اللبنانية لذلك المطلوب قوّة توازن بين الأطراف البنانيين تؤدي إلى إستقرار حقيقي على الصعيد السياسي قد تؤدي إلى حلحلة إقتصادية ومعيشية في حين أن الإرتكاز على موازين القوى هذا يعني أننا ما زلنا في حالة صراع لعدم قبول أي طرف غلبة كفة الطرف الآخر”.

وختم ضوّ بالتأكيد على أن “عدم الذهاب نحو موازين قوى إقليمية ودولية وهذا الكلام ينطبق على “حزب الله” أكثر بكثير من الرئيس الحريري لأن الحزب هو من يلوّح بإستمرار بمعادلة التعويض في لبنان في حال خسر بالإقليم وفي حال إنتصر ترجمته في الداخل اللبناني والمشكلة بهذا الكلاموليس بسياسة الحريري”.

وأمام هذه المشهدية إتضح أن العلاقات اللبنانية – السورية هي في صلب العقد الحكومية والتعقيد الخارجي الذي لطالما نفاه المعنيون بمشاورات التأليف هو الأساس، فهل يتجاوزلبنان هذا المطب؟ وكفة أيّ محور سترجح داخليا؟

السابق
وزارة المال: نُعلم المكلفين أن 20 ت1 آخر مهلة للاستفادة من تخفيض غرامات التحقق والتحصيل
التالي
3 جرحى في اجتياح صهريج للمياه عدداً من السيارات في المنصورية