ما علاقة «حزب الله» بالملف الذي يحمله وفد «البنتاغون» الى بيروت؟

يحرص الأميركيون على متابعة خطوات تنفيذ سياساتهم في المنطقة، فنراهم يفدون الى لبنان باستمرار رغم النجاح بالقضاء على الارهاب ورغم التزام المصارف اللبنانية بالعقوبات على حزب الله.

في خبر تداولته وسائل اعلام في لبنان، اثار التساؤلات، ويتعلق بزيارة وفد رفيع المستوى من “البنتاغون” الاميركي، برئاسة مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي روبرت كاريم، ومديرة مكتب لبنان آن بيرازن، للتثبت من تنفيذ العقوبات المدرجة على إيران، وتجفيف مصادر تمويل “المنظمات الإرهابية”، والبحث عما يُعيق تنفيذ كامل بنود القرار1701، والتعاون العسكري بين الجيشين اللبناني والاميركي. وقد رأى البعض ان هذه الزيارة ذات أهمية خاصة، لتلازمها مع جملة متغيرات في المنطقة.

إقرأ ايضا: اجراءات ترامب الثلاث ضدّ حزب الله تجرّ أوروبا وتضغط على المصارف اللبنانية

وفي اتصال مع الخبير في الشؤون الأميركية، الدكتور سامي نادر، قال ردا على سؤال عن سرّ هذا التحرك المفاجئ، أم هو عمل أميركي روتيني؟ فأكد لـ”جنوبية”: “هذه أول مرة يعلن عن وصول وفد من “البنتاغون” الى بيروت لمراقبة القرار1701 الذي أقر منذ 12 عاما، وهو ليس بالعمل الروتيني، ولم يسبق أن حدث، من حيث الشكل على الأقل”.

وتابع، نادر، قائلا: “ثمة حديث يتم تداوله منذ فترة عن الضغط الاميركي على إيران وعلى حزب الله، هذا نتيجة المواجهة الأمنيّة بينهما. وهناك كلام عن انه ثمة تغيير في مهام اليونيفيل. وهذا الكلام يعني انهم سيوّسعون مهام القوات الدوليّة العاملة في لبنان لضبط تحركات “حزب الله” والالتزام بالقرار1701 أي بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل الاراضي اللبنانية”.

وختم، الدكتور سامي نادر، قائلا “يمكن أن يحصل تغيير في مهام اليونيفيل”.

من جهة ثانية، قال الإعلامي والمحلل السياسي، قاسم قصير، ان: “لبنان بالنسبة لأميركا كسائر الدول التي تطلب منها واشنطن الإلتزام بتنفيذ العقوبات على إيران. ولبنان كدولة يلتزم بذلك، ويراعي كل المطالب الأميركية التي قد تؤثر على المصارف وكل ما يتعلق بالإرهاب. وهذه الإجراءات تسير وفق القانون. ولكن مجددا لا أعلم انه ثمة عقوبات او طلبات أميركية جديدة”.

ويتابع، قصير، قائلا: “بالنسبة للقرار1701 هو قرار دوليّ، ولكن هناك كلام اليوم يتحدث انه ثمة مطالبة بالقوات الروسية كقوة مراقبة في مناطق جنوب الليطاني. لكن برأييّ ان هذه الزيارة هي نوع من اعادة تثبيت الحضور الأميركي في المنطقة”.

وردا على سؤال، يرى قصير: “ان الاعتداء على اليونيفيل لم يعد كما كان بسبب التطور الميداني، لان العلاقات بين الجنوبيين واليونيفيل باتت جيدة، ولم نعد نسمع عن الخلافات بين هذه القوات والجنوبيين، الا نادرا، خاصة ان اليونيفيل باتت تراعي ظروف السكان هناك”.

ويختم، قاسم قصير، بالقول: “اعتقد انه ليس من تطور جديد في لبنان يستدعي أي تغيير، لان الاحداث الحقيقية تقع في سوريا، فما يحصل في سوريا هو الأساس، والاميركيون يعملون على حلّ القضايا العالقة في لبنان، فقط فيما يخص ملف النفط”.

إقرأ ايضا: العقوبات الأميركية الجديدة: سياسية وتستهدف بيئة حزب الله

فهل من ملف يحمله وفد “البنتاغون” هذا الى بيروت، خاصة في ظل وجود حكومة تكليف، وليس حكومة أصيلة؟ ام أنه ملف متابعة قديم يجري الحديث عنه على انه يحمل جديدا.

السابق
يحق للعراق ما يحقّ لإيران
التالي
التحالف المدني الإسلامي: فرضُ التطبيع مع نظام الأسد قرصنةٌ سياسية