بعد «الفطر»…عيد الأضحى يقسّم السنّة والشيعة!

يشهد الحاضر الشيعي مزيدا من مخالفة مبادئ العلماء الكبار في الوحدة، والتي يشهد الجميع فيها لدور العلماء الشيعة الكبار في السعي لتأكيد الوحدة الاسلامية، وأبرزهم في هذا الاطار علماء جبل عامل. لكن علماء الشيعة المعاصرين يبدو انهم نفضوا أيديهم من هذه الوحدة، خاصة في ابرز تجليات هذه الوحدة أي عيد الأضحى.

في نكتة دينية نقلا عن أحد المشايخ الشيعة ان علمائنا أجلّوا الجهاد لحين ظهور الإمام المهدي، وأجلّوا صلاة العيد لحين ظهور الامام المهدي أيضا، الا انهم لم يأجلوا جمع الخمس لحين ظهور الامام المهدي!

إقرأ أيضا: «شيعة رايتس ووتش» منظمة إعلامية مقرّها واشنطن

يوم أمس، اعلن رئيس ​المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى​ الشيخ ​عبد الأمير قبلان​ ان يوم الأربعاء المصادف في 22 آب الجاري هو أول أيام ​عيد الأضحى​ المبارك. مما أثار تساؤلا كبيرا، وكان اعلانه هذا قد سبقه اعلان كل من المرجع السيد علي السيستاني، والولي الفقيه السيد خامنئي، انه ثبت لديهم ان يوم الاربعاء هو عيد الأضحى ايضا. علما ان الدولة السعودية، حيث يتم الحجاج حجّهم، كانت قد اعلنت ان يوم الثلاثاء الموافق21 آب هو يوم عرفة أي عيد الأضحى.

وهو بالتعريف عيد الوحدة وعيد الله أكبر، وهو أهم عيد لدى المسلمين على الاطلاق حيث يجتمعون في مكان واحد، ويؤدون المناسك واحدة معا، دون تمييز باللباس او العبادات، بهدف إلغاء الفروقات بين جميع الأعراق والجنسيات، الا ان الفروقات آخذة بالبروز في هذه المناسبة بشكل تصاعديّ، حيث انه ومنذ عقد ونيف بدأ العلماء الشيعة يتمايزون باعلان العيد وفق توجههم الفقهي دون أية مراعاة للوحدة الإسلامية.

علما ان الإحتفاء بقدوم عيد الفطر، كان المناسبة الوحيدة التي تفرّق بينهم، اما اليوم فقد انضم الأضحى الى أخيه عيد الفطر.
فما هو سرّ الانقسام الشيعي- السنيّ حول الأضحى بعد ان كان مقتصرا على عيد الفطر. ولماذا يبتعد الشيعة عن السنّة بالتدرج منذ فترة ليست ببعيدة؟

للتوضيح، في اتصال مع الشيخ أياد عبدالله، امام مسجد العجمي في شحيم في إقليم الخروب، قال لـ”جنوبية”، ان: “الخلاف حول الأضحى هو تثبيت للإنقسام السياسي في ظل الصراع السعودي الإيراني حيث سنظل نرى مثل هذه الصراعات”.

وتابع الشيخ أياد عبدالله، قائلا “كنت أتمنى ان الذين خالفوا السعودية في هذا الموضوع ان يلتزموا بتوجهاتها لاننا لا نستطيع ان نجعل الحج حجين، والوقوف وقوفين، كما لا يمكن للدولة السعودية ان تقبل ان يكون عندنا عرفاتين”.

ويشدد الشيخ عبدالله “كنت أرجو ان يُبعدوا السياسة عن الدين، وقد رأينا جميعا كيف أدى تسييس الدين الى القتل والتشريد والتهجير، وكله باسم الله، ولكن الله بريء من جميع هذه الفتاوى”.

ويضيف سماحته عن سبب انجرار المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الى الخلاف السنيّ الشيعي حول الاضحى، بالقول “نقول الحمدلله ان الشيعة اتفقوا لكن يا ريتهم اتفقوا كلهم حيث يعتبرون انفسهم ابطالا في الحرب الدائرة، لكن الحقيقة أن الانتصارات الحقيقية تمت لحساب ترامب وبوتين الذين اجتمعوا في هلسنكي، واتفقا على تقاسم ثروات بلادنا، ونحن لازلنا نصرخ الله أكبر”.

وختم، سماحته، بالقول “أوجه رسالتي لكل القيادات الاسلامية في لبنان ان يكونوا أكثر إلتزاما بما يُرضي الله لا بما يحقق المصالح الإثنية والشخصية لبعض الجهات الدينية والسياسية. فهم شاؤوا أم أبوا سيقفون في عرفة، السنّة والشيعة معا، وستذهب اقوال السياسة ادراج الرياح، وانا أرى ان الكثيرين من الذين يتكلمون باسم الدين هم لا يعرفون من الدين شيئا”.

من جهة ثانية، يقول الشيخ محمد علي الحاج، مدير حوزة السجاد، ردا على سؤال “جنوبية” أنه “لا ثمرة عمليّا من إعلان عيد الأضحى المبارك خارج إطار الحج، ونستحسن أن يقتدي المسلمون بذلك بما تعلنه السلطات الدينية في السعودية حصرا.. وهذا ما كان عليه علماؤنا ومراجعنا في العقود الماضية، ولكن للأسف من فترة ليست بالبعيدة أخذت الأمور تأخذ طابعا مختلفا، ولعل لذلك خلفيات محض سياسية”.

ويتابع العلامة الحاج، بالقول “كلامنا هذا لا ينسحب على إعلان عيد الفطر، لكونه يترتب عليه آثار شرعية عديدة، وأما بالنسبة لعيد الأضحى فأكثر ما يعنيهم الأمر هم الحجاج في مكة المكرمة، وبما أن السلطات السعودية تقوم بهذه المهمة، ولا يمكننا تغييرها، أو التأثير عليها، أي لا معنى لرأينا، سوى أننا نشكك الحجاج بصحة مناسكهم. لذا يجب ترك الأمور كما هي، والرجوع لما كان عليه سلفنا من عدم التصدي لإعلان هلال ذي الحجة”.

ويختم، الشيخ محمد علي الحاج، قائلا “أما بالنسبة لصلاة العيد فهي أساسا مستحبة في الفقه الجعفري، وليست واجبة في عصر غيبة الإمام المهدي، وتاليا فلا أدنى حاجة لكي يتم إعلان عيد الأضحى المبارك”.

إقرأ ايضا: السنة والشيعة في العالم: كيف يتوزعون؟

فهل ينفذ العلماء السنّة والعلماء الشيعة ما يدعون إليه في خطبهم المسجّدية؟ وهل يقتدون بسياسة القرآن الكريم، وأقوال النبي الأكرم الذي أكد على الوحدة في خطبه؟ ومتى يتحدون معا لمواجهة من يعتبرونه عدو هذه الوحدة؟ في زمن ضعفهم وترهلهم؟

السابق
صحيفة أميركيّة: «إسرائيل» و«حماس» على وشك التوصل إلى اتفاق
التالي
وفد «مسد» في دمشق: ملفات للحوار مع النظام