«حزب الله» يبدي ليونة لتشكيل الحكومة وبري يساهم بحلّ العقدة الدرزية

عودة المراوحة إلى الملف الحكومي.. العقدة المسيحية على حالها، وعودة العقدة الدرزية إلى مربعها الأول

لا تزال أجواء التفاؤل تشاع حول عملية التأليف إلا أنه لا شيء ملموس حتى الآن ما يوحي أن ما يحكى عن مسودات حكومية ليست الغاية منها سوى ‏تقطيع للوقت، وعلى جدول المشاورات لقاءان مرتقبان للرئيس المكلف سعد الحريري: الأوّل مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، والثاني مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في محاولة لتدوير الزوايا: وفيما يتعلق بالزيارة الأولى فهي لمناقشة اقتراح الوزير جبران باسيل بأن تكون حصة “القوات” ثلاثة وزراء، على أن يكون الرابع من حصة الرئيس الحريري أو سواه.

إقرأ ايضًا: التأليف الحكومي أمام إختبار جديد..

أما اللقاء بجنبلاط فهو للتطرق إلى اقتراح يجري تداوله، ويقضي ان يسمي وزيرين درزيين، على ان يكون الثالث نجل النائب أنور الخليل.  وقد يساهم هذا الإقتراح الذي نسب إلى الرئيس نبيه برّي، لحل العقدة الدرزية. في حال وافق عليه جنبلاط، لكن معلومات “اللواء” تشير إلى تحفظ “التيار الوطني الحر” عليه. كما استبعد مصدر مطلع ان يزور الرئيس الحريري بعبدا قبل ان يحضّر مسودة حكومة في ضوء لقاءاته، متوقعاً ان يحدث ذلك بعد عيد الأضحى..

ولفتت مصادر ” النهار” في هذا السياق الى عامل بارز يتمثل في الليونة التي يظهرها “حزب الله” والخطاب الذي يدعو من خلال إلى التعجيل بتأليف الحكومة. واشارت الى انه اذا كانت لدى الحزب معطياته الخارجية التي تجعل الانفراج الداخلي يلائم مصالحه تماما فيما بعد، فان الحزب وغيره من الافرقاء صارحوا بعض السياسيين المسيحيين بانهم متخوفين من عودة التباينات بين “الثنائي المسيحي” كعامل خارج الضبط والتأثير من جانب حلفاء الطرفين ومن شأنه ان يساهم في تعقيد مهمة الرئيس الحريري الذي لمس بقوة الدلالات السلبية لانهيار “تفاهم معراب”.

وفيما يتعلق بمسألة التمثيل الدرزي، فان المصادر نفسها تخوفت من منحى يهدف الى تسديد ضربة معنوية وسياسية الى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الامر الذي رفضه ولا يزال يرفضه الرئيس الحريري نفسه، كما ان دخول الرئيس بري على الخط الرادع في هذا المسار ترجم كما تردد في تداول اقتراح لاسناد احدى الحقائب الوزارية الثلاث للدروز الى النائب انور الخليل او ابنه.

قالت مصادر واسعة الإطلاع لـ”الجمهورية” انّ الاتصالات التي شهدتها ‏الساعة الأخيرة كادت أن تشهد حلاً للعقدة الدرزية لو وافق الأمير طلال ‏ارسلان على الصيغة المطروحة‎.‎

وفي معلومات توافرت لـ”الجمهورية” أن  الخليل الذي شكر لبري مبادرته تمنى مراعاة وضعه الصحي واقترح نجله ‏زياد للمهمة، ولمّا وافق بري رفض ارسلان مؤكداً انه لم يعترض على الإسم ‏فزياد انور الخليل ووالده لهما موقع مقدّر عنده كما بري، لكنه اعترض على ‏المبدأ فأُحبطت المحاولة وآلت الى الفشل. وعليه، قالت المصادر “انّ هذا ‏المخرج الذي أُحيط بسرية تامة قد طوي وعادت المحاولات الجارية لفك ‏العقدة الدرزية الى نقطة الصفر‎”.‎

إقرا ايضًا: «المستقبل» لا يرى جدوى من تهديد باسيل بالنزول الى الشارع

أما بالنسبة للعقدة المسيحية، فقد جددت “القوات” دعوتها الى باسيل لتقديم التنازل، وقالت مصادرها إنّ التصور الذي قدّمه باسيل الى الرئيس المكلف “لا يؤدي الى ‏النتائج المرجوة، فقبولنا بحصّة من 4 وزراء، ليس مِنّة من أحد بل هو حقنا الطبيعي وخلاف ذلك هو استئثار ‏وهيمنة سياسية ومحاولة لتحجيمنا. فبمجرّد قبولنا بـ4 وزراء ‏نكون قد تنازلنا. وكمل انه وبمجرد قبولنا بالخلط بين حصّة تكتّل “لبنان القوي” وبين حصّة ‏رئيس الجمهورية، هو تنازل منّا وبالتالي مَن تنازل هو “القوات”.

السابق
بالفيديو: وائل كفوري يكشف سبب عدم دعمه لإليسا
التالي
العقوبات الأميركية تفضح هشاشة «الممانعة» ودولها