«الحقيبة السيادية» تقرّب حزب الله من القوات اللبنانية

القوات اللبنانية
هل سنشهد تقارب بين "حزب الله" والقوات اللبنانية" قريبا؟

من يتابع مواقف وتصريحات المسؤولين والقياديين في “القوات اللبنانية” يلمس نوعا من “الغزل” السياسي لـ “حزب الله” خصوصا في ملف تشكيل الحكومة علما أن الأخير لم يذكر له اي موقف يعارض فيه تمثيل “القوات” في الحكومة المقبلة من حيث حجم التمثيل أو نوع الحقيبة، خصوصا أن القوات متمسكة حتى اللحظة بالمطالبة بأربع حقائب منها واحدة سيادية أو منصب نائب رئيس المجلس، فيكتفي الحزب بالتصويب على المملكة السعودية وإتهامها بأنه هي الجهة التي تعرقل تأليف الحكومة وكان لعضو المجلس المركزي في الحزب، الشيخ نبيل قاووق، موقفا في هذا السياق يشير فيه إلى ان السعودية من تقف وراء رفع بعض الجهات السياسية المعروفة الهوية، سقف مطالبها وحصصها”، بالإشارة إلى “القوات” و”الحزب التقدمي الإشتراكي”.

ومن هنا كان المستغرب تصريح عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب جورج عدوان قبل أسبوع، الذي أكّد فيه أن “مشكلة الحكومة 100% داخلية، وفي موقف لافت، اعتبر عدوان أن “حزب الله من أكثر الذين يدفعون باتجاه تأليف الحكومة مع الرئيس بري الذي أبلغنا أنه لا يعارض أن يكون لديها وزارة سيادية، ولا اتصور ان “حزب الله” لديه فيتوات”.

اقرأ أيضاً: «حزب الله» يبدي ليونة لتشكيل الحكومة وبري يساهم بحلّ العقدة الدرزية

وكان اللافت أيضا مقالة لرئيس جهاز الإعلام في “القوات اللبنانية” شارل جبور في صحيفة “الجمهورية” أمس عن طريقة إدارة “حزب الله” مؤخرا للملفات الداخلية مشيرا إلى أنه أي متابع لطريقة عمل «حزب الله» يخرج بانطباع مفاده أنه لا يستخدم أسلوبَ الضغط على حلفائه، بل يفضِّل ترك الأمور تأخذ مجراها طالما أن لا تأثيرات سلبية عليه، متحدثا عن نماذج عدّة، منها “النموذج المتعلّق بتأليف الحكومة، حيث اكتفى بضمان الحصة الشيعية من دون أن يمارس مثلاً الضغوط على الوزير جبران باسيل ليتراجع عن سقوفه العالية…”

وفي حديث مع رئيس جهاز الإعلام والتواصل في «القوات اللبنانية» شارل جبّور أوضح لـ “جنوبية” أن ما كتبه هو توصيف لواقع سياسي وليس بمعرض غزل إطلاقا، إنما وصف وتم الإتكاء فيه على عدّة نماذج إن كان من حيث تعاطي الحزب مع ملف رئاسة الجمهورية وكيف تعاطى مع ملف الإنتخابات النيابية من حيث لم يلزم أي فريق بالتحالف مع فريق آخر، وكيف يتعاطى الآن مع ملف تشكيل الحكومة وبالتالي يحاول من خلال الحثّ والتمني أن يدفع بإتجاهات معينة إلا أنه لا يضغط”. مشيرا إلى أنه كان “يسلّط الضوء على طريقة إدارته المحلية التي ظهرت بأكثر من محطة والتي تم ذكرها في المقالة”.

وعلى مستوى العلاقة بين “القوات اللبنانية” و”حزب الله” قال جبور إنه” لا يمكن القول أن هناك أي جديد على هذا المستوى، لكن لا شك أن الإشتباك الذي كان قائما في الفترة الماضية لم يعد قائما اليوم وهو ما ينطبق على تيار “المستقبل” وعلى أي مكون سياسي آخر”، لافتا إلى أن هذا الأمر يتعلّق بوضع العام للبلاد فنحن اليوم بمرحلة تهدئة وتسوية سياسية وفي مرحلة مساكنة على المستوى الحكومي”.

كما لفت إلى أن “الحزب في الأيام الأخيرة لا يذهب بمواقف تضرب سياسية النأي بالنفس أو تحدي معين بإنتظار كلمة السيد حسن نصرالله المرتقبة اليوم وما يمكن أن يقوله، مشددا على أنه “عندما يكون للحزب موقف بهذا السياق سوف يكون لدينا موقف مقابل خصوصا في موضوع العلاقات اللبنانية – السورية”.

إلى ذلك أكّد جبور أنه “لا يمكن القول أن هناك تقارب بين الجانبين على المستوى الإستراتيجي أو العقائدي والنظرة الوطنية، لكن لا شك أنه ثمة تعاطي مختلف على مستوى المؤسسات إن كان في داخل المجلس النيابي أو الوزراء نتيجة التجربة الوزارية”، مشيرا إلى أن “هذه النظرة ليس لها علاقة بالعمق الإقليمي بقدر ما هي تتعلق تحديدا بالأمور الداخلية من حيث التقاطع على موضوع محاربة الفساد وهي مسألة مهمة وأساسية بالنسبة لنا ولهم بإنتظار المرحلة العملية والتطبيقية بعد تشكيل الحكومة لنرى كيفية ترجمة هذا التعاون من أجل تحقيق أكبر قدر ممكن من الشفافية المطلوبة”.

وختم جبور بالقول إن “المعادلة التي تختصر كل هذا المشهد، هي بقدر تحوّل أولوية “حزب الله” إلى أولوية محلية بقدر ما تقاربه مع القوات تزيد، وبقدر ما تتحول أولويته إلى أولوية إقليمية بقدر ما تباعده معنا يتوسع، وتابع “في هذه المرحلة على الرغم من وجوده في سوريا لكن الواضح أن أولويته المحلية طاغية وهذا ما يفسر غياب أي إشتباك، ونأمل أن يذهب الحزب نحو الإنسحاب من أدواره الإقليمية لمصلحة تعزيز أدواره اللبنانية وصولا إلى تحقيق المساواة بين اللبنانيين من خلال أن تكون الدولة والجيش اللبناني هي المشترك الوحيد بين جميع اللبنانيين”.

من جهة ثانية، أشار الإعلامي فيصل عبد الساتر في حديث لـ “جنوبية” إلى أن “لا جديد على مستوى العلاقات بين الطرفين إن كان بتدهور أو تطور فيها، مشيرا إلى أن “العلاقة لا تزال على حالها والأمور تسير وفقا للقواعد المرسومة من قبل كل طرف، وثمة لقاءات تحدث من خلال القنوات الرسمية وذلك لا يعني أن هناك أي شيئ في هذا الإتجاه”.

اقرأ أيضاً: من يتقرّب من الآخر «القوات اللبنانية» أم «حزب الله»؟

أما يما يشاع عن أن “حزب الله” ليس لديه “فيتو” على احد بالنسبة لتشكيل الحكومة قال إن “هذا الكلام إلى حد ما صحيح وهذا لا يعني وجود غزل متبادل بين الطرفين، مشيرا إلى أنه “ممكن أن تكون القوات ذهبت بإتجاه الغزل بالحزب إنما الأخير أجزم عدم إنخراطه في هذا الإطار”.

وفيما يقال عن أن الحزب ليس لديه مانع بأن يتم إسناد حقيبة سيادية للقوات أو منصب رئيس مجلس الوزراء فهذا الأمر ليس مؤكدا، مع لحاظ مسألة أساسية أن الحزب لن يكون معترضا إذا ما كان هناك إجماع في البلاد على أمر معين”.

ختاما، رأى عبد الساتر أن” الحزب قد يعارض ضمنا إسناد حقائب سيادية للقوات لها علاقة به وبالمقاومة كالخارجية أو العدل”، وحول ما أشيع عن لسان الرئيس نبيه بري والوزير علي حسن خليل في هذا الإطار، قال “هذا لا يعني بالضرورة أن يكون الأمر قد حسم بهذا الإتجاه بقدر ما هي إشارة إيجابية لتسهيل مهمة الرئيس المكلف”.

السابق
تركيا تدفع ثمن رفضها للعقوبات الأميركية على ايران
التالي
أعلى خيلك اركبو!