«حزب الله» سائر بمشروعه الإقليمي رغم الإحتجاجات الشعبيّة الشيعيّة

ماذا سيفعل حزب الله بعد 12 عام على انتصاره على اسرائيل عام 2006؟ هل ستكون وجهته داخلية بامتياز هذه المرة؟ وهل سيدير اذانه لجمهوره ام سيبُقيها مُسلَطة نحو الخارج؟ سؤال يقلق جمهورالمقاومة في بيئته الشيعية اللبنانية، الى اين سيوجه السلاح بعد انتهاء المعارك في سوريا؟

فبعد عام 2000 وتحرير الجنوب، اعتقد الجميع ان البوصلة ستكون الداخل اللبناني، ولطالما سالت أقلام في هذا الإطار. الا أنه، وبعد سنوات قليلة، ومع دخوله الحكومة اللبنانية اتهم الحزب باغتيال رئيس حكومة لبنان السابق الرئيس رفيق الحريري، ولا تزال الاتهامات قائمة دون أي حكم قاطع، في ظل استمرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

إقرأ ايضا: الكلمة الكاملة والحرفية للسيد حسن نصر الله

واليوم، وبعد خروجه المستتر من سوريا، يعود الاعلام ليرّكز على مهام الحزب وعناصره بعد العودة غير المعلنة لعناصره من هناك.
فهل ستكون شكاوى الناس محط اهتمامه خاصة، بعد فيديو “ابن بنت جبيل” الأخير، والذي تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يلخص هذا الفيديو مجمل هموم الجنوبيين الحياتية رغم مرور 18 عام على التحرير؟ اضافة الى المطالبة المستمرة للحزب بضرورة الاهتمام بقضايا الناس الحياتية ومواجهة المفسدين في الدولة؟ والكلام المرن لمسؤول الإعلام في القوات اللبنانية، اليوم، شارل جبّور عن حزب الله ودوره الداخلي، وسلاحه، وسرّ صمته حيال فساد حلفائه الداخليين؟

في هذا الإطار، وردا على سؤال حول المهمة المقبلة للحزب بعد انتهاء مهامه العسكرية في سوريا، هل ستكون التركيز على الانماء والهموم الحياتية للمواطنين.

يقول المحلل السياسي، والصحفي ساطع نورالدين، لـ”جنوبية”: “أقدّر ان جزءا من الدور العسكري الأمني الذي لعبه حزب الله في الفترة الماضية سيتغير وسيتراجع اذا انتهت الحرب، واذا زادت الضغوطات على ايران ودورها. لكن برأيي اعلان انسحابه من سوريا لن يتم”.

ويتابع، رئيس تحرير المدن الالكتروني، ساطع نورالدين، بالقول ان هذه الفيديوهات التي تنتشر هي عبارة عن مزحة، والجدّ فيها يكون اذا وقفت الناس لتقول لحزب الله (انت عملت مقاومة بسوريا واليمن فتوّقف عن هذه الحرب). وتأييد الناس للحزب في سوريا هو جزء من التغطية الشعبية لسياسة الحزب”.

ويتابع، بالقول “هذه الفيديوهات هذه المسألة ليست موضوع نقاش، لكن اذا خرج الجمهور مطالبا بالعودة الى الداخل اللبناني، فسيكون في ذلك كامل الجرأة في مطالبته بعدم التدخل في سوريا واليمن والعراق، وغيرها من الدول”.

فـ”هذه الفيديوهات تُسعد حزب الله وتجعله يشعر انه مسؤول، وانه مهم، وكلام المواطنين ليس موضوعا للنقاش، لكن لن يتجرأ أحد على طرح مطالبه بخصوص عودة الحزب من سوريا واليمن. فلا أحد عنده استعداد، خاصة ان الطائفة الشيعية، لا تعارض مهامه الخارجيّة”.

من جهة مقابلة، يرى المحلل السياسي، محمد شرّي، انه “لا زال الملف السوري مستمرا، ولم ينته بعد، ونحن اللبنانيين نستعجل خروج حزب الله من سوريا، علما انه لا تزال هناك مناطق يوجد فيها ارهاب. ووجود الحزب في سوريا مرتبط بالدولة السورية، فعندما تقول الدولة له: شكرا عودوا، سيعودون، وطالما ان ارادة الحكومة السورية ببقائهم فسيظل الموضوع على ما هو عليه الان”.

وردا على سؤال حول الفيديوهات التي ترفع الصوت مطالبة بالالتفات الى هموم الناس بكثرة، قال شرّي “بالنسبة للبنان الوضع لم يعد يحتمل داخليا، سواء بالنسبة للحكومة وسياستها او بالنسبة للوضع الاقتصادي والمالي، اذ لم تبادر السلطة السياسية للعناية بحاجات الناس”.

ويتابع، شري، قائلا “لذا من الطبيعي ان يهتم حزب الله بالموضوع، وكل ملف يدرسه على حدا حيث سيقدم كل ملف على حدا”.
فـ”هناك أمل وثقة بالحزب، والناس تتأمل، لذا يتجهون صوبه رافعين الصوت، وخاصة بعد خطاب السيد حسن حول الفساد والناس تضغط نتيجة الحاجة، وهي ظاهرة إيجابية، والمسؤولية لا تقع على الحزب فقط، لكن نواب الحزب لم يعودوا قادرين على تجاهل هموم الناس، ومن حقه ان يطالب بانصافهم”.

ويشدد، شري، قائلا “الوضع لم يعد يطاق، ولم يعد المواطن قادرا على التحمل، ولكن المؤسف هو دخول البعض على الخط، خاصة من قبل دول اقليمية، واستغلال هذه الدول للازمة العامة حيث يتم اظهار حزب الله وكأنه اليوم بدأ يشعر بهموم الناس، وانه عندما يتراجع الخطر يفكرون بالناس ومشاكلها”.

وبرأيه، يجب “ان ننتبه الى ان محاربة الفساد هي محاربة ليس لأفراد ومجموعات، بل هي محاربة أنظمة وجهات، على ان يُعاد النظر الى حاجات الناس، والأخذ بعين الاعتبار وضع الطبقة الوسطى. والتحرك لا يجب ان يكون محاصصة، بل المطلوب سياسة وطنية جامعة لكل الساحة اللبنانية”.

إقرأ ايضا:  إسقاط الـ «أف 16» الإسرائيلية: من أعطى الضوء الأخضر للصواريخ السورية؟

ويختم، الاعلامي محمد شري، “ان توزيع فيديوهات الاحتجاج على الفساد والتركيز على بيئة حزب الله يحتاج الى انتباه، وثمة من يلعب على الموضوع ليُقال ان مناطق حزب الله محتاجة الى كل شيء، للتشويش عليه”.

الأيام ستظهر نتائج ارتفاع صوت الناس سواء بقاعا او جنوبا، هل سينجح حزب الله في تلبية مطالب جماهيره التي ستتحمل نتائج الضغوطات الاميركية على حزب الله؟

السابق
بري استقبل المشنوق وتباحثا في الأوضاع الأمنية
التالي
البخاري: الحريري حصل على كل ما طلبه والقوات حصلت فقط على 25 تأشيرة