من نهر «العاصي» ارتوى المهرجان فناً .. الحلاني لـ«طرابلس»: قومي ارقصيلي!

مهرجانات طرابلس الدولية تستضيف في ليلتها الثانية فارس الغناء عاصي الحلاني..

غادر الفارس “الفيحاء”، بعدما أضاء بصوته مهرجانها، فرقص وتراقص له الحضور، وصفق له الطرابلسيون حتى اشتعلت المدرجات بحماسهم حباً وفرحاً وهيصة و”دبكة”.
الآن، الساحة فارغة، أبناء المدينة تعبت خصورهم من “الهز”، فذهبوا لاستراحة يمهدوا الروح فيها لأمسيتين يقودهما “القيصر”، فيما بقي واقفاً على أرشيف الليلة مقاطعو “الحياة”، الذين لا يرون في طرابلس إلا صوتاً يسقط في صندوقة الاقتراع، فيقطعون المياه عن فرحها، ويتكابرون عن الكؤوس “الزمزمية” التي تهدى إليهم، فما هم بشاربي هذه الأجواء ولا هم يريدون لأبناء الشمال أن يثملوا “فرحاً” كما باقي المدن اللبنانية!

هؤلاء، قد بدأوا الآن رحلة التقصي والبحث، ليبنوا أمجادهم على ثمن الإطلالة التي تزينت بها رئيس جمعية “طرابلس حياة” سليمة أديب ريفي، وذلك في استكمال لما أبدعوه بعد الليلة الأولى، فما استطاعوا أن يطعنوا بالتنظيم، ولا بأنامل “غي مانوكيان”، ولا بدقات “abu”، ولا بالحضور المتنوع، فتوجهت أنظارهم فوراً إلى “المرأة الحديدية”، وقد استفزهم اللقب، وكأن السيدة باتت نداً لمشاريعهم .. هي التي لا تنافسهم سياسة، بل على العكس تدعوهم للمشاركة في لعبة الإنماء!

اليوم سلة هؤلاء كما ليلة الافتتاحية “فاضية”، فالليلة الثانية فاقت الأولى رقصاً وطرباً، وتمنى الحضور لو يمتد صوت “العاصي” حتى الصباح، كي ترتوي نفوسهم العاشقة للحياة من الصوت الجبلي الأصيل، الذي إن غنّى العشق عشقنا، وإن غنى الوطن على إيقاعه “دبكنا”.

غير أنّه وقبل الخوض في تفاصيل الليلة الثانية للمهرجان، اسمحوا لنا أن نفشيَ سراً عن الليلة الأولى. فبينما كنا نعمل على إجراء اللقاءات المتعلقة بالحفل، سألنا السيدة سليمة ريفي عن تعليقها على غياب أحد الأحزاب السياسية الممثلة في طرابلس عن هذا الحدث رغم الدعوات التي وجهت إليهم جميعاً. فكانت إجابتها بكل بساطة “بتمنى السنة الجاية يكون الكل موجود بهالاحتفالات”، لتتمنى علينا بدورها أن لا نخوض في زواريب السياسة ونحن نكتب عن هذه الليلة، وأن نترك المساحة للفن، وهذا ما فعلناه في حينها، أما الآن، وقد بدأت الصفحات الصفراء تتحدث عن الجواهر والفستان وكأنّها من بيت أموالهم! فلا بد لهذا الحوار أن ينقل، علّ الحياء – إن ظلّ هناك حياء – يصفع “البعض” فتدركهم الصحوة!

وبعيداً عمّا سبق، فكل ما سيكتب عن الليلة الثانية من مهرجانات طرابلس الدولية، سيبقى غريباً عن الصورة الحقيقية، هي “ليلة راقصة”، عرّابها فارس الأغنية عاصي الحلاني!
الحلاني الذي غنّى لـ”طرابلس” قومي ارقصيلي، فرقصت له، افتتح ليلته بتحية للجيش اللبناني، وللبنان، ليضيء السهرة بباقة متنوعة من الأغاني والمواويل والدبكة، فارتفع صوته وارتفعت دقات القلوب فرحاً بهذا “الخيّال” الذي يجيد لعبة التفاعل مع الجمهور، ويعرف جيداً كيف يحركه وفقاً لنغماته!

إقرأ أيضاً: «طرابلس حياة» تطلق مهرجاناتها رغم المناكفات وتقاعس وزارة السياحة

الحلاني الذي قدم إلى المهرجان مع عائلته، كان بين “أهله وناسه”. فتؤكد ابنته، النجمة الشابة ماريتا الحلاني في حديث لـ”جنوبية” أنّها تشعر بالسعادة حينما ترى هذه الأجواء تتجدد في لبنان ولاسيما في طرابلس. لافتة إلى أنّ هذه المدينة جميلة جداً وهذه المهرجانات تعكس الصورة الحقيقية لها وتدفع الجميع للقدوم إليها والتعرف عليها.

سليمة ريفي: طرابلس هي مدينة الرقص والفن والحياة!

لا تخفي السيدة سليمة ريفي في حديث لـ”جنوبية” على هامش الليلة الثانية من مهرجانات طرابلس الدولية أنّ التعليقات التي ارتبطت بالليلة الأولى كانت إيجابية، لافتة إلى أنّ هذه الأجواء تؤكد أنّ طرابلس ليست مدينة الإرهاب، وإنّما هي مدينة الفن والرقص والحياة.

هذا وتؤكد ريفي أنّ مهرجانات طرابلس الدولية هي من أقوى المهرجانات في لبنان، متوقفة عند الحفل الأوّل الذي جمع بين المؤلف الموسيقي اللبناني “غي مانوكيان” والنجم المصري “أبو”، وعند التعليقات التي سمعتها والتي جميعها أشادت بالأجواء وطالبت باستضافة هذا الثنائي الفني لمرة ثانية.

إقرأ أيضاً: طرابلس تغني وترقص في مهرجانها على إيقاع «المرأة الحديدية»

وفي سؤال لها عن ليلة الفارس عاصي الحلاني، تلفت رئيسة جمعية “طرابلس حياة”، إلى أنّ “النجم عاصي الحلاني يقدم في كل مرّة لطرابلس أروع ما لديه، ويقول عن جمهورها أنّه من أجمل الجماهير التي يقف أمامها”، مشيرة إلى أنّ الحلاني دائماً ما يغني في مهرجانات طرابلس.

 

photo by Undercover productions

 

photo by Undercover productions

 

photo by Undercover productions

 

photo by Undercover productions
السابق
الراعي: ما المبرر لتعثر تأليف الحكومة سوى المصالح الشخصية والفئوية؟
التالي
الحريري: السعودية خصصت 3 آلاف تأشيرة لمكتب الحريري إضافة لألفي تأشيرة مجاملة