هل ستقبل اسرائيل وجود صواريخ «سكود» على حدودها في جنوب لبنان؟

حرب تموز
سيناريوهات حرب عديدة تضعها إسرائيل وحديث عن ترسانة صاروخية متطورة لدى "حزب الله". فهل من حرب على المدى المنظور؟

فيما يستعدّ «حزب الله» لإحياء «عيد النصر في 14 آب» مع مرور 12 عاما على ذكرى حرب تموز، تروّج إسرائيل في إعلامها إلى سيناريوهات حربية عديدة وتعمد في المستويات السياسية والعسكرية إلى إبراز الخطر الذي يشكله “حزب الله” على وجودها بالتركيز على ترسانته الصاروخية وقدراته العسكرية ما يتوازى ذلك مع ما كشفته الصحف الاسرائيلية من خطة لتسليح الجيش الاسرائيلي هي الاكبر في تاريخه بتكلفة 30 مليار شيكل، والمهمة الاساس فيها حماية الجبهة الداخلية من الهجمات الصاروخية.

إقرأ ايضًا: تطورات ميدانية تدفع نحو الحرب بين اسرائيل وحزب الله

وكان اللافت ما كشفته صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية من انّ الجيش الاسرائيلي وضع سيناريوهات عدة متوقعة في حال اندلاع معركة شاملة مع ايران وتدخل «حزب الله» في جنوب لبنان. وتمّ عرض هذه السيناريوهات على المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغّر «الكابنيت»، مع ابعادها على الجبهة الداخلية، حيث قام ضبّاط من الجيش الاسرائيلي بعرض حسابات الأضرار المحتملة بالتفصيل، وذلك في حال اندلاع حرب قصيرة مع «حزب الله» تمتد لعشرة أيام، أو متوسطة تمتد لثلاثة أسابيع، أو طويلة تزيد عن شهر.

 

هذا وتحدث موقع “ستراتفور” الاستخباراتي الأميركي، عن التهديد الكبير الذي يشكله “حزب الله” وإيران على إسرائيل بسبب ترسانة الصواريخ الباليستية وبالتالي تعزيز تواجده في سوريا وأي حرب تشتعل في المدى المنظور ستلحق بإسرائيل أضرارا فادحة وليس فقط عسكريا. مشيرة إلى أن “الحزب طور منظومته الدفاعية فبعدما كان يمتلك نحو 10 آلاف صاروخ قصيرة المدى نسبيا اصبح يمتلك اليوم نحو 130 ألف صاروخ غالبيتها قصيرة ومتوسطة المدى، حيث أنّ 90% منها يصل مداه إلى 45 كيلومتراً، ما يعني أنها تشكّل خطراً على الشمال حتى منطقة حيفا.

ولعلّ أكثر ما تخوفت منه الصحيفة إمتلاك “حزب الله” صواريخ من طراز سكود “Scud” بي وسي الباليستية التكتيكية  ما يعني التسبب بإلحاق دمار هائل على الجبهة الإسرائيلية. إذ يبلغ مدى صاروخ سكود بي 300 كلم مع رأس حربي يزن 1000 كلغ، بينما يبلغ مدى صواريخ سكود سي ما بين 575 إلى 600 كلم وتحمل رأساً حربياً يزن 600 إلى 700 كلغ.

وعلى الرغم من أن إحتمال مبادرة “حزب الله” وإيران إلى شن حرب ضئيل وهو ما تؤكدّ عليه وسائل الإعلام الإسرائيلية لكنّ المخاوف الأساسية تنبع من إمكانية تدهور الأوضاع نتيجة حادثة محلية في سوريا أو لبنان، إلى حرب، خلافاً لرغبة الأطراف.

إستبعد النائب والعميد المتقاعد وهبي قاطيشا في حديث لـ “جنوبية” “حدوث سيناريوهات حرب مستجدة عسكريا بين إسرائيل أو أي فريق آخر لأن الحرب الحالية مفتوحة اليوم وتخوضها إسرائيل من جهة واحدة عبر قصفها قواعد عسكرية لـ “حزب الله” والقواعد الإيرانية في سوريا وعلى المراكز الجيش السوري”.

وأشار إلى أن السؤال يكمن “هل هناك جهة تنوي الردّ على الضربات الإسرائيلية؟”،  أن “إيران ليست بوارد الردّ لأنها غير قادرة على ذلك حتى أن  “حزب الله” لا مصلحة له في ذلك بغض النظر عن ترسانته الصاروخية من حيث العدد والمدى إنما الصواريخ لا تحسم الحرب إنما تسبب دمار إلى لبنان والحزب أعقل من أن يخوض هكذا حرب سوف تدمر لبنان”.

إقرأ ايضًا: سيناريو الحرب بين «حزب الله» وإسرائيل

وعن سيناريوهات الحرب التي تطرحها إسرائيل، قال طاشيا إنه “أمر طبيعي لأنه إسرئيل مثلها مثل أي دولة حين تشعر بوجود أعداء حولها تقيم سيناريوهات حرب إستعدادا لأي خطر يحدق بها، ولكن هذا لا يعني حدوث حرب مرتقبة لأن إسرئيل تخوض حربا في سوريا كما اسلفنا  من جانب واحد والطرف الآخر لا يقوم يرد على هذه الضربات”.

وختم قاطيشا بالقول إن “ضربات إسرائيل اليوم لا تعد حربا حقيقية بل هي عمليات ردعية، لكن من يريد ان يشن عليها حربا عليه أن يأخذ بعين الإعتبار نتائج هذه الحرب وهي تدرك هذا الأمر جيدا، لكن إسرائيل تقوم بهذه السيناريوهات تحسبا لأي ردّ من قبل الطرف الآخر وبالتالي لتشير إلى أنها بخطر أمام المجتمع الدولي”.

إلى ذلك رأى الصحافي والمحلّل السياسي جورج علم في حديث لـ “جنوبية” أن “الحديث عن الحرب شيئ وتنفيذها شيئ آخر، فسيناريوهات الحرب تستخدمها إسرائيل في الداخل كي تشعر الرأي العام الإسرائيلي أنها دائما مهددة، إلا انه عمليا إستبعد إندلاع حرب  ذلك لأن أي حرب تقودها إسرائيل ضدّ “حزب الله” أو ضدّ أي طرف آخر سوف تشعل المنطقة بأكملها”، مشيرا “إلى انه إذا كانت الولايات المتحدة تريد من خلال السياسة التي تنتجها ضدّ إيران مثل هذه الحرب عندئذٍ تكون الحسابات مختلفة تمامًا ولا تقتصر الحرب على لبنان وإسرائيل إنما سوف تشمل منطقة شرق الأوسط برمتها خصوصا منطقة الخليج”، مستبعدا حدوث مثل هذا السيناريو واضعا ما يجري في إطارالمناورات لا أكثر ولا اقلّ”.

وفيما يتعلّق بقدرات وتحضيرات “حزب الله” العسكرية واللوجستية في الحرب المقبلة فيما لو فعلا إستنزفته الحرب السورية قال علم إن “”حزب الله” كان قويا قبل الذهاب إلى سوريا وبالتالي في سوريا أثبت قوته وضاعفها من خلال كل الأحداث التي مرّ بها”، ورأى إلى أن “المبادرة لا تزال عنده وليس عند أي طرف آخر، لافتا إلى أنه “من الناحية العسكرية لا شك أن الخبرات التي إكتسبها مقاتلو الحزب هي مهارات تؤكّد عزيمتهم وقدرتهم على مواجهة أي حرب والحديث أو المفاجأة، لافتا إلى أنما حاضنة الحزب ضدّ الإرهاب في سوريا أكسبه خبرة ميدانية  تفوق جيش العدوّ الإسرائيلي وهذا الأمر تحدث عنه أكثر من مسؤول إسرائيلي”.

وختم علم بالتأكيد أن ” أية عملية عسكرية إسرائيلية ستكون ضربا من الجنون، إلا إذا كانت شرارة لإحداث تغيير على مستوى الشرق الأوسط برمته ابتداء من حرب بين لبنان وإسرائيل”.

السابق
بعد شائعة «شريكة حياتها» سفيرة كندا ترد: متزوّجة ولدي 3 أولاد
التالي
التأليف الحكومي أمام إختبار جديد..