الروس والنظام يحشرون دروز السويداء: الجيش أو مجازر داعش!

دروز سوريا
تفاصيل جديدة كشفتها وسائل اعلام عن المجزرة التي ارتكبها تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في محافظة السويداء الشهر الماضي، فما هي؟

لا تزال مجزرة السويداء حتى اليوم تأخذ منحى تصاعدياً، على الرغم من مرور شهر على ارتكابها من قبل داعش، خصوصاً وان التنظيم الارهابي كان قد تمكن من اختطاف اكثر من 30 رهينة في محافظة السويداء ذات الاغلبية الدرزية في 25 تموز الماضي، ولا يزال مصيرهم غير معروف حتى الان، فبحسب معطيات “المرصد السوري لحقوق الانسان” فإن ما لا يقل عن 15 طفلاً و 13 امرأة لا يزالون محتجزين لدى التنظيم.

هذا وقد اشارت وكالات الانباء إلى ان تنظيم داعش اعدم منذ حوالي عشرة ايام اول رهينة لديها وهو الشاب مهند ذوقان (أبو عمار)، ويبلغ من العمر 19 عاماً.

وذكر عدد من نشطاء شبكة “السويداء 24” عبر حسابهم الخاص “تويتر” ان تنظيم داعش ابلغ ذوي المختطفين بوفاة السيدة الجباعي بسبب تدهور وضعها الصحي.

اقرأ أيضاً: مجزرة داعش في السويداء تدفع الدروز للتشبّث أكثر بالنظام

اما عن تفاصيل المجزرة غفد نشر موقع “ديلي بيست” تقريرا كشف من خلاله ما جرى، حيث افاد التقرير ان عشرة اشخاص تابعين لتنظيم داعش دخلوا البلدة فجر 25 تموز، مرتدين الزي التقليدي اي البنطلون الواسع والصدرية المفتوحة وعمدوا الى تخبأة الاحزمة، التي قاموا بتفجيرها في السوق، ليقوم بعدها احد الانتحاريين بمرافقة احد الجرحى إلى المستشفى وتفجير نفسه هناك، اما الستة الآخرين فقد تم السيطرة عليهم قبل تفجير انفسهم.

هذا واشار الموقع ايضا إلى انه في الوقت عينه قام مئات من مقاتلي التنظيم بالدخول إلى قرى مجاورة من السويداء وانتقلوا من بيت إلى آخر وذبحوا عائلاتها فردا فرداً، تاركين شاهداً واحداً ليروي ما حصل، وفي المحصلة قُتل 273 درزياً وجرح 220 اخرين.

ولفت التقرير الذي نشره الموقع إلى تفاصيل اكثر دقة حيث ان المجزرة بدأت في السويداء في الساعات الاولى من الصباح، حيث وتم في البداية قطع خطوط الهاتف والكهرباء بطريقة تثير الخوف، ولكن الاخبار بدأت تنتشر من خلال الهواتف النقالة، ليتدفق المقاتلون الدروز من أجل الدفاع عن مجتمعهم ولكن المعركة الاكبر قد بدأت في الساعة الثامنة صباحاً، وقد ظن السكان ان الهجوم قد جرى بالتعاون مع القوات التابعة للنظام السوري بشار الاسد.

ويفيد التقرير ان من بين 10 مقاتلين من داعش اسروا تم اعدام ثلاثة منهم، كما تم القبض على واحد اثناء المناوشات واعدامه، وبالرغم من ان السلطات السورية طلبت بتسليم مقاتلي داعش الناجين إلا أن الدروز رفضوا ذلك.

واكد احد المشايخ الدروز للموقع عينه، انه قبل اسبوع من المجزرة جاء ضباط روس من أجل مقابلة الممثلين السياسيين لدروز السويداء، وكانوا يحاولون خلق جيش خامس للمنطقة، وتم دعوة الشبان الدروز الذين فروا من الخدمة وقوات الاحتياط من أجل العودة للجيش.

وتجري مفاوضات حاليا بين الطرفين حيث يطالب تنظيم داعش النظام السوري بالتوقف عن مهاجمته والافراج عن السجناء من التنظيم مقابل اطلاق سراح الرهائن.

اقرأ أيضاً: مجزرة السويداء: عندما تدفع الأقلية الدرزية ثمن قرارها المستقل

هذا واورد الموقع نقلاً عن احد الحاضرين قوله ان داعش يتحدث عن تحويل النساء المختطفات لسبايا في حال لم يسلم النظام 100 سجينا من التنظيم، لافتاً إلى انه يوجد مصالح بين كل من التنظيم والنظام السوري لا يمكن تجاهلها.

واشار التقرير من جهة اخرى، إلى انه ليست المرة الاولى التي يتم فيها الحديث عن تواطؤ بين كل من التنظيم والنظام السوري، بحيث ان التنظيم يقوم ببيع الدولة الحبوب والنفط مقابل الحصول على الكهرباء.

وفي الختام ذكر التقرير ان النظام يقوم بتحضير جنوده وحلفائه للمعركة القادمة ضد فصائل المعارضة المسلحة في محافظة ادلب شمالا، فيما يعبر مشايخ الدروز في السويداء عن غضبهم واعتبار ان ما جرى هو بمثابة عقاب تعسفي لهم بسبب رفضهم انضمام شبابهم للقتال في صفوف الجيش السوري او التجنيد العسكري.

السابق
واشنطن: هكذا سنتعامل مع وزير «حزب الله»
التالي
قاسم هاشم: حتى اللحظة العقد داخلية