طرابلس تغني وترقص في مهرجانها على إيقاع «المرأة الحديدية»

المرأة الحديدية "رفعت صوت طرابلس بالموسيقى" .. فرقصت أنامل "غي مانوكيان" وأرقصت الحضور على أنغام "3 دقات"!

قالتها الإعلامية “جويس عقيقي” وبصوت عالٍ، اسمحوا لي أن أسميها “المرأة الحديدية”، عقيقي التي قدمت الحفل الأول من مهرجانات طرابلس الدولية 2018، منحت المحامية سليمة أديب ريفي لقباً، يليق بها، بإرادة “طرابلس حياة” الجمعية التي ترأسها، بنضالها فناً وثقافة، بوتأكيدها على أن هذه المدينة هي مساحة للرقص والغناء!

طرابلس استجابت ليل أمس الخميس 9 آب، لمحاميتها، فرقصت “3 دقات”، وتمايلت على ألحان حملت المدينة، إلى تاريخ الرحابنة، وعاشقة زكي ناصيف، وصولاً إلى أغاني الصيف والشتاء,

ريفي التي استبقت الحفل بكلمة لها، أكّدت على “الفن” وعلى “الإنماء”، على رسالة لا طائفية فيها، لا تلوث، لا مجارير ولا مكب نفايات، على رسالة لا تدركها المناكفات والخصومات.
السياسة لم يكن لها أي متسع على مدرجات “مهرجانات طرابلس الدولية 2018″، النائب فيصل كرامي جاور ريفي “كتفاً على كتف”، دولة الرئيس نجيب ميقاتي أوفد مستشاره الدكتور خلدون الشريف، النائب علي درويش بدوره كان في طلائع الحاضرين، وغيرهم من الفعاليات السياسة والدينية والرياضية.

 

جانب من الحضور في مهرجانات طرابلس الدولية

 

“لنفصل السياسة عن الإنماء”، صوت رفعته ريفي قبل صوت الموسيقى متمنية أن تشهد المهرجانات المقبلة مشاركة جميع الأحزاب والتيارات، ومباركة للنواب الحاضرين فوزهم ووصولهم إلى الندوة البرلمانية. لتعلن بعد ذلك “صمت الكلام”، فالصمت في حرم الموسيقى جمال وجمال!

الليلة الأولى من مهرجانات طرابلس الدولية 2018، جمعت ثنائية لبنانية – مصرية، بإبداع وحياة عزف “Guy Manoukian – غي مانوكيان”، أشعل المسرح بأنامله، بخليط موسيقي يمازج بين الماضي والحاضر، ليلتحق به الفنان المصري “abu – أبو”، الذي أدّى مجموعة من أغانيه فيما كانت حصة الأسد لـ”3 دقات”، التي عاد وكررها مرة ثانية في ختام الحفل.
كذلك لم يبخل “أبو” على أهل طرابلس، بأغنيات باللهجة اللبنانية، فغنى للسيدة فيروز ولابنها زياد الرحباني، فيما كانت هديته الكبرى هي إعلانه عن أغنيته الجديدة وتأديتها لأول مرة على مسرح المدينة الشمالية.

الفنان أبو

“مانوكيان” الذي أرقص المدينة لـ3 ساعات دون أن تجف أنامله، لم ينهِ الحفل دون “الدبكة” فعزف مقطوعة “راجع يتعمر لبنان، التي رقص لها الصف الاول من الحضور وفي مقدمتهم السيدة سليمة ريفي، بينما كان الراقص الأول حقاً هو قلبها الذي فاض فرحاً بهذه الليلة التي اكتملت فناً وتنظيماً وابداعاً!

ريفي التي وصفت شعورها بعد الحفل بـ”الغريب”، تابعت معلقة في حوار أجراه معها موقع “جنوبية”:
“لا شيء أجمل من رؤية طرابلس تغني وترقص، لاسيما وأننا بالفعل بتنا نفتقد للفرح في هذه المدينة”، مضيفة في دردشة معها حول التعليقات التي سجلها الحاضرون، عن التنظيم الممتاز والأجواء الرائعة: “كل عام هو أجمل بالطبع مما سبقه، وكل فنان يأتي يقدم لنا أجمل ما لديه، واليوم لقد قدم لنا الثنائي (مانوكيان وأبو) مزيجاً رائعاً”.

وفي الختام تمنت المحامية سليمة أديب ريفي من كل أهل السياسة في طرابلس، أن ينسوا السياسة، وأن يحيوا فقط لأجل إنماء المدينة.

إقرأ أيضاً: طرابلس من قفص الإرهاب إلى ساحة الفن: شكراً سليمة ريفي

الفنان والمؤلف الموسيقي “غي مانوكيان”، الذي افتتح وأحيا الليلة الأولى من مهرجانات طرابلس الدولية 2018، أكّد على محبته لهذه المدينة كاشفاً أنّ هذه هي المرة الثالثة التي يعزف فيها في الفيحاء.

“مانوكيان” وعند سؤاله عن إحساسه بالأمان في طرابلس وعن الاختلاف بين اليوم والأمس (أي السنوات الماضية)، أوضح لـ”جنوبية” أنّه دائماً يشعر بالأمان في هذه المدينة، وأنّه بين أهله، مضيفاً “المختلف في هذه المرة أنّ طرابلس أظهرت صورتها الحقيقية”.

وفيما لفت مانوكيان لموقعنا إلى أنّه تأثر بكلمة السيدة ريفي حينما قالت “ارفعوا الصوت كي يسمع الجميع ماذا يحصل في طرابلس”، أكّد بالتالي أنّ السر في نجاح هذا الحفلة هو هذه الكلمة، لاسيما وأنّها حملته نوعاً من الأمانة التي عليه أن يؤديها تجاه المدينة.

مانوكيان الذي وصف الجمهور الطرابلسي بأجمل الجماهير التي شاهدها، أشار إلى أنّه عزف وكأنه بين أصدقائه وأهله، شاكراً الحضور الذي أتى من بيروت والجنوب والبقاع لحضور الحفل والتعرف على هذه المدينة.

المؤلف الموسيقي غي مانوكيان

وفي رسالة مضادة، وجهها ضد الدعشنة الإعلامية التي نالت من طرابلس في السنوات القادمة، قال مانوكيان: “طرابلس ثاني أكبر مدينة، هي عاصمة الشمال، هي لكل اللبنانيين ولكل الطوائف ونموذج عن العيش المشترك والثقافة والحضارة وعدم التعصب وعدم (الدعشنة)، هذه المدينة التي كانت ضحية لعدة سنوات ودفعت باهظاً ثمن حروب لا ذنب لها فيها، ها نحن نشاهد اليوم انتصارها الكبير، انتصار العيش الحر وحب الحياة”.

وفي الختام أعرب مانوكيان عن سعادته لأنّه ساهم بعكس صورة هذه المدينة الحقيقية، مؤكداً أنّ طرابلس هي جزء لا يتجزأ من النسيج اللبناني وأنّها نموذج عن الوحدة في لبنان.

إقرأ أيضاً: «طرابلس حياة» تطلق مهرجاناتها رغم المناكفات وتقاعس وزارة السياحة

 

السيدة سليمة أديب ريفي

 

سليمة ريفي وفيصل كرامي

 

سليمة ريفي

 

الفنان أبو وغي مانوكيان

 

الفنان أبو
السابق
الخبير زعاطيطي: «سد اليمونة» خنفشاري باطوني سيتشقّق قريباً
التالي
احمد الحريري: عملية شد الحبال التي ترافق تشكيل الحكومة تنعكس على الاقتصاد اللبناني