الخبير زعاطيطي: «سد اليمونة» خنفشاري باطوني سيتشقّق قريباً

تساؤلات عديدة طرحت حول "سد اليمونة" والمنفعة المرجوة منه، فكيف يعلق الخبير الجيولوجي سمير زعاطيطي على هذا السد الذي دشن مؤخراً؟

أوضح الخبير الهيدروجيولوجي الدكتور سمير زعاطيطي، في حديث لـ”جنوبية” أنّ بحيرة اليمونة  “عبارة عن بركة تأتي في منتصف كسر فالق اليمونة، وهو كسر كبير يمتد من العقبة، وادي عربة، غور الأردن، حولا ويتابع في فالق اليمونة وصولاً لجبال طوروس في تركيا”.

ولفت زعاطيطي إلى أنّه “على طول هذا الكسر لدينا فراغات، وفي موسم الثلج تتسرب المياه بشكل بطيء إلى داخل هذه الفراغات وذلك بسبب الرواسب، وكان أهالي اليمونة يستعملون هذه المياه في فصل الربيع لإقامة المزروعات على طول هذا الخط، وهناك في هذه المنطقة عدة فجوات منها اليمونة وجباب الحمر”.

وفيما أكد الخبير الهيدروجيولوجي أنّ “اليمونة موجودة والبحيرة كذلك موجودة، ولا يمكن سدها بالباطون”، رأى بالتالي أنّ “المشكلة هي في الذهاب نحو السدود، حيث أنّ القيمين على هذه المشاريع يلجأون دائماً إلى وضع اسمنت في كل جورة يصادفونها، وبالتالي هم يعملون عكس الطبيعة ولو عملوا وفقاً لأهوائها لكسبوا، إضافة ألى كون معظم مشاريعهم تفتقد لدراسة الجيولوجيا”.

إقرأ أيضاً: أهمية السدود في إنتاج الطاقة الكهربائية

 

مشروع “سد اليمونة” بحسب الدكتور زعاطيطي هو كـ”كل المشاريع الخنفشارية الباطونية” التي تنفذها الدولة بشكل غير مدروس، لافتاً إلى أنّ مياه الثلج التي تتسرب في هذه المنطقة في فصل الشتاء ستؤدي إلى تشقق الباطون واختراقه. والباطون – كما فصّل زعاطيطي – لموقعنا لا يكون قوياً في حال كان في أسفله فراغ حتى وإن وضعناه على صخور قاسية، وفي هذه الحالة تسبب المياه فوقه وزناً إضافياً يؤدي إلى تشققه.

 

السد الذي دشن مؤخراً ليس إلا “فيلماً”، قاعدة السدود لا أساس علمي لها ولا تستند إلى دراسات جيولوجية، هذا ما حسمه زعاطيطي موضحاً أن  ّ”اليمونة بركة طبيعية كان يستعملها الأهالي وليس فيها كمية كبيرة من المياه، فقرية الفلاوي البقاعية مثلاً، يمتد إليها قسطلاً من اليمونة وهذا القسطل لا يجلب المياه في فصل الصيف، مما اضطرني لأن أحفر لهم بئراً كي تصل إليهم المياه”.

وشدد زعاطيطي أنّ السدود الخمسة التي تعمل وزارة الطاقة والمياه عليها لن تخزن المياه، مؤكداً مسؤوليته عن كلامه هذا الذي يستند إلى الدراسات العلمية، مستغرباً كيف بارك الثنائي الشيعي لـ”سد اليمونة”، لاسيما وأنّ السدود جميعها ليست إلا أفلاماً كي يسرق جماعة الباطون والزفت الأموال.

واستبعد زعاطيطي في السياق نفسه أن يحل السد مشكلة المياه في البقاع، فالذين يعملون على هذه المشاريع – برأيه- يهمهم السياسة لا العلم، وهم يخططون فقط على الورق دون معرفة ودراسة كل من طبيعة الأرض في العمق وطبيعة الصخور المتواجدة.

إقرأ أيضاً: «سد اليمونة» بالتفاصيل: «صفقة» بين حزب الله وأمل وباسيل؟

وفيما يتعلق بالتلوث في اليمونة، لفت زعاطيطي إلى أنّ الجور الصحية قليلة هناك بسبب قلة المنازل في هذه المنطقة المرتفعة، وبالتالي نسبة التلوث منخفضة. متابعاً عند سؤاله عن إمكانية ارتفاع هذه النسبة بعد بناء السد “بالطبع فالباطون والزفت (في حال تمّ استعماله) مواد غريبة عن الطبيعة الموجودة، والتلوث يأتي بالدرجة الأولى من آليات مشاريعهم ومن الورشات التي يعملون فيها وهي ورش تلويث للطبيعة إضافة إلى غياب القوانين التي ترعى تعامل هذه الورشات مع الطبيعة”.

السابق
ما صحة وفاة الفنانة نجوى فؤاد
التالي
طرابلس تغني وترقص في مهرجانها على إيقاع «المرأة الحديدية»