الاصطدام مع «الأهالي» عشية التمديد لليونيفل: لبنان منصة أم دولة؟

الاعتداء على اليونيفل في الجنوب ومخاوف حزب الله من تعديل القرار 1701.

لا يشكل الاعتداء الذي استهدف قوات اليونيفيل في بلدة مجدل زون الجنوبية (4 آب)، حدثاً عادياً، لاسيما وأنّ تاريخ 31 آب هو موعد التجديد لهذه القوات الدولية، هذا الموعد الذي يترافق مع تعديلات طرحتها الولايات المتحدة الأمريكية ورفضها لبنان!

الاعتداء على قوات اليونيفيل وإلحاق الضرر بآلياتها، ليس الأوّل من نوعه، بل وأكثر، فإنّ المسرح الدائم هو بلدة مجدل زون الجنوبية، ففي شباط الـ2017، سُجّل اشكال بين الأهالي وبين دورية تابعة للكتيبة الايطالية، إستدعى تدخل الجيش اللبناني، ومع المحاولات لوضع الحادثة في سياق عفوي، إلى أنّ ما تردد في ذلك الوقت أنّ الاعتداء ليس إلا رسالة وجهها حزب الله لقوات اليونيفيل، على خلفية قيام إحدى الدوريات التابعة لها بعمل ميداني في مناطق عسكرية تابعة للحزب.

فما هي الرسالة من حادثة 4 آب؟

يأتي الاعتداء الذي تعرضت له دورية اليونيفيل يوم السبت 4 آب، بحسب ما أكدّت مصادر لـ”جنوبية” بمثابة الرد على المحاولات الأمريكية التي تسعى لإدخال تعديلات جوهرية على مهام هذه القوات، ولنقل القرار 1701 إلى الفصل السابع بدلاً من “الفصل ستّة ونصف”.
وتلفت المصادر إلى أنّ “الجانب الأمريكي الذي يهدف من خطوته هذه إلى منح اليونيفيل صلاحيات أوسع على كمال الحدود اللبنانية (براً وجواً وبحراً)، بما في ذلك الحدود الشرقية بين لبنان وسوريا، وتمكينه من التدخل والردع والمحاسبة وحق مصادرة السلاح والاعتقال، اصطدم بموقف الدولة اللبنانية الذي أعلنه الرئيس ميشال عون والذي طالب بتجديد ولاية اليونيفيل من دون أي تعديل في مهامها”.

إقرأ أيضاً: «هايلي» و«اليونيفيل» و«حزب الله».. من الرابح؟

هذا وتوضح المصادر في الختام”أنّ الجانب الأمريكي الذي سبق وخفض المساهمة في تمويل هذه القوات، يتجه اليوم إلى رفع هذه الورقة ثانية، مهدداً ومتوعداً، وذلك للضغط على سائر الدول المساهمة في هذه القوات وفي طليعتها فرنسا الرافضة لمبدأ التعديل، ولإحراج الدولة اللبنانية أيضاً!”.

في سياق كل هذه التداعيات كيف يمكن قراءة الحادثة التي شهدتها بلدة مجدل زون الجنوبية، وخلفية الرسالة التي أراد حزب الله إيصالها؟

الكاتب والمحلل السياسي خيرالله خيرالله يؤكد لـ”جنوبية” أنّه “لم يعد سرّا أنّ ايران تعتبر أنّ لبنان (ساحة) يمكن ان توجه منها رسائل إلى المجتمع الدولي في ضوء إعادة العقوبات الأميركية عليها.”. لافتاً إلى أنّه “ليس التحرش بالقوات الدولية في جنوب لبنان، في هذا التوقيت بالذات، سوى رسالة ايرانية أخرى فحواها أنّ ايران قادرة على إعادة فتح جبهة جنوب لبنان في حال كان ذلك يخدم مصلحتها”.

خير الذي أشار إلى أنّ “هناك سؤالاً يطرح نفسه بحدة مع اقتراب موعد التمديد للقوة الدولية (المعززة) بموجب القرار 1701 الذي صدر في مثل هذه الأيّام من صيف 2006، ألا وهو، ما موقف المواطنين في جنوب لبنان من التصرفات الإيرانية؟ هل لدى المواطن مصلحة في ان تتسبب ايران بحرب جديدة يكون هو ضحيتها”. معتبراً أنّ “السؤال الأهمّ – ربما – ما موقف السلطة اللبنانية حيال ما يجري، هل لديها موقف واضح من السياسة الإيرانية التي تعتبر لبنان مجرّد (ساحة) تُستخدم لتحقيق أهداف لا علاقة له بها من قريب او بعيد”.

 

إقرأ أيضاً: اليونيفيل تحت وطأة سلاح «حزب الله» في الجنوب اللبناني

السابق
جميل السيد: بعض الرواتب في «أوجيرو» تتجاوز تلك التي يتقاضاها علماء «الناسا»
التالي
وفاة عامل سوري وإصابة آخر إثر سقوطهما من جسر إضاءة مهرجان القبيات