سائقون أجانب وشاحنات مستهلكة: من يتحمل مسؤولية حادث بشامون المروّع؟

من يتحمل مسؤولية حادثة إجتياح شاحنة لعدد من السيارات أمس في بشامون الذي ادى لسقوط عدد من الضحايا بين قتيل وجريح؟

عاش أهالي بشامون يوم أمس مسلسل رعب بكل ما للكلمة من معنى، كارثة كادت أن توقع عشرات الضحايا لولا تدخل العناية الإلهية، إذ سجّل أمس حادث سير مروع في ساحة بشامون عندما إجتاحت شاحنة نقل عدد من السيارات المارة، نتيجة عطل تقني أدّى إلى فقدان السائق السيطرة ما أسفر عن سقوط قتيل و11 جريحا تم نقلهم إلى مستشفيات المنطقة إضافة إلى اضرار مادية جسيمة.

وفي التفاصيل، تفاجأ المواطنون الذين صودف وجودهم في الشارع العام لبلدة بشامون بمشهد مرور شاحنة مسرعة تتجه صوبهم دون ان تتوقف وتصدم عددا من السيارات التي بطأت سيرها ومنها المتوقف بسبب الازدحام، بما ظهر انه عطل الفرامل أدّى إلى فقدان السائق السيطرة على الشاحنة المحملة بالبحص فسارت بسرعة فائقة مسافة 200 متر وجرفت بطريقها 18 سيارة التي دمرت بالكامل قبل أن تصطدم بشاحنة أخرى وتنقلب وتتوقف، الأمر الذي حدّ من الأضرار التي كانت ستحدث لاسيما أن الساحة كانت مزدحمة بالسيارات.

اقرأ أيضاً: حراك حول ملف تأليف الحكومة لتمهيد اجتماع بين عون والحريري

فمن ينظر الى الأضرار يدرك تماما تدخل العناية الإلهية لمنع مجزرة إلا أن القدر لم ينقذ العاملة الأجنبية التي كانت جالسة في المقعد الخلفي وراء مخدومها في احدى السيارات، ففارقت الحياة.

هذه المجزرة المرورية ليست الحادثة الأولى ولن تكون الأخيرة في ظلّ عدم الإلتزام بتطبيق قانون السير بحذافيره ليصبح المواطن اللبناني عرضة يوميا للموت بكافة أشكاله ومنه حوادث السير إذ بات يتردد يوميا على مسامعنا أنباء عن قتلى وجرحى في ظل غياب أي تحرك من قبل الدولة على صعيد تنظيم السير والحث على تطبيق القانون، سيما الشق المتعلق بمراقبة والحمولة الزائدة والسرعة والتقيّد بأوقات السير المسموحة و الالتزام بخط السير الأيمن او عدم مزاحمة السيارات العادية، اضافة لوجوب فحص الشاحنات ميكانيكيا وجهوزيتها لتجنب اعطال بالمكابح والاطارات، مع الشكوى الدائمة من وجود شاحنات قديمة ما زالت تسير وهي بحالة مزرية يمكن للمواطن ان يلاحظ بسهولة عدم اهليتها للسير على الطرقات، هذاه المخالفات ما تستدعي اخذ تدابير حازمة بحق سائقي الشاحنات منعا لوقوع أي كارثة.

وأشارت مصادر لم تشأ الكشف عن إسمها لـ “جنوبية” أنه إضافة إلى هذه المشاكل الآنف ذكره بما يتعلق بالشاحنات، فالمشكلة الأساسية تكمن بالسائقين الأجانب الذين أصبحوا يزاحمون السائقي الشاحنات اللبنانيين على لقمة عيشهم في حين أنهم لا يستوفون الشروط ولا يمتلكون المؤهلات اللازمة لقيادة الشاحنة علما أن أي خطأ في قيادتها يؤدي إلى كارثة، ولفتت أنه “مؤخرا إزدادت نسبة الحوادث التي تقع بسبب شاحنات يقودها سائقين من الجنسية السورية او البنغلادشية او المصرية”. داعيا إلى “وقف مزاحمة السائقين الأجانب وضرورة التشدد في إعطاء الرخص بالإشارة أن هناك العديد من هؤلاء لا يمتلكون رخص سوق”.

شفيق قسيس رئيس نقابة أصحاب الشاحنات العمومية أكّد لـ “جنوبية” أن سائق الشاحنة أمس كان من التابعية السورية و80% من سائقي هذه الشاحنات الكبيرة هم سوريون”، مشيرا إلى أنه لا بدّ من أنه يمتلك السائق رخصة سوق وانا أطالب الأجهزة الأمنية إنزال أقسى العقوبات عليه”.

شفيق قسيس

وأكّد أن “الحادثة قضاء وقدر وفي كثير من الأوقات يحدث أن تتعطل الشاحنة وبالتالي يفقد السائق السيطرة على المركبة، مشيرا إلى أنه شاهد فيديو الحادثة “والواضح أن “السائق فقد السيطرة على الشاحنة وهو ما يحدث في حال حدوث ثقب في العجلة الأمامية أو حدوث كسر في الـ “axe” الامامي الأمر الذي يؤدي إلى إنحراف الشاحنة نحو الجهة اليمنى كما بدا في المشاهد”، مشددا أنه “لا يمكن تحميل الشاحنة المسؤولية وتلفيق الإشاعات وكأن الحادثة كانت مقصودة في حين أنها قضاء وقدر”.

كما قال قسيس أننا “نحن كنقابة ندعو دائما السائقين على توخي الحذر والإنتباه، لكن القضاء والقدر شاء حدوث عطل تقني بالشاحنة وهو ما لا يمكن منع حصوله”. مشيرا أن “هناك توقيت محدد لمنع مرور الشاحنات منذ الساعة السادسة حتى التاسعة صباحا في منطقة بيروت- جبل لبنان، لكن في حال مخالفة أي شاحنة هذا القانون يفترض على القوى الأمنية أن تتحرك وتنظم محضر مخالفة بحقه ليكون عبرة لغيره”.

اقرأ أيضاً: «سد اليمونة» بالتفاصيل: «صفقة» بين حزب الله وأمل وباسيل؟

ختاما تأسف قسيس “لوقوع هذه الحادثة الأليمة معزيا أهالي الضحية، وكل المتضررين داعيا بالشفاء العاجل للجرحى”. متمنيا على كل سائق توخي الحذر”.

وقد، غردت جمعية «اليازا» عبر حسابها الخاص على «تويتر» حول الحادثة: «من بشامون كفى. حوادث السير إلى تصاعد من جديد في لبنان.

واضافت: «نطالب الحكومة اللبنانية والبلديات بتطبيق صارم وجاد لقانون السير وعدم الاكتفاء ببعض البنود فقط. اكثر من 8 جرحى في مجزرة مرورية جديدة على طريق بشامون – خلدة منذ بعض الوقت ونطالب جميع المسؤولين بإعطاء أولوية لحماية حياة الإنسان في لبنان».

السابق
الدولة تفاوض أصحاب مولدات الكهرباء.. وفوضى الأسعار مستمرة
التالي
الحريري من عين التينة: بري مستعد ليساعد في تشكيل الحكومة