هل سيتأثر «حزب الله» بالعقوبات الاقتصادية على إيران؟

لان حزب الله الإبن المدلل لإيران فإن الأنظار توجهت مباشرة إليه عند اقرار العقوبات الاقتصادية عليها، فهل ستُغيّر هذه العقوبات من سياسة دعم طهران للحزب ولحركات المقاومة الفلسطينية؟

في مدينة الحوزات الدينية «قم»، هتف المتظاهرون يوم أمس «الموت لحزب الله» في دمج واضح بين الإنهيار الاقتصادي الداخلي، والسياسة الإقليمية لإيران في كل من سوريا، ولبنان، واليمن، وفلسطين المحتلة. فحزمة العقوبات الجديدة على إيران كُرّست فقط من أجل تجفيف الموارد المتاحة لدعم سياسة إيران داخليا وخارجيا.

والسؤال الذي يطرح نفسه، في بيروت، هل ستؤثر العقوبات على إيران على “حزب الله” في لبنان؟ وهل ستؤدي التطورات الداخلية في إيران إلى تراجع قدراتها المالية في خدمة مشاريعها الخارجية في كل من لبنان وسوريا واليمن وفلسطين المحتلة؟ وهل سيؤثر ذلك سلباً على قدرات حزب الله واستراتيجيته على المستويين الإقليمي واللبناني. وهل ستؤدي الضغوطات إلى تراجع الدعم المالي والعسكري الذي يتلقاه الحزب من إيران، الذي سينعكس على دوره عموما.

اقرأ أيضاً: إيران والعالم العربي (1): طموحات السيطرة من اليمن حتى فلسطين

في اتصال مع الصحافي علي ضاحي، قال لـ”جنوبية”، ردا على سؤال “ليس سرّا ان السيد حسن نصرالله قال ان هناك تمويلا لحزب الله مباشرة، وليس عبر تحويلات مصرفية. لذا المبالغ النقدية لن تتأثر ولن تتوقف. نعم قد تنعكس العقوبات على الداخل الايراني، لكن على صعيد لبنان لا تأثير للعقوبات، لأن لبنان لا يرتبط ارتباطا عضويا بايران، بل هو ارتباط عقائدي وعسكري واستراتيجي”.

ويرى، ضاحي، انه “قد يؤثر التمويل على المقاومتين الفلسطينية واللبنانية، لكن ربما قد يكون هناك احتياط مالي، كون إيران دولة نفطيّة، ودولة منذ قيامها منذ أربعة عقود تعيش الخسارات المتتالية”.

علي ضاحي

ويتابع، بالقول “ان إيران تتابع دعم حركات التحرر في العالم، وفي مواجهة أميركا والإتحاد الإوروبي، وهي تعد لهذه المواجهة منذ زمن بعيد، كونها محاصرة، ولا ننسى انها عاشت حرب الخليج الاولى طيلة ثماني سنوات”.

ويرى ضاحي، ان “إيران تمتلك خطة بديلة، وككل حصار وعقوبات، سيخلق ارباكا بالطبع، ومما لا شك فيه ان طريق طهران- دمشق- بيروت، ستؤثر على الصعيد الاقتصادي، رغم انه كما قلنا حزب الله ليس مرتبطا بالنظام الاقتصادي الإيراني عضويا”.

ويلفت الى ان “حزب الله يتمتع بهيكلية ماليّة سرية. وعلى المستوى الاستراتيجي، اعتقد ان أي معركة لحزب الله مرتبطة بالتوازنات الكبرى، ولن يتأثر حزب الله في سوريا، كونه أُبعدَ عن الحدود مسافة 100 كلم”.

وختم، المحلل السياسي، علي ضاحي، قائلا “برأييّ أن فعل العقوبات يحتاج الى أشهر حتى نرى تأثيرها، ولننتظر حتى نهاية العام الجاري لنرَ”.

من جهة ثانية، يرى المحلل السياسي، عمر المصري، ان “الموضوع الاقتصادي الذي تتعرض له إيران صار بحكم القديم، وما من شك ان الأزمة الإقتصادية وصلت الى حزب الله، وهذا ما سمعناه. ومن أهم أسبابه الحصار العالمي على إيران، خاصة في مجال أسعار برميل النفط”.

ويتابع المصري، قائلا “إيران، بلا شك، تدعم حركات المقاومة في فلسطين، الا ان إيران لم تصرّح حتى الان ان الحصار قد يؤثر على دعمها للمقاومة في لبنان وفلسطين. والى أي مدى هذا الكلام دقيق، لا يمكننا ان نعرف”.

اقرأ أيضاً: ايران والعالم العربي (4): رسم الهلال الشيعي بتدمير الشام وحُكم لبنان

ويختم، المتابع للحركات الاسلامية، عمر المصري، بالقول “قد يتقلّص الدعم، لكن أيّ من الطرفين لم يعلّقا انه تم تقليص المساعدات للمقاومة”.

اذن، نهاية العام الجاري هي محك التغيير في السياسة الايرانية تجاه حركات المقاومة في لبنان، وبالاخص حزب الله الذي يعيش حاليا حالة اعادة نظر وهيكلة جديدة لمجموعاته العسكرية التي ستخرج من سوريا.  فالتغيير آت لا محالة من جوانب عديدة. فكيف سيكون عليه الحال في لبنان بعد تغيّر صورة حزب الله في حال نفضت إيران يدها منه اقتصاديا؟

السابق
تعرّفوا على متحف قطر الوطني الشبيه بوردة الصحراء!
التالي
برّي تقدم بشكوى ضد تلفزيون الجديد بجرم القدح والذم والافتراء