«طرابلس حياة» تطلق مهرجاناتها رغم المناكفات وتقاعس وزارة السياحة

مهرجانات طرابلس الدولية للعام 2018، تنطلق يوم غد الخميس..

بعيداً عن “وزارة السياحة” وأبواب التمويل المغلقة، وفي ضفة لا سياسة فيها ولا سجالات ولا صفقات ولا محاصصة، تحارب جمعية “طرابلس حياة” التي ترأسها المحامية سليمة أديب ريفي لأجل “طرابلس” وتلوينها فناً وثقافة وإبداعاً ونشاطاً!

للعام الثالث على التوالي، تطلق الجمعية “مهرجانات طرابلس الدولية”، هذه المهرجانات التي ترسم الصورة الحقيقية لطرابلس، صورة تخترق الأزمات، والعواصف السياسية، والهشاشة التي وصل إليها الإنماء، لتقول بعيداً عن كل هذا، “هذه هي طرابلس”، صارخة في وجه كل من يصف هذه المدينة بالإرهاب “انظروا إلينا نرقص طرباً على ألحان كبار أهل الفن”.

في هذه الأجواء وجهت سليمة ريفي بمبادرتها بوصلة السياحة إلى الشمال، فتجرأ على زيارة هذه المدينة العديد من الأشخاص الذين كان لديهم فضولاً لاكتشافها تراثاً وأثاراً وحضارة غير أنّ بعض الإعلام قيّد خطوتهم هذه، بتضخيمات لا واقع لها، وبصور أحادية، فكان الفن الوحده هو الصوت الذي اخترق هذا الحصار الذي طال “طرابلس” وأعادها بالتالي كما كانت دائماً “الفيحاء”، مدينة الثقافة والفن ومدينة العلم والعلماء!

ريفي التي أعلنت عن افتتاح “مهرجانات طرابلس الدولية” يوم غد الخميس 9 تموز في معرض رشيد كرامي الدولي في مؤتمر صحفي، شددت في كلامها على أنّ هدف جمعية “طرابلس حياة” هو تفعيل الحركة السياحية للمدينة وكذلك الاقتصادية، والإضاءة أيضاً على كافة معالم طرابلس الأثرية.

وفيما تأتي النسخة الثالثة من مهرجانات طرابلس الدولية مطعمة بالنتائج التي تمّ تحقيقها في عامي 2016 و2017، تؤكد بالتالي المحامية سليمة أديب ريفي في حديث لـ”جنوبية” أنّ “التطوير في هذا المجال لا بد منه، مع الحفاظ على المستوى الفني لهذه المهرجانات، فهذا العام سيغني “القصير” كاظم الساهر في طرابلس ليليتين”.

تلفت ريفي كذلك إلى أنّ هذه المهرجانات تمتاز، بصور متعددة، منها الضيافة سواء “الحلاب” أم الضيافة الطرابلسية المعهودة، موضحة أنّ “مهرجانات طرابلس الدولية لا تحمل المواطن عبء الازدحام أو البحث عن مساحة للسيارات، فمعرض رشيد كرامي بباحاته الواسعة، قادر على استيعاب الحضور مهما بلغ عددهم، ويجنبهم مشقة السير لمسافات طويلة، فالمدرجات قريبة من موقف السيارات”.

 

تؤكد ريفي كذلك أنّه لا يجوز حرمان طرابلس من مهرجاناتها السنوية، لافتة إلى أنّ وزارة السياحة تتقاعس عن تمويل هذا الحدث، فيما تموّل في المقابل باقي المهرجانات مع العلم أنّ بعضها تدعمه جهات حزبية

التواصل مع كافة الجهات السياسية من نواب ووزراء طرابلس، هو خطوة تقوم بها رئيسة جمعية “طرابلس حياة” في كل عام، نظراً لكون هذا المهرجان هو حدث يعني طرابلس ككل، مشيرة في هذا السياق إلى أنّ وزير السياحة  اواديس كدنيان قد تحجج عند سؤاله من قبل قناة الـmtv عن سبب عدم تمويل مهرجانات طرابلس، إلى أنّ الجمعية قد حصلت في العام 2016 على مردود فائض.

إلا أنّ ما قاله وزير السياحة ليس دقيقاً، فتؤكد السيدة سليمة ريفي أنّ المردود الفائض لمهرجانات العام 2016، تمّ استعماله للغاية التي أعلن عنها يوم أعلنت الجمعية عن هذا الحدث ألا وهي التعليم، فاستطاعت “طرابلس حياة” بالمبلغ الذي توفر أن يؤمنوا التعليم لـ 1157 طالب بين جامعة ومهنية ومدرسة رسمية.

تتابع ريفي “فيا لعام الماضي الواقع كان مختلفاً، إذ واجهنا عجزاً كبيراً مما اضطرنا للاستدانة لتسديده”.

هل تواصلتِ مع النواب هذا العام؟ تؤكد ريفي أنّها تحدثت في ملف المهرجانات هذا العام مع النواب الجدد، من بينهم النائب نقولا نحاس والنائب علي درويش، لافتة إلى أنّ نحاس قد طلب منها تزويده بالملف المتعلق بهذا الحدثة لمتابعته مع وزير السياحة وهذا ما ستفعله.

إقرأ أيضاً: مهرجانات ونشاطات لإنعاش قلب بيروت بانتظار قدوم السيّاح

وفي سؤال عن الجهة الممولة اليوم لمهرجانات طرابلس في ظلّ التضييق السياسي وغياب الوزارة، توضح ريفي أنّ “التمويل الذي حصلت عليه الجمعية هذا العام محدود، عدد الجهات الممولة أقل من العام الماضي،كما أنّ الوضع الاقتصادي المتردي انعكس سلباً لاسيما على القطاع المصرفي، فالمصارف الكبرى مثلاً لديها قرار في مجلس الإدارة بعدم تمويل مهرجانات”.

تشدد ريفي أنّ “مهرجانات طرابلس الدولية” هي حق لعاصمة لبنان الثانية، لاسيما في ظلّ محاولة البعض تصوير طرابلس وكأنها قندهار، كاشفة أنّ هذا الحدث الذي سيقام على 4 ليالي، ستنقله بصورة حصرية قناة الـmtv، فيما سيكون هناك مواكبة إعلامية وتنسيق مع كافة الجهات الراغبة في التغطية . أما السهرات فهي موزعة على الشكل التالي:

– 9 آب مع الفنان Guy Manoukian و Abu.

– 11 آب : فارس الغناء العربي “عاصي الحلاني”.

– 17 و18 آب: القيصر “كاظم الساهر”.

أزمة جمعية “طرابلس حياة”، والمناكفات التي تمنع عن هذه المدينة الضوء، لا تتوقف عند وزارة السياحة، إذ تكشف السيدة سليمة ريفي لـ”جنوبية” أنّ وزير الثقافة غطاس خوري لم يوافق على طلب تقدمت به الجمعية في رمضان الماضي لإقامة مشروع نشاطات رمضانية لمدة 30 يوماً في منطقة برج السباع – الميناء بهدف تسليط الضوء على الموقع الأثري وإحيائه بحفلات تراثية وأجواء رمضانية.

لافتة إلى أنّ الوزارة اكتفت بمنحها الموافقةلأيام قليلة (5 أو 7) على الرغم من أنّ المنطقة مهملة وغير مستخدمة.

إقرأ أيضاً: «رأس نحاش» تستعيد مهرجاناتها في ليلة من الفن والشعر والثقافة

في الختام تتأسف رئيس جمعية “طرابلس حياة” المحامية سليمة أديب ريفي لعدم تحييد السياسة عن الأجواء الفنية والثقافية، معلقة ” كل من يعمل لإنماء هذه المدينة نصفق له، أياً كان يكن”.

السابق
جبران باسيل يوجه تحية للفنانة إليسا
التالي
اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 9 آب 2018