تصعيد يرافق الفشل في تشكيل الحكومة وباسيل يلوح بالشارع

جبران باسيل
عاد الملف الحكومي إلى الواجهة مجددا، مع عودة التصعيد الكلامي وقد برز حجم التعقيد أمس في كلام رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل الذي لوّح بالشارع "لفك ‏أسر لبنان" من غير ان يسمي الجهة الآسرة.

بطريقة غيرمباشرة حمّل الوزير باسيل المملكة العربية السعودية مسؤولية تأخر التشكيل الحكومي مؤكدا  بذلك إتهامات فريق 8 آذار مؤخرا للسعودية  بالعرقلة . وقال باسيل: “اذا تطلب الأمر عملية ‏سياسية ديبلوماسية شعبية لفك أسر لبنان من الاعتقال السياسي الذي نحن فيه فلن نتأخر”. وأضاف: “لا نزال ‏ننتظر تشكيل حكومة قائمة على معيار واحد هو ارادة الناس خلال الانتخابات النيابية، وعلى عدالة التمثيل، ولن ‏نقبل بأي حكومة. فمطلبنا حكومة منتجة وقائمة على عدالة التمثيل وعدم وجود استنسابية أو مزاجية عند أي جهة ‏سياسية‎”.‎

إقرأ ايضًا: تأليف الحكومة يتعقّد والحريري يستعين بوساطة فرنسية

وأتاه الرد سريعاً من الرئيس المكلف سعد الحريري، وكان الملاحظ أنه لم يشأ التصعيد في كلامه، وقال: “أنا رئيس ‏حكومة، أشكل حكومة وأتحدث مع كل الأفرقاء، وكل فريق لديه مطالب مسجلة لدي جميعها، أنا أعمل على تشكيل ‏حكومة وفاق وطني”.

ودعا “كل الأفرقاء أن يتواضعوا ويقدموا بعض التضحيات لأجل مصلحة البلد واللبنانيين. ‏وعلى الجميع أن يلتفتوا إلى الوضع الاقتصادي. أما إذا كان المطلوب من رئيس الحكومة أن يقدم هو كل التنازلات، ‏فنحن ضحينا كثيراً‎”.‎

 

كما أن المكتب الإعلامي  للرئيس المكلف وضع حداً لما يتم تداوله إعلاميا من “الأخبار الملفقة الصادرة عن الجهة ذاتها والمصدر ذاته إلى تشويه الوقائع وإلقاء مسؤولية تأخير التأليف على الخارج”، وأوضح المكتب الاعلامي ملابسات زيارته الاخيرة الى فرنسا، فأكد انها “كانت محض عائلية ‏ولم يتخللها أي اتصالات او لقاءات مع أي مسؤولين في الخارج”. وجدد التأكيد انّ علاقته مع القيادة السعودية ‏عموماً ومع ولي العهد خصوصاً “هي علاقة أخوية ممتازة ومباشرة لا تحتاج إلى وساطة من أحد”. ولفت الى ‏‏”انّ المملكة العربية السعودية لا تتدخل ولم تتدخل في الشأن اللبناني الداخلي المحض”. وهو ما يتقاطع مع ما أوضحه الحريري خلال دردشته الإعلامية مع الصحافيين في “بيت الوسط” إذ حسم الرئيس الحريري أمس الموقف قاطعاً الطريق على سياسات الشك والتشكيك بمعوقات التأليف من خلال تأكيده جازماً أنها “لا عربية ولا غربية”، إنما داخلية بحتة مردها إلى “التمترس خلف المواقف”.

 

وقالت مصادر متابعة لـ”النهار” إن الفريق العهد لم يف بما تم الاتفاق عليه مع “المستقبل” ‏أو مع “القوات”. وان لا حكومة بأكثرية لـ”حزب الله”، ولا حكومة إلا بشروط “حزب الله”. موضحة ان ” موضوع ‏الحصص والأحجام ما هي الا عراقيل  يضعه الحزب، بالمشاركة مع الوزير باسيل بهدف تحجيم القوى المضادة للسياسة ‏السورية ولسياسة “حزب الله”. مشيرا إلى أن  الرئيس الحريري لا يمكنه ان يقدم على طبق من فضة حكومة باكثرية ضده ‏تكون قادرة على التحكم بجميع مفاصل البلد وتجعله في مواجهة المجتمع الدولي بغطاء حريري‎.بالمقابل، رفضت مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية التعليق على تصريحات الحريري امس وقالت ان لا جديد حكوميا.

إقرأ ايضًا: «حزب الله» يضغط لفكّ دعم برّي لجنبلاط وحليفيه جعجع والحريري

وفي هذا السياق استبعد مصدر وزاري متابع لـ “اللواء” التمكن من التوصل إلى تفاهم داخلي على تأليف الحكومة في وقت قريب، ورأى ان عملية التأليف في حالة جمود، ولا يوجد طرف لبناني قادر على الضغط في اتجاه تشكيل الحكومة، موضحا ان عامل التعطيل الإقليمي تقدم على العامل الداخلي ما يعني أن لا حكومة قريبا، وقد تحتاج إلى أسابيع أو أشهر إضافية.

وتخوّف المصدر ان تكون دمشق قد اوعزت إلى حلفائها إلى التمسك بمطالبهم وانها تريد ربط التأليف بفتح قنوات مباشرة معها لحل ملف النازحين.

السابق
اليسا تحول قصتها مع المرض الخبيث إلى أغنية انسانية..
التالي
حوادث السير إلى تصاعد.. وآليازا تطالب الحكومة والبلديات بتطبيق قانون السير