بعد عاصفة الباخرة التركية: هدوء في بلدية الغازية إثر تدخّل قيادتي أمل وحزب الله

ما صحة إستقالة خمسة أعضاء من مجلس بلدية الغازية بعد فضيحة باخرة الكهرباء التركية؟ وهل صحيح ان الإنقسام الذي شهدته مواقع التواصل بين مناصري "حركة أمل" و"حزب الله" حول موضوع الباخرة إنفجر بتقديم الأعضاء المحسوبين على الحزب بإستقالتهم؟

يبدو أن أزمة ترحيل باخرة الكهرباء إلى كسروان بعد رفض رئيس بلدية الغازية محمد غدار (المقرب من “حركة أمل”) أن ترسو في مرفأ الزهراني إلى مزيد من التصعيد بشكل تخطى النقمة الشعبية لدى الجنوبيين (من مؤيدي “حزب الله) في وجه “حركة أمل” ، إلى إجراءات وخطوات تنفيذية خصوصا أن هذه الباخرة كان يُفترض أن تغذّي مناطق واسعة من الجنوب بالتيار الكهربائي مجاناً لمدة ثلاثة أشهر.

اقرأ أيضاً: مواقع التواصل الاجتماعي تسخر من طرد باخرة الكهرباء من الجنوب إلى كسروان

وقد وردت معلومات لموقع “جنوبية” من مصادر متابعة أن إبعاد الباخرة كان لها تداعيات على مجلس بلدية الغازية أفضى الإنقسام إلى إستقالة خمسة أعضاء من بلدية الغازية وهم: احمد خليفة، علي تقي، علي خليفة وعلي حمدان واحمد حسون ومحمد ليلا، مع العلم ان مجلس بلدية الغازية، الرافض الأول للباخرة جاء قراره بإجماع أعضائه الخمسة عشر ومن ضمنهم 6 أعضاء محسوبين على “حزب الله”، على الرغم من أن قيادات الحزب كانت تؤيّد قدوم الباخرة إلى شاطئ الزهراني بدليل توسط النائب عن كتلة “حزب الله” نواف الموسوي لدى وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خلي بابقائها والاستفادة منها. وهو ما يطرح بطبيعة الحال علامات إستفهام حول موقف الأعضاء الست المحسوبين على “حزب الله” في بلدية الغازية الذين أجمعوا بحسب ما يتم تداوله مع سائر الأعضاء على الرفض القاطع للباخرة “إسراء”!

وقد حرص الثنائي الشيعي أمس التأكيد على موقف مشترك ومقاربة واحدة للملفات بين الفريقين وذلك بعد الإجتماع المشترك الذي عقد في مكتب “حزب الله” بالضاحية الجنوبية، لقيادتي “حزب الله” و”حركة أمل” ضم كل من الوزير علي حسين خليل، وأحمد البعلبكي، والحاج حسين الخليل، والحاج وفيق صفا. “حيث جرى نقاش موسع، نتيجة وجهات النظر بموضوع الكهرباء التي تم تناولها على مواقع التواصل الاجتماعي وأُرفقت بتحليلات إعلامية في محاولة مكشوفة لإثارة الإختلافات بين الطرفين. وأكد المجتمعون في البيان أن ما جرى لا يعكس حقيقة القرار الحاسم والأكيد لدى قيادتي الطرفين.

إلا أن ما جدّ اليوم في ما يتعلّق بإستقالة خمسة أعضاء من بلدية الغازية يطرح تساؤلات عدّة حول السبب المباشر لهذه الإستقالة؟ وفيما لو كان قرار منع الباخرة من أن ترسو في الزهراني هو وراء إستقالة الأعضاء؟ وبالتالي موقف “حزب الله” الحقيقي من الباخرة ما يعكس بشكل فعليّ الإنقسام الحاد بين الثنائي أمل والحزب.

مصادر من داخل البلدة أكّدت لـ “جنوبية” ان الإستقالة كانت حتمية بالنسبة للأعضاء الخمسة التابعين لحزب الله والسبب هو موضوع الباخرة نفسه، لكن تدخل قيادتي الحزب والحركة منع بت هذه الاستقالة.

بلدية الغازية نفت اليوم الاستقالة في حديث مع موقع “جنوبية”، وقد أكّد عضو بلدية الغازية المهندس حسن غدار لموقعنا أنه “صحيح ثمة مشاكل في المجلس إلا أن الموضوع الوحيد الذي تم التوافق عليه بالإجماع دون إعتراض أي عضوّ هو موضوع رفض إستقبال الباخرة”، مشيرا أنه “لا إستقالات حتى أن الحج أحمد خليفة الذي يتردد انه تقدم بإستقالته هو من صاغ بيان المجلس حول الباخرة”.

اقرأ أيضاً: رحيل باخرة الكهرباء من الغازية يغضب الجنوبيين… وحركة أمل في قفص الاتهام

وأعاد التأكيد أن “المجلس بأكمله ضدّ الباخرة ولا يزال على موقفه لأن المشكلة الأساسية هي أنه كان من المقرر وضع الباخرة على شاطئ الغازية الرملي وهو الشاطئ الوحيد الموجود في المنطقة من سينيق إلى صور”. مشددا أن “قرار البلدية جاء نزولاً عند رغبة أهالي البلدة، بعيداً من أي ضغط من أي جهة سياسية وسبب الرفض الوحيد هو القضاء على المنفس الوحيد للأهالي بحرمانهم من الشاطئ إضافة غلى مشكلة التلوث”. مشددا “لا احد يعترض على هذا القرار ولم يتقدم أي عضو بإستقالته من المجلس ولا أحد يريد أن يقدم إستقالته”.

وعن موقف “حزب الله” قال غدار إن ” المجلس بأعضائه الخمسة عشر من عائلات وأحزاب كانوا جميعهم ضد أن ترسو الباخرة في الناقورة”.

السابق
إذا غسلنا ماء البحر كيف بدنا ننشفه؟
التالي
قوى الامن: توقيف أحد أبرز مروجي المخدرات وتجّار الأسلحة في محيط مخيّم الرشيديّة