اللجنة السورية لعودة اللاجئين: محاولة فاشلة للإلتفاف على اللجنة الروسية

أعلن مركز استقبال وتوزيع وإيواء اللاجئين التابع لوزارة الدفاع الروسية، عن عودة أكثر من 274 لاجئاً من لبنان إلى سوريا في الرابع من الشهر الجاري، مشيرا إلى أن 182 شخصاً دخلوا سوريا عبر معبر جديدة يابوس الحدودي مع لبنان، و92 شخصاً من معبر الدبوسية.

وكان المركز الروسي لتنسيق عودة اللاجئين السوريين قد أعلن يوم الأحد الماضي، أن نحو مليوناً و712 ألفاً و166 لاجئاً سوريا، أعربوا عن رغبتهم في العودة من ثماني دول، وعددهم: لبنان 889031، وتركيا 297342، وألمانيا 174897، والأردن 149268، والعراق 101233، ومصر 99834، والدنمارك 412، والبرازيل 149″، مع إقامة نقاط عبور برية وبحرية وجوية لتسهيل عودة اللاجئين السوريين.

من جهة اخرى، وبالتزامن مع عمل المبادرة الروسية التي تعمل على الحصول على اجماع عالمي واقليمي بتوافق روسي ـ اميركي، اعلنت الحكومة السورية عن استحداث “هيئة التنسيق لعودة اللاجئين في الخارج”.

واشار مراقبون الى ان عمل هذه الهيئة المستحدثة برئاسة وزير البيئة السوري حسين مخلوف، تمثل محاولة التفافية على المبادرة الروسية، وتأتي كتعويض عن دور لم يعد موجودا للدولة السورية، واكثر من ذلك هي تساهم في عرقلة عودة النازحين السوريين.

من جهة ثانية، مصدر سوري متابع لملف النازحين السوريين قال لـ”جنوبية” ان عمل تلك الهيئة سيكون فعالا، والقيادة السورية تعمل على عودة اللاجئين السوريين وبكافة الوسائل، كما سيكون هناك قريبا مرسوم عفو شامل لتسهيل عودتهم”، واضاف “لن يسمح الرئيس الاسد للتاريخ ان يكتب ان العلويين قاموا بتهجير السنّة الى خارج سورية، لذا تم تعيين الوزير حسين مخلوف (سني المذهب) كرئيس للهيئة، وقد حافظ والده على هذا الارث التاريخي لهذه الطائفة بعدم وضع يده بيد العدو الاسرائيلي”.

اقرأ ايضا: خطة إعادة اللاجئين الروسية… فارغة

العضو في كتلة المستقبل النائب بكر الحجيري قال لـ”جنوبية” ان “عملية عودة النازحين السوريين ضمن المبادرة الروسية تتصف بالبطء والضعف وهي تبعث بالملل، وسابقا كنت متفائلا جدا بتلك المبادرة، وهناك غموض شديد في هذا الملف والحديث جار عن ايفاد مبعوث مجددا الى لبنان للتباحث في هذا الشأن” مضيفا ” السوريون الذين عادوا الى قراهم لم يجدوا منازلهم ولم يتم تأمين بيوت لهم، وربما كانت هذه المسألة تقف حائلا دون عودة الكثيرين، خاصة ان اغلبيتهم اتوا من منطقة القلمون”.

من جهة اخرى، اعتبر النائب الحجيري انه” بالرغم من البطء لا يمكننا سوى الاستمرار في المراهنة على المبادرة الروسية، على امل ان تتم عودة النازحين السوريين بأعداد كبيرة، وليس على الطريقة التي تحصل حاليا وعودة مئة ومئتين نازح، بحيث تحتاج عملية العودة الى سنوات عديدة، ففي بلدة عرسال مثلا اصبح الوضع سيئا خدماتيا واجتماعيا على كل المستويات”.

واعرب الحجيري عن ” خشيته من امكانية وضع العراقيل واستخدام ملف النازحين للضغط على رئيس الحكومة وتعقيد الامور فيما خص عملية التأليف وايضا بجانب منه نوع من الضغط على الرئيس المكلف لتقديم تنازلات معينة في مسألة التطبيع مع النظام السوري، وهذا فيه تجني على الشعب اللبناني كله وليس على رئيس الحكومة فقط، لان التعاطي بين دولتين على المستوى الدبلوماسي والرسمي لا يتم بهذه الطريقة”.

وحول هيئة التنسيق السورية لعودة المهجرين الى سوريا، قال الحجيري “ربما نسيت القيادة السورية ان المهجرين يحملون الجنسية السورية  والمسؤول عن تهجيرهم من بيوتهم وارزاقهم هو النظام وبالتالي لا منة لهم في ذلك عليهم، ومن حيث الشكل هذه الهيئة تم تشكيلها للتسويف” مشيرا الى ان “هناك الكثير من المغالطات الحاصلة في الشأن السوري والسياسة المتبعة، خاصة وان الجانب  الروسي هو من يستلم كافة  الملفات ولا يتم التعامل مع الوضع السوري وحل الازمة  على طريقة البعثيين او غيرهم ولكن وفق ما يراه الروس فقط، وذلك بعد استكمال البنية العسكرية والامنية في سوريا، واذا كان النظام السوري وبعض المتنفذين فيه يحاول وضع عراقيل من ابعاد وعمليات تهجير قسرية لفئات معينة بهدف التغيير الديموغرافي، اعتقد ان القيادة الروسية الممسكة بزمام الامور لا يهمها كل ذلك، وبوتين يريد ان يظهر صورة انتصاره وكأنه البطل الذي خاض حربا وانتصر ويقوم بمبادرة انسانية بعودة المهجرين الى بيوتهم”

 اقرأ ايضا:القانون رقم 10: يعرقل عودة النازحين السوريين ويشرعن الفرز الطائفي

الدكتور في العلاقات الدولية الخارجية خالد العزي، رأى في حديث لـ”جنوبية” ان اللجنة السورية للتنسيق حول عودة المهجرين هي عملية التفاف على المبادرة الروسية، كما ان هذه اللجنة لن تتمكن من التواصل مع احد سوى بعض الأطراف اللبنانية التي تعتبر حليفة النظام السوري”، واضاف “اما الخطة الروسية بالأساس فهي خطة اعلامية تدخل في إطار التفاوض السياسي الروسي ـ الامريكي وهي غير مدعومة بمعطيات جدية يمكن البحث فيها وإنما تأتي في إطار الاستعجال السياسي الروسي للإمساك بكل الاوراق في الملف السوري”.

واشار العزي الى ان ” النظام السوري يحاول فرض شروطه على رئيس الحكومة  اللبناني  الذي يحاول مقايضته من خلال الضغط عليه بهذه الورقة لفتح قناة التطبيع المباشر مع الدولة السورية التي تحاول تعويم دورها، ولكن السفير السوري علي عبد الكريم علي، الذي وضع نفسه في مواجهة مع الحكومة ورئيسها يهدف بالدرجة الاولى لعدم الاعتراف بها، وهناك محاولة للاستغناء عن التفاوض مع الدولة اللبنانية  وتهميشها والإبقاء على قنوات التفاوض من خلال أطراف محددة تتمثل  بحزب الله  والتيار الوطني وهما تعتبران  قضية اللجوء والتهجير تخص النظام السوري ويمكن ترتيبها بواسطة قنوات خاصة تبعد الامم المتحدة والحكومة اللبنانية دون تكليف هذه الجهات بإخلاء المناطق التي احتلتها المليشيات وأبعدت أهليها بواسطة الدمار”.

وأكد العزي ان “النظام يحاول كسب الوقت على طريقته الخاصة من خلال فرض نظرية الانتصار الذي حققها بواسطة الروسي يحاول توظيفها لصالح الايراني الذي يطوقه من كل الجهات، وهو يعيق كل المبادرات السياسية والأمنية والإنسانية لكونه يعلم جيدا بأن الروسي بحاجة له كورقة أساسية في وجه واشنطن”.

وختم العزي “اعادة اللاجئين عملية طويلة ومعقدة جدا، وليس كما يتصورها الروس فهي  تتطلب اليات خاصة، واعتراف دولي واموال وتغير جدي في النظام السوري، وليس وعود تقطعها روسيا وهي وعود ماكرة ولا يمكن الثقة بها، وتجربة استانة خير دليل على ذلك، فاللجنة هي لتقطيع الوقت ولن يتعامل معها احدا”.

السابق
تجربة السيد محمد حسن الأمين في القضاء الشرعي
التالي
حجاب سهير رمزي يثير جدلا على مواقع التواصل