«الجنوبيون الخضر»: ردم شاطئ صور يهدد بأضرار بيئية وثقافية

قوبل مشروع توسعة الكورنيش الجنوبي لمدينة صور والذي يتضمن اعمال ردم للشاطىء بمواقف رافضة، وبعضها دعا بلدية المدينة إلى إعادة النظر في المشروع وعدم تبني اي إجراء أو مشروع يتضمن أعمال ردم لشواطئ المدينة والتي تشكل جزءاً أساسياً من صور التاريخية ومحيطها الحيوي وهويتها الطبيعية والثقافية.

في هذا السياق، أصدرت جمعية “الجنوبيون الخضر” بيانا، جاء فيه: “إن الموقع (الكورنيش الجنوبي) يشكل جزءاً من شاطئ صور الرملي الجنوبي الذي كان ممتداً من معهد الدراسات الاسلامية قديماً (حالياً موقع الجامعة الإسلامية الذي أقيم بعد جرف المعهد وتضمن أعمال ردم ايضاً) وصولاً إلى آخر حدود صور العقارية الساحلية، وقد جرى ردمه على مرحلتين منذ تسعينيات القرن الماضي، وأدى ذلك إلى خسارة صور لأجزاء من واجهتها الطبيعية الجنوبية ونظامها البيئي الشاطئي الذي كان يحاذي الاحياء الحديثة من المدينة (منذ أربعينيات القرن الماضي) التي بنيت وتوسعت خارج البلدة القديمة، علماً ان البناء في محاذاة الشط الرملي تأخر إلى سبعينيات القرن الماضي”.

إقرأ ايضا: رئيس جمعية «الجنوبيون الخضر» هشام يونس: نراهن على إشاعة الوعي

وأشار إلى أن “الردم المزمع تنفيذه هو استمرار لذلك التشويه الذي لحق بهوية المدينة الطبيعية والثقافية وتغيير متواصل وكبير لها، وإضافة عناصر على محيطها الحيوي، وهو ما كان له تداعيات بيئية واسعة”.

تأثير وتداعيات

وأضاف البيان: “وسيطال المشروع الحالي قرابة 800 متر من الشاطئ، وان الحديث المتجدد عن استعادة الشاطئ لرموله بمرور الوقت يتجاوز أمرا اساسياً، وهو أن الشاطئ نظام بيئي متكامل ويتعرض للاختلال والتقويض بفعل الردم مع إضافة عناصر وفقدان أخرى أو إستبدلها، ولهذا تأثير وتداعيات ينبغي دراستها والعمل على الحد منها بإجراءات تنسجم مع استعادة النظام البيئي الأصلي وليس العكس، فضلاً عن مؤثرات التغير المناخي وارتفاع منسوب مستوى سطح الماء”.

وتابع: “كذلك، فإن مشروع الردم هذا يطاول اجزاءً  مغمورة من صور التاريخية التي كانت ممتدة على كامل الجزيرة والخط الساحلي إلى ما بعد تل الرشيدية، وقد غمرتها المياه على اثر الزلازل التي ضربت المنطقة والساحل خلال حقبات عدة، بالاخص زلزال القرن السادس الذي أدى لغرق اجزاءً منها، وكذلك المرفأ الفينيقي الجنوبي المسمى بـ (المصري) والذي يعد أحد اقدم المرافئ المبنية على المتوسط، ويقع موقعه ضمن خط الشاطئ الجنوبي”.

تقييم الأثر البيئي

ورأى البيان أن موقع الكورنيش “ليس سوى شاطئ صور الرملي الطبيعي وموقع المدينة القديمة التي كانت تحيط المرفأ من كل جانب، فالمدن الفينيفية والصور اهم الشواهد، هي مدن المرافئ. وبالتالي فإن الاشغال تستوجب اعداد تقريرين (تقييم الأثر البيئي) الذي نص عليه قانون حماية البيئة 444، خصوصا وأن الشاطئ هو امتداد لشاطئ محمية صور الطبيعية من جهة ومنطقة رأس الجمل الطبيعية من جهة اخرى، ويقع وسطهما حيث تنشط السلاحف البحرية المهددة بالانقراض وأنواع بحرية عديدة اخرى”.

… والأثر التراثي

وتابع: كما يستوجب الأمر اعداد تقييم الأثر التراثي Heritage impact assessment لمواقع الارث الثقافي العالمي، وفق اتفاقية حماية مواقع الإرث الثقافي والطبيعي العالمي، والتي أدرجت لجنتها آثار صور ضمن قائمة مواقع الارث الثقافي العالمي منذ 1979، واوصت بإقامة maritime protection zone منطقة حماية بحرية حول شواطئ المدينة”.

وختم البيان مطالبا “وزارتي البيئة والثقافة بالتدخل لإتخاذ إجراءات حماية لشواطئ صور باعتبارها مواقع إرث ثقافي وتنوع بيولوجي”.

السابق
فساد الكهرباء واحد…من جنوب لبنان الى جنوب العراق!
التالي
إنتصار اهالي صور والجمعيات البيئية بوقف قرار ردم الشاطئ