إذا غسلنا ماء البحر كيف بدنا ننشفه؟

يبدو ان القييمين على البلد يختلقون المشكلات ويستفيدون من ادارتها ثم يقدمون على محاولة حلها من خلال الاستفادة ايضا من المال العام المرصود لهذه الغاية .وخير مثال هو "البِركة" التي ولدت بسبب اقامة الحاجز البحري قرب مكب النفايات الاول في القسم الجنوبي من مدينة صيدا.

طوال أعوام ونسأل عن سبب اقامتها ولا نجد جوابا عند احد من المسؤولين. تحولت الى مكب لنفايات ازيحت من المكب الاول ولحق بها نفايات من معمل المعالجة لكن ادارته افادت منذ فترة انها اوقفت ارسال اي نوع من انواع النفايات. كانت مكبا لنفايات الدباغات القريبة والتي قال رئيس البلدية المهندس محمد السعودي انه طلب من المتعهد طمرها في الارض المجاورة كذلك كانت مكبا لنفايات المسلخ البلدي.

قبل اكثر من شهر تقدمت بلدية صيدا بشكوى قضائية حول شبهة قيام بعض المتنفذين والمحميين سياسيا بالاتفاق مع احدى بلديات اقليم الخروب لنقل كميات من النفايات تقدر بحمولة 400 شاحنة وافراغها في البحيرة المذكورة ، وحتى اللحظة لم يعلن شيء عما جرى بالتحقيقات والى اي نتيجة توصلت الهيئات المعنية ،والمشتبه بهم والمعروفين باسم “مجهول” لم يحصل معهم شيئا .

في شباط الماضي قال الخبير البيئي ناجي قديح ان مياه البحيرة هي المصدر الاساس المولد للروائح الكريهة وأقترح للمعالجة الآتي: ردم البحيرة بردميات نظيفة خالية كليا من اي نوع من انواع النفايات وذلك بالسرعة القصوى دون تأجيل.وبعد استكمال ردمها يمكن معالجة سطح المساحة المردومة بطريقة تؤدي الى التخفيف الكبير من الروائح التي تنبعث منها .والى حين استكمال ردمها بالكامل يمكن العمل على تخفيف الروائح المنبعثة منها حاليا باضافة مواد كيميائية لتفاعل عمليا أكسدة جديدة، بهذه الطريقة تؤكسد وتتفكك المواد ذات الرائحة الكريهة وهناك عدد كبير من هذه المستحضرات والمواد التي تساعد على تعديل الروائح الكريهة المنبعثة.

ناجي قديح
الخبير البيئي ناجي قديح

لكن الخبير البيئي اللبناني المقيم في بريطانيا وليد سليقا يرى ضرورة دراسة تأثير ردم البحيرة مع استخدام مستحضرات ومواد كيميائية على المياه الجوفية وعلى البحر. وضرورة دراسة الاثر البيئي على مياه البحر وخزانات المياه الجوفية القريبة.

اقرأ أيضاً: بين عائشة واسراء: باخرة الوزير سيزار لإنتاج فتنة سنية-شيعية

لكن ماذا حصل؟ اجرت الهيئة العليا للاغاثة مناقصة لمعلجة مياه البحيرة وردمها وربحت المناقصة شركة جينيكو، وهي شركة بناء وانشاءات اما المهندس الاستشاري فهو شركة خطيب وعلمي وهي شركة انشاءات وبناء ايضا. والشركتان لا علاقة لهما بمعالجة مثل هذه المشكلة. وعند سؤال السعودي عن آلية العمل في المشروع كان جوابه واحدا: انا اثق بعمل خطيب وعلمي، من دون الافصاح عن آلية العمل. مصدر مقرب من شركة جينيكو قال: سيتم بناء حوض يتسع لنحو 2000 متر مكعب سيتم ضخ كمية الثلثين من ماء البحيرة والثلث البقي من ماء البحر ويتم الخلط والمعالجة بمواد كيميائية ثم ترمى المياه في البحر وهكذا دواليك الى ان تصير المياه نظيفة بعدها تردم البحيرة والارجح ان يتم استخدام المتبقيات في المعمل بعد اجراء فحوص مخبرية لها .هذه الرواية تتقاطع في اجزاء منها مع روايات اخرين. اي اننا سنغسل مياه البحيرة بمياه البحر وقد نسي البعض ان البحيرة متصلة بالبحر وفق نظرية الاوعية المتصلة وبالتالي لن تفرغ البحيرة من المياه.

هذه العملية ستكلف الشعب اللبناني اكثر من ستة ملايين دولار امريكي. عندما سمع احد الاصدقاء الرواية سألني: بعد غسل مياه البحر كيف ستنشفوه وكم ستدفعون مقابل ذلك؟!

السابق
أليسا تفاجىء جمهورها وتعلن شفاءها من سرطان الثدي بعد معاناة
التالي
بعد عاصفة الباخرة التركية: هدوء في بلدية الغازية إثر تدخّل قيادتي أمل وحزب الله