مخاطر قوننة زراعة المخدرات في لبنان

كثر الحديث منذ الانتخابات اللبنانية الأخيرة الفاشلة حول قوننة زراعة نبات الحشيشة والخشخاش وأصناف أخرى من المزروعات غير الحميدة التي تستخدم لصناعة بعض أنواع المخدرات السامة للأعصاب والمتلفة للدماغ والجهاز العصبي للمدمنين على تعاطيها.

وهي من المحظورات للتداول عالمياً بين الناس وإنما قامت بعض الدول بقوننة زراعتها لأهداف طبية من قبل بعض الشركات الكبرى التي تقوم بصناعة بعض العلاجات منها والتي تدخلها المواد المخدرة لتسكين آلآم بعض الأمراض المستعصية التي لا تتجاوب مع مسكنات الآلآم والأوجاع العادية ، كما تستخدم كذلك بعض هذه المخدرات للبنج الموضعي والعمومي اللذين أصبحا من لوازم العمل الجراحي في كل الجراحات في كل دول العالم فالسبب الوحيد الذي قوننت له الدول الصناعية زراعة هذه الأصناف من النباتات هو الصناعات الدوائية والعلاجية التي أصبحت من ضرورات الحياة المعاصرة لكل البشر في كل دول العالم..
ومن هذا المنطلق فالرأي القانوني بالنسبة لزراعة المخدرات ينحصر بتقنينها للأغراض المذكورة التي ينبغي أن تشرف عليها الأجهزة الأمنية في الدول الزارعة والمصنعة وذلك لئلا تخرج عن السيطرة وتقع بأيدي عصابات التهريب المتاجرين بهذه المواد بهدف زيادة عدد المدمنين لجني الأرباح المادية وتجميع الثروات من الطرق غير القانونية..

اقرأ أيضاً: مدمنو «الحشيشة» لـ«شؤون جنوبية»: الحشيشة من وسيلة للترفيه الى اسلوب حياة

ومثل هذه الرقابة على الزراعة قد تكون شبه مفقودة أو معدومة في الدول الفقيرة والضعيفة التي يعتبر لبنان حالياً من بينها ، فبالرغم من الحظر القانوني على هذه الزراعة كان التجار والزراع مستمرين في العمل بها زراعة وصناعة منذ قيام الكيان اللبناني على الخريطة العالمية.. ونفس هؤلاء سوف يخترقون القوانين المنظمة لزراعة هذه النباتات غير الحميدة وسوف يقع لبنان وأبناؤه في مخاطر توسُّع دائرة المزارعين غير القانونيين وازدياد عدد التجار والمدمنين وهذا هو الخطر الأكبر على الشباب والأجيال الصاعدة فقد نصل لمرحلة ينخفض فيها عدد الطلاب في الجامعات والتلامذة في المدارس ويزداد عدد المجرمين والمدمنين والمتاجرين بهذه المواد المدمرة لحضارات الشعوب على مر التاريخ فلبنان لن يستطيع ضبط قوننة زراعتها والتجارة بها مهما حاول والتجربة التاريخية خير دليل على ذلك..
فاتقوا الله أيها الساسة في عباده وبلاده ولا تتسابقوا على هذا المشروع الشاذ واتركوا الشركات الكبرى تبحث عن بلد آخر لتدمر شبابه واعملوا على تسريع استخراج النفط والغاز واستثمار مياه الأنهر والينابيع والعيون وتطوير الزراعات الحميدة التي هي في لبنان من الأهم في العالم وابحثوا عن تطوير التجارة والسياحة والصناعات الغذائية وغير الغذائية ورفع معدل الصادرات فبهذا تكونون بمستوى المسؤولية لا بتحويل لبنان إلى بلد خارج عن القانون والطبيعة..

السابق
والدة أسامة بن لادن تتحدث عن ابنها العاقل والخجول!
التالي
موسكو تمهل أنقرة لـ«حسم» إدلب… و4 احتمالات تنتظر الشمال السوري