الحريري يقاوم التدخل السوري العائد من بوابة تشكيل الحكومة

يبدو انّ الأجواء الإيجابية التي أشيعت مطلع الجاري بتفعيل الجهود وصبّها في الاتجاه الذي يخرج الحكومة المعطلة من قمقم التعقيدات، باءت بالفشل ، حتى انها عجزت من ان تخترق حلقة الشروط والمطالب للأفرقاء السياسيين. وعكست بالتالي مدى تصلّب كل منهم بمواقفهم ومطالبهم وعدم للتنازل او التراجع.

يمكن القول انه لا جديد يذكر أكثر من بيانات وتصريحات يتلهى بها سياسيون لتضييع الوقت دون تحديد مكامن العقد، وبات في حكم المؤكد ان الاسبوع الطالع على الاقل، لن يشهد الانفراج المأمول نظراً الى عاملين نظرا لعدم تخطي العقبات التي لا تزال تعترض طريق التأليف إضافة إلى مغادرة بعض كبار المسؤولين السياسيين المعنيين بالتشكيل مباشرة في اجازات خاصة الى الخارج.

إقرأ ايضًا: «حزب الله» يضغط لفكّ دعم برّي لجنبلاط وحليفيه جعجع والحريري

فامس غادر الرئيس المكلف بيروت في اجازة خاصة، كما غادر رئيس حزب القوّات اللبنانيّة سمير جعجع، برفقة زوجته النائبة ستريدا جعجع في زيارة خاصة إلى الخارج، وفق ما أعلن مكتبه الاعلامي. في الموازاة، وصل رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط إلى موسكو.

وعلى هذا الصعيد، توقعت مصادر مواكبة لعملية التأليف بحسب “اللواء” ان النظام السوري يتدخل على خط التأليف ويعمل بشكل مستميت لضرب التسوية الرئاسية، عبر فرض شروط يقاومعها الرئيس الحريري ويرفضها وهي:
1- فرض الشراكة الدرزية عبر توزير النائب طلال أرسلان.
2-  المطالبة بحصة وزارية للسنة من خارج كتلة “تيار المستقبل” والذين يمثلون 8 آذار.
3- فرض على الحكومة تطبيع العلاقات اللبنانية – السورية.
4- إعادة الإصطفافات السياسية إلى ما كانت عليه 8 و14 آذار.

ومساءً، صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس الحريري الآتي: “يتداول بعض وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية معلومات منسوبة لمصادر بيت الوسط ولأوساط مقربة من الرئيس المكلف بشأن تشكيل الحكومة. يهم المكتب الاعلامي التأكيد على عدم صحة ما يتم تداوله، خلاف ما صدر ويصدر عن الرئيس الحريري وفريق العمل المكلف متابعة الشأن الحكومي”.
وكانت الـ”L.B.C” نسبت إلى أوساط “القوات” قولها ان الرئيس الحريري وعد معراب بإعطائها اما وزارة الدفاع واما الخارجية.

ورأت أن البارز كان، ما جاء على لسان نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، بتقديم نصيحة الرئيس ميشال عون بتوجيه رسالة إلى المجلس النيابي تتضمن شرحاً للأسباب الموجبة، كمثل ان الاستشارات الملزمة سمت الرئيس سعد الحريري، وهذا يتفق مع رغبتي، لكن الحكومة لم تؤلف، ويدعو في الرسالة المجلس لاتخاذ ما يلزم ويتحمل مسؤولياته. واستبعد الفرزلي خضوع الرئيس عون لتشكيلة لا تتوفق مع قناعاته، حتى ولو تأخر التأليف إلى ما شاء الله.

وأشارت “الجمهورية” أن لا كلام مباشراً بين الاطراف المعنية بالتكليف، وخصوصاً بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري. واشارت إلى كلام مسرب عن عدم تراجع اي طرف عن مطالبه الذي حددها في بداية مسار التشكيل.  وبالتالي هذا ما يشير إلى أن التأليف الحكومي بعيد المنال، ويعزّز ذلك قفز بعض قوى التأليف فوق مبدأ التوازن التي تفرضه التركيبة اللبنانية، والاصرار على حصة وزارية تمسك بخناق الحكومة. وهو ما رفضه مرجع سياسي كبير بقوله: إن كنّا نريد تأليف حكومة، فلنحتكم الى توازن التركيبة اللبنانية التي لا يشعر فيها طرف بأنه غالب وطرف بأنه مغلوب، ومن هنا لا يمكن القبول بان يمسك ايّ طرف بالثلث المعطّل ليحكمها ويتحكم بها.

إقرأ ايضًا: لا مسودة حكومية قريبا.. والتيار الحرّ لمزيد من التصلّب
أشارت “الجمهورية” أن”التيار الوطني الحر” لم يقبل بعرض “القوات اللبنانية”بتنازلها وقبولها بأربع وزارات وتخلّيها عن موقع نيابة رئاسة الحكومة، وتركها الامر للرئيس الملّكف إعطائها حقيبة سيادية.

ولفتت إلى أن الحريري لا يستطيع بعد تقديم أي تنازل فيما يتعلق بحصة النائب وليد جنبلاط وبحصة القوات، وقد طلب من وزير مقرَّب منه أن يبلغ التيار الوطني عبر نائب عوني بارز خصوصا أن التواصل مقطوع بينه وبين باسيل أنّ تمثيل القوات في الحكومة ليس  فقط مطلباً سعودياً، إنما ضروري لإعطاء المجتمع الدولي صورةً عن الحكومة المقبلة ليست حكومة «حزب الله»، وعلى ذلك أكّد أنّ تشكيل الحكومة من دون القوات وجنبلاط، مرفوض.

السابق
تيمور التقى بوغدانوف في موسكو
التالي
مكتب الحريري: المعلومات المنسوبة لمصادر بيت الوسط بشأن تشكيل الحكومة غير صحيحة