تظاهرات في ايران تندد بتدخلاتها الخارجية في سوريا ولبنان

على وقع تصاعد وتمدّد الإحتجاجات في إيران في مختلف المحافظات نتيجة الأوضاع الاقتصادية الخانقة، تسعى طهران لإشاحة النظر عن الداخل بتنظيم مناورات عسكرية ضخمة في الخليج، كعرض قوة في خضم التوتر مع واشنطن.

فبعد تهديده باغلاق مضيق هرمز، جهّز الحرس الثوري أكثر من 100 سفينة للتدريب، اضافة الى القوات البرية، وسلاح الجو والصواريخ الأرضية. وقد تزامن ذلك مع ارتفاع وتيرة الإحتجاجات حيث خرجت التظاهرات المناهضة للنظام في أنحاء مختلفة من ايران، وسط هتافات منددة.

وفي اتصال مع الصحفي والمحلل السياسي، مصطفى فحص، ردا على سؤال حول مدى نجاعة المناورات رغم الفروقات العسكرية مقارنة بواشنطن، قال “هي رسالة للداخل بفرعيه: الأول، أي الطرف المؤدلج الذي يؤمن بالنظام. والطرف الثاني، الآخر، الذي يقول ان النظام ضعيف وغير قادر على المواجهة في الداخل والخارج”.

اقرأ أيضاً: إذلال؟

مصطفى فحص

ويتابع، فحص “اما النظام، فيريد ان يوحيّ بقوته للخارج من أجل الجلوس مرتاحا على طاولة المفاوضات، التي تطغى على الواقع. لكن التسوية تختلف ما بين باراك أوباما ودونالد ترامب. وهناك نوع من الرهان، فهل نستطيع ان نراهن على نظام ذو طبيعتين، طبيعة ناسوتية وطبيعة لاهوتية، فهو نظام ذو وجهين. والصراع داخل النظام هو ضد روحاني من أجل البحث عن مرشد بديل. كونه أول رئيس يشكّل حالة من القوة في دورته الثانية، وهو رئيس قويّ وفي الوقت نفسه يوضع ضمن قائمة “الورثاء” الاقوياء” للمرشد من قبل الاصلاحيين، والا ستتحول ايران الى العسكريتاريا المباشرة التي ستحكم ايران بسبب وصول مرشد ضعيف. واذا لم يكن روحاني، الأهل للوراثة،فانه سيتم ترتيب الوريث في بين المحافظين. لان علي خامنئي هو آخر مرشد قوي”.

ويتابع، فحص، ردا على سؤال، “ليست إيران في موقع من يضع الشروط، لإنه لا يمكن لإيران ان تقوم بما قامت به عام 2016 عندما اعتقلت مجموعة أميركية بحرية  فترامب يختلف عن أوباما. فايران تملك 1500 زورق سريع فقط،كما ان البحرية الإيرانية باسطولها البحري القديم لم يم تحديثه منذ عام 1981. لذا أقول ان المناورات هي رسالة للداخل، وكل هذه المناورات ليس لها أي علاقة بواشنطن، فإيران هذه المرة ستشرب من كأس سم مختلف، وترامب سيحدد لها نوع السمّ الذي ستشربه”.

من جهة مقابلة، يرى المحلل السياسي والصحفي، غسان جواد، ان “المناورات الإيرانية تأتي بوتيرة لا يمكن فصلها عن المشهد الدولي والاقليمي، لانها منذ خروج ترامب من الاتفاق النووي تعاني من ضغوطات وتهويل بالحرب، لذلك نعنبر ان المناورات جزء من اظهار الاقتدار”.

ويتابع “ايران لديها امكانيات لمواجهة العدوان عليها، وبهذا المعنى نحن بلحظة كباش واشتباك سيفضي اما الى الاعتراف بإيران كدولة اقليمية فاعلة تمارس دورها في المنطقة، وهذا اما سيؤدي الى مواجهة بمعنى ان سلاح المناورات هو الصوت المسموع للسياسة لانه عندما يبدأ سماع صوت السلاح فهذا يعني انسداد الأفق”.

ويشير غسان جواد الى ان “إيران تعتبر ان واشنطن تسعى لجرّها الى المفاوضات دون شروط للاخضاع مما يترتب على ايران، اذا وافقت على الاخضاع، وموقفا جديدا خاصة فيما يخص القضية الفلسطينية، علما ان ذلك يتناقض تماما مع السياسة الاسلامية الايرانية. لذا ستبقى ايران رأس حربة بمواجهة أميركا في المنطقة، كونها تعكس مواقف قوى كبرى انها هي غير متروكة، لا من روسيا ولا الصين، فهناك موقف صيني وموقف روسي لاحتواء العقوبات الآن. وبرأيي انه اذا خيّرت ايران بين الحرب والموت الاقتصادي البطيء، فانها ستختار المواجهة والحرب”.

اقرأ أيضاً: احتجاجات البازار في إيران ولعنة إلغاء الاتفاق النووي

ويختم الصحافي غسان جواد قائلا “ولآن الخيار الآخر هو نوع من الوحدة حيث تتجدد شرعية الدولة، وتعود اللحمة الداخلية، ستكون في كباش قد يفاجئنا بخيارات او بمواقف. فأمام العقوبات الان لا يوجد وسط في الداخل الايراني. فالتحركات جزء من المواجهة، وهي تحركات طبيعية، والدولة قادرة على التعامل مع الاحتجاجات، التي هي مفهومة. وهي محاولة لتقليم أظافر طهران، وتفجير التناقضات من الداخل، بسبب الدور الاقليمي ولمنع ايران من استثمار ثرواتها حيث تمنعهم واشنطن”.

رأيان متناقضان، كل يرى التحركات الشعبية والتحركات الخارجية من منظاره، فكيف ستبدو اوضاع ايران في حال تطورت الاحداث نحو الاسوأ.. هذا ما ستنتظره الدول المجاورة لها والدول الكبرى في ظل انعدام وجود وريث للمرشد العام، وذهاب دولة ولاية الفقيه نحو المجهول…

السابق
رحيل باخرة الكهرباء من الغازية يغضب الجنوبيين… وحركة أمل في قفص الاتهام
التالي
الناشطون في لبنان: استنسابية في القمع وفي تطبيق القوانين