التعصب الاسلامي المسيحي: ما هي اسباب عودته الى لبنان؟

العصبية القبلية
في ظل ما نعيشه في لبنان والمنطقة عموماً من نزاعات تأخذ صيغة دينية، كيف يمكن النظر إلى واقع التعايش الاسلامي-المسيحي حالياً؟

تعكس تغريدات وسائل التواصل الاجتماعي من فيسبوك وتويتر الرأي العام الشعبي، وبخاصة شريحة الشباب، وهي على كثافتها تنقل مشاكل اجتماعية وسياسية وتوجه اسهمها وانتقاداتها اللاذعة للسياسيين.

ودرجت في الآونة الاخيرة، خاصة بعد التطورات والاحداث السياسية الاخيرة من انتخابات وما بثته من شحن طائفي ومذهبي، إلى الحرب السورية وما نشرته من أجواء تعصب ديني لفريق دون الآخر، واخرها ما اشاعته مجزرة السويداء وما لحق بسكانها من الدروز وتعرضهم لشبه ابادة بعد تصفية حوالي 300 شخص منهم، إضافة إلى عمليات الخطف من قبل داعش.

إضافة إلى تعرض الاقلية المسيحية في المنطقة لعملية تهجير واسعة كما حصل في العراق وسوريا، ومعلولا ذات الصبغة المسيحية نموذجا.

كل هذه الامور ادت إلى إعادة تفشي العصبية الاسلامية ـ المسيحية على وسائل التواصل الاجتماعي في لبنان وقبلها العصبية السنية ـ الشيعية بفعل الحرب السورية إلى حد تمني احدهم عودة الحرب الاهلية.

وقد وصل الامر الى حد قيام احدى الفتيات عبر حسابها الخاص “فيسبوك” بالمقارنة بين الاب المسيحي والاب المسلم بطريقة استفزازية، حيث مجدت الاب المسيحي واعتبرته مثالا للتضحية والوفاء في حين اعتبرت ان المسلم لا هم له سوى الزواج المتعدد دون الاخذ بعين الاعتبار مستقبل اولاده.

وكان احد قيادي تيار وطني الحر تعرض لرئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط بالقول “بعد ١٠ أيام سوف نتذكر نحن وانت القرود الذين أرسلتهم الى سوق الغرب في ١٣ أغسطس ١٩٨٩ وقد أعادهم ميشال عون لعندك باكياس الجنفيص”.

اقرأ أيضاً: عودة المسلمين إلى العصبية القبلية

ابراهيم الحلبي

رئيس حركة الشعب ابراهيم الحلبي أكد في حديث لـ”جنوبية” أن ” العصبية الاسلامية ـ المسيحية هي نتيجة هذا النظام الطائفي الذي يشجع المواطنين اللبنانيين على التشبث بالطائفية، وبعض رجال الدين المصرين على التحدث بلغة طائفية، والواقع الموجود في لبنان ونتيجة التطرف الحاصل ان كان على المستوى السياسي أو على مستوى الحرب”، مشيراً إلى أن “كل هذه الامور التي تم ذكرها جعلت المواطن اللبناني ان يعود إلى لغة التخاطب الطائفية بدل التقدم بإتجاه اللغة الوطنية”.

وفي الختام أكد رئيس حركة الشعب ابراهيم الحلبي أنه ” طالما المسؤولين مصرين على ابقاء النظام الطائفي كما هو، دون احداث اي تغيير في الوطن ولا في النظام سيبقى لبنان طائفي، ومما سيؤدي إلى إحداث تداعيات على جميع المستويات وبخاصة على المستوى الشعبي، وعلى سبيل المثال اليوم قرأت منشور لاحدى الفتيات التي تقارن من خلاله الاب المسيحي بالاب المسلم وهذه اللغة يجب المحاسبة عليها بغض النظرعن الطائفة بإعتبار ان التمادي في هذا الخطاب سيؤدي إلى إعادة الوطن إلى حرب طائفية مرة اخرى”.

السابق
الصايغ: لبنان​ لا يحتمل «سلطان سليم» اَخر
التالي
رحيل باخرة الكهرباء من الغازية يغضب الجنوبيين… وحركة أمل في قفص الاتهام