روسيا تؤجّل سحب القوات الايرانية من سوريا: ضمان أمن اسرائيل أولوية

اعلن المبعوث الروسي في سوريا الكسندر لافرنتييف امس الاربعاء، انسحاب القوات الايرانية الى مسافة 85 كلم من هضبة الجولان المحتلة، لكن يبدو ان تل ابيب ما زالت تصر وجوب مغادرة القوات الايرانية وحليفها حزب الله سوريا كليا كطلب اميركي.

سحبت ايران اسلحتها الثقيلة من الحدود مع اسرائيل امس، لمسافة 85 كلم من خطوط ترسيم الحدود مع الجولان المحتل، بعد سلسلة تفاهمات ابرزها ما عرف بـ”صفقة الجنوب” بين موسكو وتل ابيب، التي تضمن عدم بناء قواعد ايرانية دائمة وحرية توجيه ضربات اسرائيلية ضد مواقع عسكرية ايرانية، مع اعادة تموضع الجيش السوري على الحدود الشمالية لاسرائيل في عملية احياء لاتفاق فك الاشتباك 1974.

وكان انسحاب ايران من سوريا ابرز الملفات المطروحة على طاولة البحث في قمة هلسنكي التي عقدت بين الرئيسين الاميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في  منتصف الشهر الماضي، ضمن الهدف الاستراتيجي الاميركي في  الشرق الاوسط لمحاصرة طهران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في ايار الماضي، وفي ظل تجديد العقوبات الاقتصادية عليها، والتي ستنفذ على مرحلتين الاولى في 6 من الشهر الجاري وهي تطال العقود التجارية لمؤسسات وشركات ايرانية في اوروبا، والثانية في 4 تشرين الثاني المقبل وتشمل قطاعات الشحن والطاقة والمصرف المركزي، حسبما اشارت جريدة الحياة.

إقرأ أيضاً: بوتين يرعى خروج ايران من سوريا للإستفراد بالحلّ النهائي

ويرى مراقبون ان تحديا جديا ينتظر موسكو لارضاء كل من خصمها في البيت الابيض من جهة وحليفها الاسرائيلي من جهة اخرى، باعتبار ان الانسحاب الايراني من سوريا هو بمثابة وهم وذلك بعد انهيار الجيش السوري  فيما الوجود الحقيقي للميليشيات لايرانية التي تتشكل بدعم ايران منها “فاطميون” و”زينبيون” و”حزب الله”  وهي التي تقود المعارك وتمتلك الاسلحة النوعية.

في حين نفت القيادة السورية مرارا وجود عناصر قتالية ايرانية مؤكدة ان الوجود العسكري الايراني يقتصر على تعاون مع مستشارين وخبراء عسكريين فقط، بل واكدت ان ايران تتواجد على الاراضي السورية بطلب من الحكومة السورية وهي لن تخرج الى مع انتهاء الازمة وانتفاء دورها كحليف عسكري وسياسي.

ونقلت وكالة”رويترز” عن المبعوث الروسي في سوريا تأكيده انسحاب القوات الايرانية والتشكيلات الشيعية من جنوبي غربي سوريا الا ان ما وصفهم بالمستشارين العسكريين ربما يكونون وسط قوات الجيش السوري في مواقع قريبة للحدود الشمالية مع اسرائيل.

إقرأ أيضاً: دعوة ترامب للحوار مع ايران جديّة… أم استعراض اعلامي؟

من جهتها، اعلنت اسرائيل رفضها الخطة التي تقضي ابعاد القوات الايرانية لمسافة 100 كلم عن حدودها الشمالية، معتبرة ان الخط الاحمر الذي تضعه هو منع التدخل والتعزيز العسكري الايراني، المتمثل بمنظومة الصواريخ او الطائرات الايرانية بدون طيار المتمركزة في سوريا.

واشار موقع الـ”ار تي” الروسي نقلا عن وكالة نوفوستي ان السفير الروسي في تل ابيب اناتولي فيكتوروف طمأن اسرائيل الى انه على الجهة المقابلة للحدود مع اسرائيل لن تكون هناك سوى وحدات من الجيش السوري النظامي مضيفا الى ان الاولوية هي لضمان امن اسرائيل، كما اعتبر ان طلب اسرائيل  سحب القوات الايرانية من كافة المناطق السورية غير واقعي في الظروف الحالية، وشدد فيكتوروف على ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاقية فض الاشتباك الموقعة في العام 1974 والمتعلقة بفصل القوات مع انتشار قوات لحفظ السلام تابعة للامم المتحدة على الحدود بين سوريا واسرائيل.

السابق
اعترافات عراقية: التجربة السياسية بعد الاحتلال فشلت
التالي
كهرباء لبنان توضح مسألة «قن الدجاج» داخل المؤسسة