«حزب الله» يضغط لفكّ دعم برّي لجنبلاط وحليفيه جعجع والحريري

هل أنهى"حزب الله" غطاء بري لثلاثي محور "الحريري ـ جنبلاط ـ جعجع"؟

طيلة المناكفات والتجاذبات السياسية حول تشكيل الحكومة المقبلة وما يتضمنه من توزيع الحصص والأحجام للقوى السياسية، كان اللافت خلط الأوراق على صعيد الإصطفافات السياسية  خصوصا مع منح الرئيس نبيه بري الغطاء والدعم الكامل لتكتل “الحريري – جنبلاط – جعجع” بوجه تكتل لبنان القوي – حزب الله” وإن كان بشكل سري.

دعم الرئيس بري لهذا المحور شكل إزعاجا كبيرا لـ “حزب الله” خصوصا في ظلّ تمترس جنبلاط بمطالبه وإصراره على كافة الحصة الدرزية  في الحكومة وعدم الموافقة على فرض شراكة النائب طلال ارسلان عليه من قبل “التيار الوطني الحرّ” وفتحه بالتالي النار داخليا على العهد،  وخارجيا بفتح جبهات شرسة على النظام السوري التي فجرتها أحداث السويداء، وبالتالي موقف بري هذا ومساندته جنبلاط سبب إنزعاجا كبيرا لدى “حزب الله” ولعل هذا ما يفسر الحملة في مواقع التواصل على برّي من قبل أنصار الحزب.  خصوصا في ظلّ ما ينقل عن الرئيس المكلف بأنه لن يقبل أن يُهزم وليد جنبلاط، وليس بمفرده في هذا الإتجاه، في اشارة الى الرئيس بري، وهو ما تؤكده مصادر نيابية اشتراكية.

ومن الطبيعي أن لا يتقبل “حزب الله” في “حرب الأحجام” خروج برّي من كنفه وهو ليس بأمر جديد، ويرى المراقبون أن عدم مساندة الرئيس بري لحليفه الشيعي في معركته السياسية لمسه منذ البداية وكان أحد الأسباب لدفع النائب جميل السيد لشن حملة عليه وإتهامه بالإهمال وسوء الأوضاع في البقاع، ومن ثم “ليّ ذراع” بري من خلال  فرض إستقبال باسيل في عين التينة بعد إنقطاع دام أشهر بعد فيديو “محمرش” الذي نعت فيه باسيل بري بـ “البلطجي”.

مصدر مطلع خاص بـ “جنوبية” أكّد أن موقف برّي كـ «شريك خفي» لثلاثي “الحريري ـ جنبلاط ـ جعجع”  تغيّر بعد لقائه باسيل منذ يومين بضغط سوري وهو ما ترجم عبر اللقاء نفسه، وبنفي باسيل عبر الـ “او تي في” ما ورد في جريدة “الأنباء الكويتية” في العدد الصادر اليوم (الخميس)  من معلومات عن ابلاغ بري لباسيل أثناء لقائهما عن دعمه مطالب رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع، وبحسب الصحيفة بري ابلغ زواره بأنه “ليس وسيطا، ولكنه أحب أن يبادر بنقل الايجابيات التي يمكن ان تقرب بين المواقف”. إلا أن باسيل أكّد أن البحث مع بري لم يتم التطرق فيه الى الحصص الوزارية، إنما كان محصوراً بما تم الاتّفاق عليه حول مبدأ وحدة المعيار في التشكيل“.

وأشار المصدر إلى أن “عودة الإصطفافات في البلاد إلى ما كانت عليه فريق ضدّ النظام السوري وآخر يؤيدّه، كما لفت إلى “الهجوم على الرئيس برّي بدأ من قبل النائب جميل السيد بإشارة سورية إنتقاما من بري على خلفية عدم مشاركة “حركة أمل” بالحرب السورية، وعلى عبارة كان قد قالها بري سابقا عام 2011 عن أن النظام السوري سوف يسقط، لذا يعتبر النظام أن بري تخلّف عن مساعدة سوري وبالتالي بدأت الرسالة من السيد وسبقه على ذلك باسيل، وكان واضحا هذا الإستهداف أيضا في الإستحقاق النيابي حيث  تم إضعاف بري بخروج “أمل” بأرقام ضئيلة جدا مقارنة بأرقام “حزب الله”. لافتا إلى أن “النظام  السوري إستشرس أكثر إلى حدّ دفع الفرزلي إلى القيام بوساطة كي يستقبل بري باسيل علما أن الرئيس بري كان رافضا لهذا اللقاء، وهنا يبدو واضحا أين مكامن الخلل الحكومي”.

وختم المصدر “مع احياء الإنقسام السياسي لمعسكري  8 و 14 أذار، تنتظر الساحة الداخلية  تطورات خارجية تؤدي إلى تشكيل الحكومة، وحتى الآن الحريري يصرّ على موقفه بعدم إضعاف وهزيمة جنبلاط”.

إقرأ أيضاً: أزمة صامتة بين الرئاستين وجعجع يردّ بعنف على باسيل

من جهة ثانية،  أكّد المحلل السياسي نوفل ضوّ لـ “جنوبية” أنه “ليس من المراهنين على التباينات بوجهات النظر بين بري و”حزب الله”، مشيرا إلى أنها “عملية توزيع أدوار،  فعندما كان بري يقول ما يقول عن دعمه للحريري وجنبلاط كان ذلك في إطار تفاهم مع الحزب واليوم عندما يقول عكس ذلك يكون أيضا بتفاهم بين الإثنين”.

نوفل ضو

كما رأى أنه  “عمليا لدى “حزب الله” مصلحة بتأخير تشكيل الحكومة، وهو ما يتوقف على الظروف الإقليمية وتحديدا موقف إيران والحزب من التطورات السورية ومحاولة ربطها بالتطورات في الداخل اللبناني من خلال معادلة واضحة هي “في حال ربحنا في الإقليم يترجم هذا الربح في لبنان وفي حال العكس يجري تعويض هذه الخسارة في الداخل اللبناني أيضًا”.

إقرأ أيضاً: مصالحة بري – باسيل تبرد الأجواء بانتظار نتائج اللقاء الثلاثي

ختاما، أكّد ضوّ أن ” ما يسعى إليه “حزب الله” من خلال بري هو عبر إستخدامه كمخرج دستوري وقانوني للمشروع السياسي للحزب وبالتالي الذهاب بعيدا على التباينات بينهما بالرغم من وجودها بين أي فريقين أو شخصين، لكن إستراتيجيا بري و الحزب يلتقيان على الأقل في هذه المرحلة على لعبة “تينيس” لكن في النهاية هناك مشروع واحد ينفذ هو ما يريده حزب الله”.

 

السابق
جنبلاط: كيف تسمح البلدية أن تكس القمامة أمام منزل العلامة طه الولي؟
التالي
العلامة محمد حسين الحاج: نعم… الحشيشة حلال