عن عهد التميمي «المحظوظة» لأنها لم تعتقل في السجون السورية!

بعد خروج المناضلة الفلسطينية عهد التميمي من سجون العدو، برزت في وسائل الاعلام وفي مواقع التواصل مقارنة بين السجون الاسرئيلية ونظيراتها السورية.

بعد ان قضت عقوبة ثمانية اشهر بتهمة صفع جندي اسرائيلي تم الافراج يوم امس الاحد  عن الشابة الفلسطينية عهد التميمي، كما اطلق سراح والدتها ناريمان  في اليوم ذاته وذلك بعد ان القي القبض عليها بتهمة تصوير ابنتها عهد وهي تصفع الجندي امام منزلها الواقع في قرية النبي صالح.

ويذكر ان تميمي في آذار 2018 حكمت عليها سلطات العدو بالسجن بسبب اتهامها بأربع تهم، وحظيت محاكمة الفتاة التي اصبحت رمزاً للمقاومة الفلسطينية وهي في السادسة عشر من عمرها لدى اعتقالها بتغطية اعلامية واسعة حيث حيّى الرئيس الفلسطيني محمود عباس شخصياً شجاعة هذه الفتاة.

هذا وعمد بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي الى المقارنة بين السجون الاسرائيلية التي تخضع للقوانين الدولية، وبين التعذيب والقتل في السجون السورية قائلين ان عهد التميمي محظوظة لانها لم تعتقل في السجون السورية والا كان نصيبها القتل والتعذيب والاغتصاب، خصوصا مع الاعلان أمس،عن قائمة سلمتها مخابرات النظام السوري الى دوائر النفوس تتضمن اسماء الذين قضوا بالسجون السورية،وهم بمعظمهم شباب يعدّون بالآلاف.

وقد احدثت هذه القائمة صدمة عامة، وهي لم تقنع الرأي العام العربي والعالمي بأن سبب موت هؤلاء الشباب هو “الوفاة الطبيعية” كما جاء في تقرير القائمة، وعزا الناشطون موتهم الى قرار من أمن النظام  بإعدامهم وقتلهم تحت التعذيب.

رئيس جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية علي ابو دهن أكد  لـ”جنوبية” أن ” السجون السورية ليس لها مقارنة في العالم بأكمله كظلم وإبادة جماعية وقساوة على المعتقلين”. مضيفاً ” مع الاسف الشديد اصبحنا نقارن بين وطن عدو لنا كإسرائيل، حيث وجدنا المعاملة فيه افضل”، مضيفاً “الاسير اللبناني المحرّر سمير القنطار الذي استشهد بعد خروجه، هو خرج من السجون الاسرائيلية بعد ان نال فيها شهادة جامعية عدا عن انه تزوج وهو في السجن، بينما نحن الذين اعتقلنا في السجون السورية لمدة 13 سنة تم منع اهلنا من الزيارات عدا عن المسجونين الذين لم يُعرف حتى اليوم مصيرهم”.

وأكد ابو دهن “أننا كلبنانيين مازلنا بإنتظار معتقلينا وسجنائنا، ومع الاسف الشديد ان معظم السياسيين اللبنانيين وحتى رئيس الوزراء باركوا خروج تميمي من السجن دون الاكتراث لمصير معتقلينا وسجنائنا الموجودين في السجون السورية“.

وأضاف ابو دهن ” على الرغم من انني خرجت منذ 18 سنة من السجن ولكن جرحي مازال ينزف على الرفاق المعتقلين بالسجون السورية إلى اليوم”.

واكد انه ” مع الاسف الشديد ان الاسرائليين اعادوا جثامين بعض المعتقلين للمقاومة اللبنانية بغض النظر عن المقابل، ونحن لا احد ينظر الينا”.

وفي الختام أكد رئيس جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية علي ابو دهن أن “منذ حوالي اسبوع حزب الله طالب جبهة النصرة السورية بثلاث مقاتلين اسرى له، أما نحن فلدينا معتقلين داخل سوريا لا أحد يطالب بهم”.

إقرأ أيضاً: خمسمائة فلسطيني معتقل يعلن النظام السوري عن موتهم

ومن جهته أكد الباحث والمحلل السياسي ومدير جمعية “هيا بنا” الأستاذ لقمان سليم لـ “جنوبية” انه ” لو كنت مكان عهد التميمي لفضلت البقاء في السجن تضامناً مع المعتقلين في سجون الاسد”.

لقمان سليم

مضيفاً ” ان ترتضي عهد التميمي بهذا الكم من الاحتفاء بشخصها عن حسن نية أو عن سوء نية، هو تمويه على ما يرتكب من ارتكابات في سجون العربية ولا اعني فقط سجون آل اسد بل السجون العربية كلها”.

إقرأ أيضاً: مبارك لعهد التميمي أنها كانت سجينة العدو

سليم أضاف، “ولذلك فانه على المستوى الشخصي لا أشعر بأي تضامن مع هذه المراهقة ولا بأي انحياز للمراهقين من الشيوخ ومن الشيخات ولا اشعر بأي تضامن مع الذين يرفعون لواء قضيتهم”.

وفي الختام اكد الباحث والمحلل السياسي ومدير جمعية “هيا بنا” الأستاذ لقمان سليم انه ” إذا كانت عهد تريد ان تكون وفية لما عانته في السجون الاسرائيلية فعليها ان تنظر إلى ما يجري حولها وإلا فهذا النوع من الانانية الفلسطينية فهو يعتبر نوعا من الفلكلور لا اكثر ولا اقل، وهذه المراهقة هي آخر تعبيرات هذا الفلكلور”.

السابق
شقيق الموقوف كيلو: شقيقي ليس مناصراً للأسير
التالي
حكومة الأكثرية تدغدغ احلام «حزب الله» وباسيل