حكومة الأكثرية تدغدغ احلام «حزب الله» وباسيل

سعد الحريري سمير جعجع جبران باسيل
هل تؤدي الضغوطات الى تيئيس الرئيس سعد الحريري والذهاب نحو «حكومة أكثرية»؟

على رغم العثرات والعقد التي تعيق الولادة الحكومية ، واللاءات التي يضعها تكتّل “لبنان القوي” الذي يتزعمه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في وجه مطالب القوى السياسية الأخرى، أكّد الرئيس المكلف سعد الحريري مرارا وتكرارا حرصه على الوصول إلى حكومة” وحدة وطنية” بمشاركة جميع الافرقاء وهو ما ينادي به كذلك رئيس الجمهورية ميشال عون . إلا أن المستغرب المواقف التي أطلقها  باسيل أمس (الأحد) رافعا سقف التهديد بوجه من يعنيه الأمر، ومن بلدة اليمونة البقاعية  قال “لا تدفعونا إلى تشكيل حكومة اكثرية”، وهو الموقف الذي سبقه عليه نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي  وهو ما يحمل في طياته دلالة عدّة بنظر المراقبين.

إقرأ ايضًا: لا تقدّم بعملية تأليف الحكومة وباسيل: لا تدفعونا إلى حكومة اكثرية!

وكان الجديد ايضا تغيير قاعدة البحث في عملية التأليف، تحت عنوان توحيد المعايير، إذ إتهم باسيل الحريري “باعتماد الاستنسابية وليس المعايير المحددة “، ويبدو أنها معزوفة  جديدة بدأ معظم الفرقاء السياسيين العزف عليها، بدءاً من “التيار الوطني” إلى الثنائي الشيعي، إذ توجه رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد إلى الرئيس الحريري أمس ، داعياً اياه إلى اعتماد معيار واحد حتى يُبرّر للرأي العام ولكل القوي السياسية لماذا نحيت من جهة ولماذا مثلت بهذا المقدار من جهة أخرى؟ ملوحا بحجب الثقة .

يرى مراقبون، ان حكومة الأكثرية حلم يدغدغ “حزب الله” و”التيار الوطني” المفتوحة شهيتهما للسلطة، خصوصا بعد ان خولهما القانون النسبي حصد مقاعد نيابية لم يحلما بها والفريق الممانع، لذلك فان التوجه يبدو هو احراج الرئيس الكلّف للذهاب نحو حكومة أكثرية إما من خلال عدم تمثيل “القوات اللبنانية” وحزب “التقدمي الإشتراكي” أو القبول بشروطهم عبر تحجيمهما وذلك بعد صرف الطرف الممانع النظر عن توزير السنة من خارج “كتلة المستقبل”.

مصدر متابع إستبعد في حديث لـ “جنوبية” “تشكيل حكومة أمر واقع طالما رئيس الحكومة رافضا لذلك، إضافة لوجود توازنات لا يستطيع أحد تخطيها”. ورأى أنه ” ليست أولّ مرة يلوح  فيها باسيل بحكومة أكثرية وهو نوع من الضغط والتخويف لتحسين شروط التفاوض”. مشيرا إلى أن الأخير ” يدرك تماما أن لا حكومة في المدى المنظور، والظروف الإقليمية لا تسمح بذلك”.

إلى ذلك إستبعد المصدر” الذهاب نحو حكومة أمر واقع دون  تمثيل القوات والحزب التقدمي، وقال “حتى الساعة الرئيس الحريري رافضا لهذا الطرح ولن يرضخ لهذه الضغوطات، مشيرا إلى أن “هناك جملة معطيات تحاول التدخل في التأليف أبرزها موضوع العلاقات اللبنانية – السورية إلا أن الحريري يرفض ذلك، وهذا ما يعرقل التأليف إلّا إذا وجد الرئيس المكلف نفسه أمام خيارين أحلاهما مرّ، وبالتالي تقديم تنازلات تحت ضغوط سياسية وإقتصادية”. لافتا “عندها لن تكون النتائج مضمونة لأن الصراع في الحكومة اليوم هو صراع أثلاث وبعد عملية التأليف من يضمن للحريري بلحظة تصعيد إقليمية أن يقدم هؤلاء إستقالتهم ويتكرر بذلك سيناريو 2010 “.

وختم المصدر بالتأكيد أن “الموضوع الإقليمي هو الذي يتحكم بعملية التشكيل وهو الذي يؤخر ولادتها”.

وإستغرب شارل جبور رئيس جهاز الاعلام والتواصل في ”القوات اللبنانية ” قول باسيل لا تدفعونا تشكيل حكومة أكثرية، وفي حديث لـ “جنوبية”  قال إن “مردّ الإستغراب أن مسألة من هذا النوع ليس بيد باسيل، فهو يستطيع أن يدعو أو أن يقترح، ولكن أن يقولها بهذا الشكل فكأنه يقول ان مفاتيح التأليف بيده، وكأنه يقول أن أمامكم فرصة أخيرة لتعدلوا قبل أن يقرر الذهاب إلى هذا الخيار” أي أنه يلوّح عمليّا ويهدد القوى السياسية الأخرى بشكل واضح إما الإلتزام بشروطه أو أن يذهب مضطرا نحو “حكومة أكثرية”.

وأكّد جبور “مسألة تأليف الحكومة ليست بيده إنما هي من صلاحيات الرئيس المكلّف بالتشاور مع رئيس الجمهورية، والرئيس الحريري أكد مرارا وتكرارا أنه مع حكومة وحدة وطنية وانه يرفض الذهاب إلى “حكومة أمر واقع” وهو ما يريده باسيل والمقصود فيه إستبعاد “القوات اللبنانية” و”الحزب الإشتراكي” عن الحكومة”، وتابع “هذه الخطوة ليست في محلها لأنه لا يمكن إستبعاد هذين الطرفين تحديدا بسبب ما أفرزته الإنتخابات النيابية من نتائج وما أظهرته من حيثية كبيرة للقوات”، مؤكدا” كلاما من هذا النوع لا يصرف في أي مكان وهو غير قادر على تنفيذه وترجمته لأن هذه المسألة تتوقف أيضًا على رئيس الحكومة بشكل فعال وأساسي، وهو ليس بهذا الوارد لا من قريب ولا من بعيد”.

إقرأ ايضًا: أزمة تأليف الحكومة: القوات والاشتراكي يتصديان لاطماع باسيل

وأشار جبّور إلى انه “عندما نتكلم عن أكثرية وأقلية يفترض أن تكون الإنتخابات قد خيطت على هذه القاعدة، علما أن الإنتخابات لم تجرِ على قاعدة موالاة ومعارضة إنما على قاعدة متشابكة ومتداخلة”. مضيفا “لا يمكن الحديث عن حكومة أكثرية وأقلية طالما أنه لا وجود لمعيار محدد، لافتا “فإذا كان المعيار منهم ضدّ العهد ومن معه، فإننا طرف أساسي بدعم العهد وإنتخابه وإيصاله ونحن شركاء اساسيين في التسوية، ونحن في صميم الموالاة ومن ركائز هذه المرحلة، إلا إن كان المقصود أن الوزير باسيل لا يريد أن يكون في الحكومة، عندها هذا قراره ولا بأس أن تكون من دونه وقد تكون تجربة جيّدة “.

ختاما، وفيما يتعلّق بالدعوات لإعتماد معايير موحدة لتأليف الحكومة، دعا جبور”المسؤولين المقريبين من باسيل الذين يتكلمون عن المعايير الموحدة للتأليف، أن يحدودها بشكل واضح، مشددا “نحن في القوات لدينا كامل الإستعداد أن نلتزم  بالمعيار الذي سوف يتم تحديده”، مشيرا إلى أن “باسيل قال قبل أيام إنه مع معيار النسبية الذي اتبع في الإنتخابات النيابية، والقوات أيّدت هذا المعيار الذي أعطاها بحسب تقديراتهم 31% علما أن حساباتنا القوات نالت 37% ، وحتى إن كانت النسبة 31 % فهذا يعني ثلث المسحيين أي ثلث المقاعد الـ 15، ونتمثل بالتالي بـ 5 وزاراء، وأضاف”فليعتمد المعيار الذي يريد ونحن لدينا كامل الإستعداد للسير به”.

السابق
عن عهد التميمي «المحظوظة» لأنها لم تعتقل في السجون السورية!
التالي
بعد الهبوط الحاد في عملتها: هل تتراجع إيران أم تصمد؟