بعد الهبوط الحاد في عملتها: هل تتراجع إيران أم تصمد؟

الوضع مأساوي في إيران سواء من الناحية الإقتصادية او من الناحية السياسية وتشدد النظام تجاه المعارضة، مع رفض النظام اطلاق سراح المعارضين السياسيين.

جاء تضارب المعلومات حول وضع كل من المعارضين الايرانيين الكبيرين مهدي كروبي  وميرحسين موسوي منذ العام 2011  بسبب قيادة احتجاجات عام 2009، ليؤكد حجم التوتر الداخلي اضافة الى الانهيارالكبير للعملة الإيرانية امام الدولار حيث وصل الى 110 آلاف ريال حتى يوم امس الاحد. رغم ان القرارات الأميركية بمعاقبة طهران اقتصاديا لم تدخل حيّز التنفيذ بعد. وستبدأ في آب، وستكون ذروتها في الرابع من تشرين الاول، حيث ستعاقب الولايات المتحدة كل من يتعامل مع إيران في مجالي النفط والغاز.

إقرأ ايضا: ايران والعالم العربي (5): أحلام طهران التوسعيّة

وفي اتصال مع الاعلامي والمحلل السياسي، قاسم قصير، أكد لـ”جنوبية”: “هذا الحدث ليس بجديد، وهو مستمر، وهناك جهود متواصلة للحكومة الايرانية لوقف هذا التدهور، فكل فترة من الزمن يتحرك سوق العملات، انها معركة قديمة لا علاقة له بالتهديد بوقف استيراد النفط او بالموضوع الخارجي، في محاولة لسحب الدولار، الذي يوجب رفع الأسعار، مما يؤدي الى تضخّم هائل. علما ان المواد الاساسية مدعومة من السلطة، اضافة الى المواد الصناعية”. فـ”المسؤولين الايرانيين يسعون الى تخفيف الضغوط، وهي مرتبطة بالضغط السعودي– الاماراتي، فيما يخص موضوع اليمن المرتبط بأهل اليمن وحدهم”.

ويضيف ردا على سؤال قائلا “خلال 30 سنة، كل الضغوطات مورست على إيران، ولم تتراجع، علما ان أية تسوية ستأخذ مصلحة انصار الله والحوثيين بعين الاعتبار، ولن يتخلى الإيرانيون عن حلفائهم، وسيحتفظون بموقعهم، ولن يتراجعوا تحت الضغط. وكان ترامب قد صرح انه ينتظر اتصالا من  الرئيس روحاني، لكن الايرانيون أكدوا إنهم لن يتصلوا بترامب”.

و”في معلومات غير رسمية، اشارت الى ان بورصة دبي تتعرض اليوم الى الانهيار، مما يعني انه كما انتم تضغطون يمكننا ان نضغط نحن ايضا. واوراق الضغط متبادلة بين إيران وأميركا وترتبط بأوراق المواجهة، وهم ليسوا أبناء اليوم، بل هم أقوى من السابق. وفي حال تمت التسوية، فلن تخسر إيران، بل ستدخل عملية الإعمار”.

توفيق شومان

من جهة ثانية، اعتبر المحلل السياسي، الاعلامي توفيق شومان “ان تدنيّ العملة الإيرانية مرتبط بمنظومة العقوبات المفترض ان تأخذ خطاها العملية في الرابع من تشرين الاول، وقبلا كان هناك مظاهرات بسبب عدم تطبيق مفاعيل الإتفاق النووي، مما كان يمهّد للانفتاح على المجتمع الدولي اقتصاديا، ولكن إلغاء الاتفاق أدى الى الإنهيار. ونحن الآن أمام مأزق مُشابه، خاصة ان الأميركيين سيعملون على وقف تصدير النفط، وهذا سيأتي ضمن هذه المندرجات خاصة ان 65% هي صادرات نفطية. ونقطة أخرى ان الاقتصاد الإيراني محاصر منذ العام 1979، ولا ننسى ان أقسى العقوبات كانت نتيجة القرار الاقتصادي تحت رقم 1929 عام 2010، فالايرانيون تكيّفوا وعلى ما يبدو انه اقتصاد مرن ويتكيّف مع كل أنواع الحصار”.

وردا على سؤال قال، شومان “الأمر غير مرتبط اطلاقا بالملف النووي، فقبل الانسحاب من الاتفاق النووي شهدت ايران مظاهرات ظلت مستمرة لما بعد الانسحاب. واعتقد ان المظاهرات على صلة بالمفاعيل الاقتصادية، واعتقد ان الامر يتأكد في الرابع من تشرين، حيث انه لتدنيّ العملة مفاعيل داخلية. ولكن القاعدة الاساس التي يتم النظر إليها هو ان الاقتصاد الايراني اقتصاد محافظ، ومع ذلك استطاع طيلة 40 سنة الصمود”.

إقرأ أيضا: المعارضة السورية المدعومة من واشنطن تنتفض عليها!

“ولكن لننظر لما بعد تشرين المقبل، فالعقوبات لم تلغ بالاصل، لكنها كانت مجرد وعود حركت الدورة الاقتصادية، مما رفع قيمة العملة، واليوم يؤدي انفضاض العقود الى التخفيف من قيمة العملة، فالعقوبات جاءت عام 2010 بقرار دولي رقمه 1929، ولكن العقوبات اليوم أميركية فقط. ومجرد ان يهدد ترامب، فان ذلك يؤدي الى توتر بالعلاقات الاقتصادية”.

وختاما، من يحميّ الأقتصاد الإيراني من الانهيار: الاجراءات الداخلية أم السياسة الخارجية، التي يفترض ان تتجنب المسّ بما يطال مصالح واشنطن وحلفائها في المنطقة؟

 

السابق
حكومة الأكثرية تدغدغ احلام «حزب الله» وباسيل
التالي
الإعتداء على المرشح في البقاع محمد الحاج سليمان.. رسالة موجّهة لمن؟