صفقة الـ15 عاما بين «حماس وإسرائيل» على غرار 1701 اللبناني؟

تتحضر الأمم المتحدة ومصر لتقديم مبادرة خفض التوتر في غزة. خاصة أن بنيامين نتنياهو صرح لأعضاء "الكابنيت" إن ثمة صفقة يتم إعدادها. وأن المبادرة وصلت إلى مرحلة متقدمة من المفاوضات بين الأمم المتحدة ومصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية وحماس.

وتتضمن المبادرة إعادة تأهيل قطاع غزة وعودة السلطة إليها، ووقف إطلاق النار الكامل. وكان المنسّق الدولي الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، قد زار قطاع غزة، مرات عدة، الذي يشهد حالة غليان منذ 4 أشهر، حيث التقى اسماعيل هنيّة.

إقرأ ايضا: ماذا يعني تهديد السلطة الفلسطينية وقف «التنسيق الأمني مع اسرائيل»؟

وفي اتصال مع، عضو المجلس الثوري في حركة فتح، المحلل السياسي، جمال أشمر، حول المبادرة المصرية الأمميّة، قال لـ”جنوبية” إن “هناك إحياء” للتحرك المصري حول ما تم الاتفاق عليه سابقا. فكل بنود المصالحة هي بنود سابقة، وفي كل مرحلة تفرض الأحداث نفسها. ولكن رغم الاتفاق وعودة الدكتور رامي الحمدلله لم تتم المصالحة. واليوم يتحرك المصريون لاحياء المبادرة والتفاهم، وقد قدموا مقترحات جديدة، وسيخرج عزام الأحمد الى القاهرة لتبليغ رد فتح على المبادرة”.

فـ”الاجواء الى الآن ايجابية، مع تمسك فتح بتطبيق الاتفاق، وان سلطتها فعلية في غزة حيث ان غزة والضفة سيخضعان للسلطة نفسها، والمسألة لا تزال في اطار النقاش، وهناك رأي ان يتم اعادة الموظفين على مراحل”.

فـ”70% من جماعة فتح هم موظفون في غزة، وهناك توجه لتسجيل موظفي حماس على دفعات بحساب السلطة، والدفعة الأولى تبلغ 20 ألف موظف. والسؤال الاساس انه اذا انتقل موظفو حماس الى سلطة فتح فان الامر يتطلب تمويلا، وبالتالي لا بد من البحث عن جهات مموّلة تؤمن هذه الرواتب، لأن السلطة تعاني حصارا ايضا، فالاونروا أوقفت الدعم، واسرائيل اقتطعت رواتب عوائل الشهداء والأسرى، وبالتالي تبقى المشكلة خاصة بالتمويل”.

و”تمكين السلطة في غزة يجب ان يكون تمكين فعليّ، يعني ان تكون السلطة هي الحاكمة، ونتيجة التجارب، فالأمر غير مشجع، لكن الخيارات قليلة وحجر الزاوية في مواجهة صفقة القرن هو في الوحدة الداخلية الفلسطينية”.

وبخصوص، تقديمات حماس، قال، أشمر ، “اغراءات حماس لم تأت من اطراف داخلية، بل من الوعد بامتداد دولة حماس نحو سيناء، وعندما تقوم غزة على قاعدة الحل الاقتصادي، وتسّهل العودة الى حضن السلطة، تكون قد ساهمت في “صفقة القرن””.

و”يعد الاميركيون حماس انهم سيقيمون مشاريع اقتصادية وموانئ ومنطقة حرة في سيناء، مع توفير فرص عمل، ويرى الاميركيون ان سيناء ستحل المشكلة السياسية من خلال اسقاط فكرة الدولة الفلسطينية واسقاط حق العودة، اضافة الى ان مساحة سيناء تبلغ 17 ألف كلم، وهي مساحة شاسعة”.

وردا على القول، أليست هذه المبادرة استنساخ لإتفاقية اوسلو التي رفضها كثيرون حينها، أكد أشمر، ان “اعادة استنساخ اوسلو في حال تم تطبيقه يبعد فكرة القدس، ويؤكد ما تريده اميركا سواء يهودية الدولة، او يهودية القدس، او تشريع الاستيطان، والسبب هو ادارة ترامب والصراعات العربية التي انهكت العالم العربي”.

في الجهة المقابلة، يقول مصدر فلسطيني اسلامي مطلّع، فضّل عدم الكشف عن إسمه، لـ”جنوبية”، ان “هناك موقف اميركي- إسرائيلي- عربي يسعى لاخراج موضوع غزة من البؤس، ويرون انه طالما هناك بؤس هناك مقاومة ومظاهرات، ويحاولون ادخال المنطقة في حالة رخاء، كما هو حال الضفة الغربية”.

و”مصر عرّابة الإتفاق، ترتب القضية مع حماس، حيث ستعقد مصر اتفاقا مع حماس حول غزة على صعيد الميناء، والمرافئ، والموانئ، وفرص العمل للشباب، مما يخفف المقاومة. وقد خلصوا الى نتيجة ان الحصار والضغط لن يؤديا الى أية نتيجة”.

إقرأ ايضا: حماس والجهاد… من رحم الإخوان المسلمين الى ايران

اما “المقابل الذي ستحصل عليه غزة وحماس، فهو فتح المعابر واعادة الاعمار والبنى التحتية والمطار مقابل التهدئة لمدة 15 سنة، والمثال هو ما جرى في لبنان بعد عام 2006 فيما يخصّ الـ1701. والممّول كما نعرف هم الأنظمة العربية، الا ان اللافت ان “ابو مازن” الذي كان مستعجلا على الاتفاق بات اليوم يتمهّله”.

فهل يسود الهدوء جنوب فلسطين المحتلة كما ساد جنوب لبنان منذ العام 2006؟ وهل ان (1701) فلسطيني ستشهد غزة قريبا؟

 

السابق
بعد اعلان الرياض: الـ«ناتو العربي»ضد إيران يبصر النور قريبا
التالي
الرياشي في «ملتقى فنجان قهوة»: الإعلام لا يتحمل مسؤولية المساس بالعيش المشترك