عن «حزب الله» وسنّة لبنان

حول كتاب «حزب الله وسنّة لبنان.. والمصارحة الكبرى»، شاركت مساء الخميس في 26 تموز في ندوة في طرابلس، مع الدكتور مصطفى علوش والدكتور خلدون الشريف، حول كتاب الدكتور مازن شندب عن حزب الله وسنة لبنان، وهذا نص مداخلتي ثم تحدث قاسم قصير فتناول مضمون الكتاب، معتبرا انه يطرح العديد من القضايا الاشكالية.

وقدّم بعض الملاحظات مركزا على التقييم المباشر، فمن الناحية المنهجية اشار الى ان في الكتاب نصوصا تبدو كأنها كتبت قبل اجراء الانتخابات، وهي اقرب الى النصوص الاستشرافية وتحمل توقعات واستنتاجات بعضها جاء دقيقا وصحيحا والبعض الاخر قد لا يكون متناسبا الا انه مهم للكاتب انه استشرف ناتجا مهما من الانتخابات النيابية.

إقرأ ايضا: قاسم قصير: تضخيم للدور الايراني في اليمن

وفي النصوص المتعلقة بحزب الله معظم التعليقات التي قدمت، تعبر عن وجهة نظر المعلقين او المختلفين معه، ولم يتم الاستناد الا قليلا الى آراء ومعطيات من هم في اجواء الحزب او المعبرين عن رؤيته رغم ان المؤلف استعان ببعض مواقف الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله.

واعتبر قاسم ان العنوان يوحي كانه يركز على الاشكالات التي تضمنتها العلاقة بين السنة والشيعة ومستقبلهما وفي الحديث عن سنة لبنان لم يتم الاشارة الى القوى الاسلامية بمختلف اتجاهاتها فغاب الحديث عن هذه القوى كالجماعة والوسطيين وهم يشكلون قوى مهمة في الساحة اللبنانية، ويعبرون ايضا عن السنّة في حين ان الكتاب ركز على شخصيات وقوى شخصية وسياسية خصوصا تيار المستقبل والرئيس ميقاتي والوزير ريفي الى جانب مقاربات سياسية سريعة لبعض الشخصيات التي توضع ضمن محور حزب الله او غيره.

اضاف قصير: ان السنّة في لبنان هم اهل العروبة واهل المقاومة واهل فلسطين والشيعة منذ 1923 رموز الثورة ضد الانكليز كانوا دائما مع السنّة مع عبد الناصر وفلسطين ولم يكن هناك اصلا اشكالية سنية شيعية او اشكالية حزب الله. فبرأي هناك اشكال سياسي يختلف مع حزب الله وليست سنة وشيعة. وتناول قصير بعض الاستنتاجات الواردة في الكتاب وعلاقة حزب الله مع نواب سنة ورؤية الحزب المستقبلية ودور الحزب في سوريا، مذكرا ان ولاية الفقيه ليست مذهبا بل هي اجتهاد لعالم شيعي وثمة خلاف شيعي حولها.

كما اشار الى ما في الكتاب من قراءات لنتائج الانتخابات في مناطق لبنانية عدة ، وما ورد من كلام عن المعارضة الشيعية، معتبرا ان هذه المسالة بحاجة الى نقاش لان هذه الفئة فشلت فشلا ذريعا فلم يكن لديهم شعبية تذكر ونتائجهم تحتاج الى نقد فهم لم ينجحوا في اثبات حضورهم رغم ان القانون النسبي يتيح لاي شخص ان يتمثل اذا كان لديه حضور شعبي.

وتطرق الى علاقة حزب الله مع حلفائه السنة منوها بان هؤلاء الحلفاء دفعوا ثمن التطورات التي حصلت في لبنان منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري وصولا الى الازمة السورية، وبسبب القانون الاكثري الذي يحرم اي مرشح لديه كتلة ناخبة اكبر، وان اصرار الحزب على نجاحهم لانه كان يريد ان يلعب حلفاءه الدور. وهم يملكون حيثية شعبية وهم ليسوا سنة حزب الله بل سنة حقيقييون ومن هنا ليس هناك من ازمة مع حزب الله في هذا المجال بل مع فريق سنيّ.

كما تمكنت هذه الشخصيات من الحفاظ على دورها وحضورها في اصعب الظروف الداخلية اللبنانية ولذا فلا اظن ان عدم تبنيها لمواقف حزب الله بشكل صريح هو الاساس في استعادة شعبيتها بل لان لها وجودا حقيقيا ناتجا عن دورها السياسي وتراثها كال كرامي وسعد وغيرهم . ولقد كان حزب الله حريصا على العلاقة مع هذه الاطراف كما لم يعد المستقبل يحتكر الساحة السنية.

وتابع قصير قائلا: هل صحيح ان حزب الله يريد سنة لبنان لنفسه، حزب الله ليس محكوما بسنة لبنان فهو تدرج في الدولة فقد كان يرفض النظام قبل اتفاق الطائف وبعده دخل النظام لم يكن يريد الحكومة وبعد اغتيال الرئيس الحريري وانسحاب السوريين دخل الحكومة، واستراتيجية حزب الله تطورت وفقا لتطور المتغيرات مع حفاظه على موضوع المقاومة، وانا براي ليست هناك ازمة بين حزب الله والسنة، هناك خلاف سياسي يتمظهر بطابع مذهبي والدليل على ذلك ان علاقة حزب الله بتيار المستقبل منذ وصول تمام سلام الى اليوم هي افضل علاقة سياسية، واقول لكم بصراحة انه ليس لحزب الله مرشح لرئاسة لحكومة الا الرئيس سعد الحريري، وان التنسيق بين حزب الله والمستقبل قائم، وان المشكلة مع الرئيس ميقاتي اصعب منها مع الرئيس سعد الحريري وانهم يفضلون الرئيس الحريري على اي شخصية سنية اخرى. اذا ليس من مشكلة سنية بل مشكلة سياسية.

إقرأ ايضا: قاسم قصير: الدولة المدنية مفهوم بدأ ينتشر في الفكر الاسلامي

وثمة مشكلة حصلت في لبنان اخذت طابعا معينا نحن اليوم بحاجة الى مراجعة كبرى عند السنة وعند الشيعة لاننا بحاجة الى علاقة استراتيجية تواجه ازمات المنطقة فنخرج من الجانب المذهبي والتفصيلي فهناك متغيرات في المنطقة بعد سنوات الحرب السورية وبعد ما يحصل الحاجة هي لمصارحة وللعودة الى خيار الوحدة.

السابق
قضية الأكراد.. هل واشنطن على استعداد للخروج من سوريا؟
التالي
النائب بولا يعقوبيان: التوافق السياسي المعتاد بات ناضجا