مجزرة السويداء: عندما تدفع الأقلية الدرزية ثمن قرارها المستقل

دروز السويداء
تكشفت تفاصيل سياسية تحيط بالمجزرة الارهابية في السويداء التي بلغ عدد ضحاياها 285 شهيدا، وكان اللافت المواقف المنددة التي اطلقها دروز لبنان والحزب الاشتراكي والحزب الديموقراطي اللبناني.

في الوقت الذي تشيع فيه السويداء السورية اليوم ضحايا المجزرة التي وقعت امس الاول، رفض مشايخ الدروز في المحافظة استقبال وفدا رسميا تابعا للنظام السوري وعلى رأسهم محافظ المدينة، مع تحميل مسؤولية الهجمات الارهابية الى الدولة السورية من خلال تقصيرها المشبوه.

وزير الصحة السابق وائل ابو فاعور وفي اتصال لـ”جنوبية” ادان المجزرة التي تعرض لها دروز السويداء، وقال” الامر المستغرب هو دخول داعش والتنظيمات الارهابية الى داخل المدينة وقيامهم بتلك التفجيرات”، وهو ما اكد عليه بالامس رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط بإدانته المجزرة وتحميله النظام السوري مسؤوليتها، واعلانه اليوم صراحة دعمه من بلدة عبيه لدروز السويداء.

وائل أبو فاعور

اقرأ أيضاً: مجزرة داعش في السويداء تدفع الدروز للتشبّث أكثر بالنظام

وتشير المعطيات التي يتداولها المراقبون الى وقوف روسيا ومن خلفها النظام السوري وراء عمليات التفجير، ربطا بمجموعة تساؤلات منها كيفية تمكّن التنظيم الارهابي من اختراق المدينة بمواكب مدججة بالسلاح، وتهديدات سابقة من خلال وضع المشايخ الدروز امام خيارين فإما الالتحاق بالجيش السوري للقتال في ادلب او اغراق محافظتهم بالدم، وهل فعلا من دافع عن السويداء هم “رجال الكرامة” من اهلها؟

وكانت مصادر مطلعة اكدت لـ”جنوبية” سحب” ايران وحزب الله للاسلحة الثقيلة التي كانت تحمي المدينة من هجمات داعش التي تبعد عنها مسافة 10 كلم فقط، في تواطأ واضح لتمكين التنظيم الارهابي من تنفيذ اعتداءاته، انتقاما لمواقف سياسية مناوئة للنظام السوري”.

الدكتور في العلاقات الدولية الخارجية والمحلل السياسي خالد العزي رأى ان “مجزرة السويداء تحمل في طياتها خطة تركيبة ديموغرافية جديدة وترهيب الشعب السوري، وهي كعمل اجرامي من قبل داعش ليست بالامر المستغرب، ولكن الغريب فيها انها جاءت بعد تصريحات من قبل النظام السوري بالقضاء على داعش، والجدير ذكره هو ان داعش حاول الدخول الى درعا عن طريق السويداء، وتم اعتراضه من قبل الجيش الحر ومنعه، كما ان داعش نقله النظام بباصات خضراء من الحجر الاسود ومخيم اليرموك الى بادية الشام وهي تبعد عن السويداء مسافة 10 كلم” واضاف” داعش ينفذ مهمات النظام العسكرية فقبل عملية الغوطة قام التنظيم الارهابي بالتمدد في المنطقة المحيطة بها، واطلق نيرانه على العاصمة، وبعدها قام الجيش السوري بعمليته العسكرية بتحرير الغوطة”.

خالد العزي

وفي تفاصيل عملية السويداء الارهابية، قال العزي” الدخول كان من خلال 4 عمليات انتحارية ثم الهجوم على 3 قرى واحتلالها، ووقع عدد كبير من القتلى وصل الى 285 اضافة الى اختفاء عدد كبير من المواطنين، الا ان اللافت تغييب المواجهة والاشتباكات التي دارت بين رجال الكرامة من الدروز وداعش من قبل اعلام الممانعة، ايضا زيارة الوفد الروسي الى السويداء ولقائهم المشايخ ووضعهم امام خيار الالتحاق بصفوف الجيش السوري او اعتبارهم قوة ارهابية، وكان رد المشايخ للوفد باعتبار الروس قوة احتلال”.

واشار العزي الى ان “محافظة السويداء حافظت على حيادها واستقرارها منذ بداية الازمة السورية والموقف اللافت لهم كان امتناعهم عن دخول شبابهم في صفوف الجيش السوري لعدم قتال ابناء بلدهم في سوريا” مضيفا” لم يسمح دروز السويداء بدخول داعش او اي قوات روسية او ايرانية الى مناطقهم، واعطى دور للعميد عصام زهر الدين ويتم نقله بالمظليات لاظهار انضواء الدروز في الجيش من جهة وحماية النظام لهم كأقليات من جهة اخرى”

لماذا يذهب النظام الى السويداء اليوم؟

اجاب العزي “دخول النظام الى السويداء هو بهدف تعويمها، وايضا هو يحتاج الى عديد بشري ليسد النقص في الجيش السوري، كما انه اليوم مطلوب من النظام ان يعوم دوره من خلال حمايته للاقليات، ليتمكن من جمع نصف سكان سوريا لتأييده، بعد تهجير نصفهم، والمطلوب ان ترفع الاقليات رايتها البيضاء وتطلب الحماية من النظام”.

اقرأ أيضاً: «المبادرة الروسيّة» تقود التطبيع بين بيروت ودمشق

من جهة اخرى، اشار العزي الى ” وصول النظام السوري الى مبتغاه وتطويع الاقليات، والتجاء دروز السويداء الى طلب الحماية من الدولة السورية، والسيناريو الروسي بتحقيق السيطرة والنصر بالدم يطبق في كل المناطق السورية”.

واكد العزي” انعكاس هذه الرسالة الدموية لاهالي السويداء على لبنان، فإذا لم يتم توزير طلال ارسلان فلن يتم تشكيل الحكومة، وليس خافيا مظاهرا الفتنة اثر اشكال الشويفات الاخير بين الحزب الديموقراطي والحزب الاشتراكي وقد سعى جنبلاط الى امتصاص الموضوع لانه يعرف ما يحاك، ويعلم انه سيدخل في حرب مخابراتية مع النظام السوري، وستدفع ثمنها الاقلية الدرزية”.

السابق
المضائق العربية في خطر.. من هرمز الى المندب
التالي
قتل زوجته في عاليه