«المبادرة الروسيّة» تقود التطبيع بين بيروت ودمشق

وصل أمس موفد الرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف الى بيروت، لاطلاع المسؤولين على المبادرة التي طرحتها موسكو في سبيل ضمان عودة اللاجئين السوريين، حيث إلتقى الرؤساء الثلاثة اضافة الى مسؤولين أمنيّين. فما هي المبادرة التي حملها؟

أبلغ موفد الروسي لبنان رسالة مفادها ان موسكو تتفّهم العبء الذي يتحمّله لبنان جراء النزوح، وأكد انه على المجتمع الدولي ان يدعم هذه المبادرة مالياً، مع توفير العودة الآمنة.

إقرا ايضا: عقوبات أميركية قاسية ضدّ روسيا.. والردّ الروسي لن يتأخر!

وفي اتصال مع مستشار وزير الخارجية اللبناني للشؤون الروسية، النائب السابق أمل أبو زيد، قال لـ”جنوبية” “أساسا المبادرة الروسية واضحة جدا، وهدفها اعادة اللاجئين السوريين، وروسيا تعتبر ان النظام اعاد السيطرة على 13 محافظة، ولا يزال هناك محافظة رقم 14 فقط. لهذا السبب، ان عودة النازحين هو تأكيد على وحدة الأراضي السورية، وهي ضد تجزئة سوريا الى اقاليم، وهذا يؤشر الى ان وحدة الاراضي السورية تحتاج الى عودة النازحين، وقد بدأت تباشير العودة، وقد عاد 1200 نازح حتى الان. والمبادرة تتصل بالموافقة الروسية على السماح للمقاتلين بالعودة عبر مصالحات. والعودة الامنة هو المصطلح استعمله الموفد الروسي، وهو يجعل المبادرة الروسية واضحة”.

ويتابع، أبو زيد، بالقول “بالنسبة للبنان اتفق الاطراف على فيما يخص الصورة الجامعة والمطالبة بعودة النازحين، ولكن هناك فئات كتيار المستقبل والقوات اللبنانية، لا يريدون التنسيق المباشر.

وردا على سؤال قال “بخصوص زيارات اللواء عباس إبراهيم، كان يتم بناء على طلب من رئيس الجمهورية ميشال عون. والرئيس سعد الحريري لم يرفض الأمر، وانما تم تكليف الوزير نهاد المشنوق من قبله كممثل عنه في اللجنة التي ستبحث ملف النازحين”.

وردا على سؤال، قال مستشار وزير الخارجية للشؤون الروسية، انه “بعد مؤتمر هلسنكي بدا واضحا ان المستجدات وصلت الى  خلاصة ان الدولة السورية استعادت السيطرة على معظم الاراضي السورية، وهذا مؤشر الى عودة الحياة الفعلية الى كافة المناطق. والميدان هو الذي يستبق أي إتفاق سياسي، وستقوم اللجان باحصاء عن المناطق التي سيعود إليها النازحون، والمناطق التي تحتاج الى إعادة بناء، وروسيا ستطرح أمر تمويل اعادة الإعمار على مجلس الأمن، ويجب ان تساهم بذلك الدول التي ساهمت في الحرب أيضا”.

وعن كيفية حلّ مشكلة مشاركة الشركات اللبنانية مستقبلا في عملية إعادة الاعمار في ظل المقاطعة الرسمية اللبنانية، قال “اعادة الاعمار سيشارك فيها شركات لبنانية، ولا ننسى اهمية مرفأي طرابلس وبيروت في العملية، لذا يجب تقوية العلاقات السياسية والدبلوماسية الموجودة اصلا”.

وبرأييّ ان “الموضوع حساس جدا، فلسنا بحاجة الى ان نزيد المشاكل الداخلية، لكن لا أحد يمكنه ايقاف العودة ولا المشاركة بالإعمار، ولكن هناك المبادرة الروسية، ونحن كبلد لنا مصلحة بان نرفع العبء الأمني والسياسي والإجتماعي، فيما يتعلق بالنزوح التي سنعمل عليها. وهم يريدون العودة الكريمة، وقد انطلق القطار”.

خالد العزي

في المقابل، يرى، الخبير بالشؤون  الشؤون الروسية الدكتور خالد العزي، انه “قد ينجح أمر المبادرة الروسية في لبنان والاردن ولكن لن تنجح في العودة الى كل المناطق السورية، خاصة في ظل عدم وجود ضمانات رغم ان لبنان قد تلقف المبادرة، ولكن عندما زار مستشار الرئيس سعد الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان موسكو، والتقى ميخائيل بوغدانوف، اكتشف ان الروس قاموا بالمبادرة عمليّا من أجل تطبيع العلاقات مع النظام من الباب الانساني، لكن الروس لن يقدموا خدمات لهذه المبادرة التي تتطلب تمويلا. والدور الروسي هو نوع من بروباغندا اكثر مما هي عملية طبيعية لحل الأزمة، وكل الكلام حول المبادرة هو مجرد كلام. علما ان الامن يتطلب ايضا اعادة اعمار واعادة المؤسسات، ولكن مضمون المبادرة هو فقط لتعويم دور النظام من البوابة اللبنانية، وايضا لتأمين مجندين للنظام”.

إقرأ ايضا: بين الهلال الإيراني والهلال الشيعي…أين أصبحت حدود إيران؟

ويختم العزي، بالقول “لذا سيقول الاوروبيون اننا سنوقف التمويل بسبب العودة، ومبادرة الروس هي لاستباق قمة ترامب بوتين، في تشرين القادم، لكن الفشل الذي ستلاقيه هذه الخطة، هي ان الأمم المتحدة لن تسير بخطة بوتين غير المضمونة”.

فكيف سيكون الحل لهذه القضية التي، الى اليوم لم يتفق اللبنانيون على ان أزمة النزوح تشكل عبئا فوق العادة على لبنان؟

السابق
كشف شبكة دعارة الكترونية في بيروت.. وهذا ما اعترفت به الفتيات
التالي
بشّار… وتطويع الدروز