المدعي العام يفرج عن الناشط عبوشي بعد حجزه في «غرفة الفئران»!

خالد عبوشي
اعتقال الرأي يستمر في لبنان.

بينما كان اللبنانيون يهتفون #ضد_القمع، في ساحة سمير قصير، كان هناك ناشطون جدد يتم استدعاءهم، ليس من مكتب جرائم المعلوماتية، ولكن من مخابرات الجيش اللبناني هذا الجهاز الذي كما يبدو انه اطمأن للوضع الأمني المستتب في لبنان، ليتفرغ لضبط الأمن الفيسبوكي، عسى ولعل يصادف خلية إرهابية مجتمعة بالـ”لايك” والـ”كومنت”، على بوست ينتقد الوزير المدلل في حكومة لبنان!

انتهاك جهاز مخابرات الجيش اللبناني لمواقع التواصل الاجتماعي، ليس جديداً، فالناشطون الذين مثلوا أمامه باتوا كثراً، وإن كان البعض منهم يلتزم سياسة الصمت، فلا يخوض في تفاصيل ما يواجهه بين الجدران الأمنية، تجنباً لاعتقال تعسفي جديد مليء بالضغوطات وغير الضغوطات!

اقرأ أيضاً: #ضد_القمع.. صرخة ضد عودة «الدولة البوليسية» من بوابة «الاستدعاءات»

هذا الانتهاك “مع التشديد على هذه الكلمة”، هو مخالف للقوانين اللبنانية، فالرأي ليس جريمة، والتعبير عنه لا يهدد الأمن، ومهمة المخابرات ليست في متابعة ما يكتبه الناشطون، وهذا ما أكّده سابقاً لـ”جنوبية” وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق الذي قال عند سؤاله عن استدعاء مخابرت الجيش لعدد من الناشطين: “لا يحق لمخابرات الجيش التدخل بما يكتب على مواقع التواصل”، مستثنياً حالة واحدة وهي الإرهاب!

إلا أنّ المداهمات التي ينفذها جهاز المخابرات على البوستات الأمنة، ليست لمكافحة الإرهاب، بل لا نبالغ إن قلنا أنّ هذا الاعتداء على حرية الرأي والتعبير هو الإرهاب بأمّه وأبيه، إرهاب الهدف منه اغتيال حق كل ناشط في محاسبة السلطة والإضاءة على فسادها.

في هذا السياق اخر انجازات المخابرات كان استدعاء الناشط الطرابلسي خالد عبوشي، وهو ابن منطقة الميناء.
عبوشي الذي ينتقد العهد ووزارة الخارجية في منشورات فيسبوكية، تلقى صباح الإثنين اتصالاً يطلب منه الحضور يوم الثلاثاء إلى مخفر القبة، إلا أنّ هذه الزيارة لم تكن قصيرة ولم تنتهِ بفنجان قهوة وإنما استمرت حتى صباح اليوم الخميس 26 تموز.

الناشط الطرابلسي الذي أفرج عنه منذ ساعات قليلة، أكّد في اتصال مع “جنوبية”، أنّ استدعاءَه هو على خلفية منشورات فيسبوكية، وأنّه تم إخلاء سبيله بعدما وقع على تعهدات عديدة بعدم التعرض لا لرئيس الجمهورية ولا لوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، إضافة إلى حذفه مجموعة من المنشورات.

اقرأ أيضاً: من باسيل الى المشنوق: سيرة قمع الناشطين وسجنهم

عبوشي الذي تعرض لدى جهاز المخابرات لكيل من الشتائم والازدراء، يسرد لموقعنا بعض ما واجهه وما سمعه أثناء التحقيق معه وهو معصوب العينين، إذ قال له أحدهم “مين أنت لتجيب سيرة وزير الخارجية؟ مين انتو لتحكوا عنه”.

واصفاً الزنزانة التي وضع فيها أثناء وجوده لدى “الشرطة العسكرية” بأنّها رديفة لزنزانات البعث، فالحشرات والفئران كانت “تسرح وتمرح” حوله!

رحلة عبوشي التي انتقلت من مخابرات الجيش إلى الشرطة العسكرية وصولاً لمخفر الميناء لتنتهيَ اليوم، هي رحلة جديدة من مسلسل القمع الذي بات منهجاً لبنانياً يرفضه الأحرار ويواجهونه بتحركات سلمية ديمقراطية.

السابق
ارسلان يقيم مراسم تقبل التعازي صباح الأحد لشهداء السويداء
التالي
المقترح الروسي لإعادة اللاجئين: غموض في الوسائل والأهداف