حول اللجوئين الفلسطيني والسّوري: لبنان 2017 – 2018 (لاجئون أقلّ لجوءٌ أكثر)…

كتاب
ينطوي كتاب: "لبنان 2017 – 2018 لاجئون أقلّ، لجوء أكثر"، على ملامح أساسية من حيثيات اهتمامات مؤسسة "أُمم للتّوثيق والأبحاث" بموضوع، هو من أشدّ الموضوعات حساسية على الصعيد الإنساني، في الشكل والمضمون، في مناحيه وأوجهه السياسية والاجتماعية والبيئية والاقتصادية... كافة.

وهذا الكتاب الاصدر في طبعته الأولى عن (“أمم للتوثيق والأبحاث 2018”) (الغبيري، بيروت – لبنان) هو من تحرير وإشراف مونيكا بورغمان ولقمان سليم (رئيس “أمم”). هو كتاب يضم المقالات الآتية باللغتين: العربية والإنكليزية، والمرفقة بصور وتوثيقات نصوصيّة متصلة ومتعلّقة بمضامين موضوعاتها: “من أسرار “العائلة اللبنانية المقدّسة” (لبنان: “اللجوء” في ميزان “الطائفية”)؛ “عن عين الحلوة وسواه من حبّات العنقود (ماذا بقي للفلسطينيين من “المخيمات”؟)؛ “التأتأة” لغة اللبنانيون الأُمّ؟ (عن “اللجوء السوري” إلى لبنان وخصومات لبنانية مُستطردة)؛ “لاجئون ومخيّمات أم إرهابيون وأوكار؟ (زلاّت الذاكرة اللبنانية)؛ “أقلّ الفطنة سوء الظن؟ (اللبنانيون ووسواس “التوطين”)؛ “على كل لبناني أن يقتل فلسطينياً (حُرّاس الأرز)”. و”في مديح الولاء المزدوج” (عن اللبنانيين الأرمن وتسمية الأشياء بأسمائها).

اقرأ أيضاً: وفد روسي في لبنان لتنسيق عودة اللاجئين

ولقد تصدَّر الكتاب مقدمة إضافية عن اللجوئين الفلسطيني ثم السوري إلى لبنان، وجاءت تحت العنوان السؤال: “كيف لاجئون أقلّ، ولجوء أكثر؟”.

كتاب لاجئون اقل

ومنها نقتطف: لربما يوحي الإجماع السائد منذ خريف عام 2016 – الإجماع على الشكوى من عبء اللجوء، وشبه السكوت السياسي والاجتماعي عن السلوكات الصريحة في عدائها لـ”اللجوء السوري” بان “اللجوء” ليس، أو لم يعد، بالمسألة الخلافية بين اللبنانيين. قد يصحُّ التصديق بأنه كذلك لو كانت لهذا الإجماع الذي لم يسد طيلة السنوات الماضية مقدمات يركن إليها. أما وأن المقدمات الوحيدة لهذا الإجماع هي ما دخل على ميزان القوى في لبنان من رجحان لفريق سياسي على آخر، وهي التشجيع شبه الرسمي عليه، علاوة على الضائقة الاقتصادية الموصوفة التي يمر بها لبنان والتي لا يجرؤ أحد من أهل العقد والحل على إنكارها، فأقلّ المقتضى أن يحتاط المرء من هذا الإجماع، بل أن يرى فيه تعبيراً إضافياً من تعابير “ثقافة الإنكار” التي تطبع السياسة في لبنان.

استرسالاً في مخاصمة “ثقافة الإنكار” هذه، أطلقت أمم للتوثيق والأبحاث مطلع عام 2017 بدعم من “معهد العلاقات الثقافية الخارجية” برنامجاً توثيقياً بحثياً تحت عنوان “على الرحب والسعة؟ لبنان في لاجئيه”. فإذ يحور الكلام ويدور حتى ما تعلّق الأمر باللاجئين إلى لبنان من فلسطينيين وسوريين وغيرهم على أعداد هؤلاء، وعلى ما ينؤون به من عبء على الكاهل اللبناني، على وجه الحقيقة وعلى وجه المجاز، وعلى ما يفاقمه وجودهم في لبنان من أخطار أمنية وغير ذلك مما تصم به الأذان، يضع هذا البرنامج نصب عينيه أن يرى إلى المواقف اللبنانية من اللجوء ماضياً وحاضراً وإلى ما تستلهمه مواقف الحاضر من مواقف الماضي وما تستحضره لجوء اليوم من أشباح الماضي. ببساطة، أو بما يعادل البساطة، يسعى هذا البرنامج من خلال مجموعة من الأدوات، إلى تسقط اللجوء، بالتفاصيل المملة أحياناً، بوصفه، على ما تقدم، شأناً لبنانياً مقيماً، وقطعة من تاريخ لبناني ماض قدماً.

اقرأ أيضاً: واقع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان عام 2013 في تقرير

وإذا كان التوثيق أداة أمم الأثيرة، فلقد أتاح لها هذا البرنامج في ما أتاح، أن تنظّم أيضاً عدداً من الندوات الحوارية ومن المؤتمرات، كما ان تدلي بدلوها في بئر اللجوء (العميقة) من خلال عدد من النصوص بين دفتي هذه المطبوعة التي تريدها أمم متابعة لنقاش مفتوح ستة منها يسلكها من يتردد في كل منها من صدى للآخر، وما تغمزه من قناة أمور كتبت في كتاب 2017 وتستحق ألا يمر بها مرور الكرام!

السابق
مجزرة السويداء والتلويح بحكومة أكثرية لن يحرج الحريري
التالي
اسرائيل تجتمع مع الضباط السوريين في الجولان…وتسقط السوخوي!