الحريري في بعبدا.. وجرعة تفاؤل جديدة في بحر التأليف

نفى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أي خلاف مع رئيس الجمهورية ميشال عون "، مشيرا الى تفاؤله اكثر من اي وقت مضى بملف تشكيل الحكومة مع تذليل بعض العقبات وذلك بعد لقائه الرئيس عون عصر أمس في القصر الجمهوري .

بعد انقطاع استمر 27 يوماً ، زار الرئيس المكلف سعد الحريري قصر بعبدا، دون حسم ملف التأليف، مثلما تردّد سابقاً، إلا أن هذا لا يعني حدوث إيجابيتين، الاولى  نفي وجود خلاف بين الرئيسين عون والحريري وبحسب الحريري فهذا الخلاف موجود في الإعلام فقط.
والثانية: الاتفاق على عودة التواصل، عبر تكثيف اللقاءات لتكون شبه يومية أو أسبوعية، ما يشير إلى أن كان هناك بأنه كانت هناك غيوم ملبدة بين الرئيسين، ونجحت الزيارة الأخيرة بتبديدها.

ورأت مصادر متابعة لـ “اللواء”، انه على الرغم من الأجواء التفاؤلية التي أشاعها الرئيس الحريري أمس حول إمكانية أن تبصر الحكومة النور  قبل عيد الجيش ، إلا أنه هناك صعوبة في الاتفاق علىال تأليف الحكومة في مدى قصير، وقد يستغرق حلحلة العقد المستعصية على الصعيدين المسيحي والدرزي وقتاً  طويلا إلى ما بعد أو قبل عيد الأضحى .

إقرأ ايضًا: صراع الأحجام مستمرّ والحريري: تشكيل الحكومة بات قريباً

واللافت أن الحريري بعد اللقاء لم يؤكد أو ينفي ان يكون حمل معه إلى بعبدا مسودة تشكيلة حكومية جديدة، علماً انه كان يحمل معه مغلفاً أبيض لدى دخوله إلى مكتب عون، إلا انه إكتفى بالتأكيد على إيجابية الأجواء متسائلا عن أسباب الوقوف فقط عند ما صدر عن الوزير جبران باسيل من انه “نفذ صبره”، لافتاً إلى ان هناك من تحدث عنه بشكل أقسى وأساء أيضاً لرئاسة الحكومة، مثل الكلام الذي قاله اللواء جميل السيّد “الذي يريد ان يعلمني الأخلاق، ولست مضطراً للرد على شخص مثله”.

وبحسب مصادر “النهار” فان  الرئيس المكلف سيقوم بجولة مشاورات واتصالات جديدة وقد باشرها بالفعل فور مغادرته القصر الجمهوري لحل العقدتين الدرزية والمسيحية.
وتحدثت مصادر مطلعة على لقاء الرئيس عون والرئيس المكلف عن اجواء حلحلة ولاسيما في  هاتين العقدتين، اللتين ما زالتا تحتاجان الى بعض الاتصالات التي سيتابعها الحريري. وقالت إن الاجتماع الذي عقد بعد اكثر من شهر من آخر لقاء لهما ساده الارتياح المتبادل وقطع الطريق على اَي تأويلات أو تحليلات عن علاقة متشنجة بين الرئيسين. وفيما يتم التكتم على مضمون المقترحات القديمة أو المتجددة، أشارت المصادر الى امكان تقديم صيغة شبه نهائية غداً اذا اثمرت اتصالات الحريري نتائج إيجابية، مع عدم استبعاد ولادة الحكومة قبل عيد الجيش في الاول من آب.

في المقابل، علم من مصادر “اللقاء الديموقراطي” ان لا جديد في ملف تشكيل الحكومة  أو سعي الرئيس المكلف في لقائه عون الى تثبيت اقتراحه بتمثيل “القوات اللبنانية” بأربع حقائب وكتلة “اللقاء الديمقراطي” المقاعد الدرزية الثلاثة، وان الحلّ ينتظر موافقة الرئيس عون و”التيار الوطني الحر”.

وعلمت “الجمهورية” انّ الحريري حمل الى عون صيغة مُنقّحة للحصص الوزارية بعيدة عن السقوف العالية التي رفعهتا الأطراف، والتي تشكّل في أساسها العقدتان الدرزية وحصة القوات اللبنانية، ومن دون أن تطال الصيَغ السابقة التي قدّمها الحريري عن التمثيل السني.

وبحسب المعلومات فإنّ الزيارة كانت إيجابية، وعون لم يقترح سوى تعديلات محدودة على المسودة التي قدمها الحريري تتعلق بالتمثيل الدرزي، ولفتت المصادر أن العقدة المسيحية ليس من الصعب حلها. مع العلم أنه تم التوافق على القوات  4 حقائب وزارية.

إقرأ ايضًا: اللجنة «الروسية – الاميركية – اللبنانية» تثير خلافا بين عون والحريري

من جهة ثانية بحث الرئيسان في اللقاء أمس في اللجنة الروسية – الأميركية لمعالجة موضوع اللاجئين السوريين، والموقف اللبناني الموحد الذي سيتم ابلاغه الى الوفد الروسي الرفيع المستوى الذي يزور لبنان اليوم، ويضم 13 شخصا، برئاسة الموفد الخاص للرئيس الروسي بوتين الكسندر لافراتييف ويضم ايضا نائب وزير الخارجية سيرغاي بيرشيمين وعددا من الجنرالات والدبلوماسيين المساعدين. والذي سيلتقي الرئيس الحريري بشكل اساسي للبحث معه في تفاصيل تشكيل اللجنة المشتركة وطبيعة عملها وآلية تنفيذ ما يتم التوصل اليه لنقل النازحين الى سوريا تباعا.

 

السابق
مئات الشهداء والجرحى في «هجوم السويداء»
التالي
ارسلان: ظهر الارهاب محمي من إسرائيل