المقترح الروسي لإعادة اللاجئين: غموض في الوسائل والأهداف

فتح المقترح الروسي لإعادة النازحين السوريين الباب امام اسئلة متنوعة ومنها: مدى براءة المقترح الروسي وما هي الطبخة التي يحضر لها بوتين والاسد؟ ومدى واقعية هذه الخطوة في ظل غياب الظروف الميدانية مع وجود دمار وغياب البنى التحتية؟

فرضت المبادرة الروسية حول النازحين السوريين نفسها على المشهد الاول في اجندة الاهتمامات، خصوصاً ان الجانب الروسي يعتقد ان ملف النازحين قد حان الوقت لإقفاله بسبب حجم المعاناة التي يشكله هؤلاء على الدول التي تستضيفهم ومن ضمنهم لبنان، وذلك بحسب ما افادت مصادر ديبلوماسية روسية لصحيفة “الجمهورية”.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت يوم الجمعة الفائت انها ارسلت مقترحاً إلى اميركا بشأن تنظيم عودة اللاجئين وذلك بعد مناقشة الرئيسان بوتين وترامب تلك القضية خلال قمتهما في هلسنكي، الاثنين الماضي.

ومن بين المقترحات التي اعلنتها الوزارة فهي: وضع خطة مشتركة لعودة اللاجئين السوريين إلى المناطق التي كانوا يسكنونها قبل الحرب السورية وخاصة الموجودين في الاردن وفي لبنان، تشكيل مجموعة عمل مشتركة من أجل اعادة اعمار سوريا، بحسب ما اعلن رئيس المركز الوطني لإدارة شؤون الدفاع، الفريق أول ميخائيل ميزينتسيف خلال مؤتمر صحفي.

فيما ربط موقع “ليما تشارلي نيوز” بين المقترح الروسي ومساعي موسكو لـ”شرعنة” حكم الرئيس السوري بشار الأسد.

هذا واشار الموقع إلى أن فتح الحدود بنسبة لكل من بوتين والاسد تعادل إعادة الطابع الشرعي إلى الحكومة السورية، لان الحكومات المحلية ستجد نفسها امام الاعتراف بموقع الاسد وبإعطائه الاستقرار لسوريا.

إقرأ أيضاً: ملف النازحين يتصدّر ولجنة لبنانية – روسية لتنظيم عودتهم الى سوريا

المحلل السياسي حسام النجار في حديث لـ عربي21 رأى ان الغاية الروسية تهدف إلى تثبيت النظام في المواقع التي سيطر عليها، مشيراً إلى روسيا لا يمكن ان تكون ضمانة لعودة النازحين بإعتبارها طرف من النزاع السوري.

أما وزير الدولة اللبناني لشؤون النازحين معين المرعبي فقد لفت في حديث إلى صحيفة “اللواء” إلى ان “ما سمعناه من الجانب الروسي حول عودة السوريين إلى مكان سكنهم مؤشر إلى ان التغيير الديموغرافي الذي كان يحاول الأسد القيام به مع ايران قد فشل”.

مؤكداً ضمانة امن وامان النازحين في بلادهم بإعتبار ان من يتولى عودتهم هما دولتين عالميتين اميركا وروسيا.

هذا وأكدت بعض الوسائل الاعلامية انه لا يوجد ثقة بأن الاوضاع ستكون آمنة في سوريا معتبرين اقتراح روسيا انه بعيد عن الواقع ولا يلامس المشكلة الحقيقية.

وفيما يخص مواقف البلدان المضيف للنازحين، فإن لبنان وتركيا لم يعربا عن موقفهما بشكل علني، ولكن يبدو أن لبنان يرفع مستوى اهتمامه بالمبادرة الروسية، بحيث شكلت هذه المبادرة نقطة بحث مهمة بين كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، إذ اطلع الاخير رئيس الجمهورية على نتائج لقائه مع الوفد الروسي الذي زاره يوم امس.

هذا وعلمت صحيفة “الجمهورية” أن من بين المقترحات المتداولة هو ان يكون اللواء ابراهيم رئيس الفريق اللبناني في اللجنة المشتركة، لان هو من يدير هذا الملف بالتنسيق مع السلطات السورية، على أن يترأس الجانب الروسي السفير الكسندر زاسبكين.

إقرأ أيضاً: مصير إدلب على نار حامية… والكلمة الأخيرة لتركيا

أما موقع ” ليما تشارلي نيوز” فقد نقل تصريح وزيرة الإعلام الأردنية جمانة غنيمات الذي قالت فيه أن الاردن لن يفتح الحدود الا بعد تأمين حماية النازحين.

فيما ربط الموقع قرار موافقة البلدان المضيفة بالاعباء الاقتصادية والمالية التي تعاني منها البلدان من جهة، واسترضاء شعوبها من جهة ثانية، خصوصاً ان لبنان يستضيف نحو مليون ونصف نازح سوري فيما الاردن يستقبل أكثر من مليون و4 آلاف آخر.

ولكن السؤال يبقى هل الهدف من المبادرة الروسية لإعادة النازحين السوريين هو إغلاق ملف النازحين في دول المضيفة أم تأكيد بقاء الاسد في الحكم.

السابق
المدعي العام يفرج عن الناشط عبوشي بعد حجزه في «غرفة الفئران»!
التالي
الدكتور عصام خليفة يخرج بسند إقامة: ارحب بتدخل القضاء ولن اتخلى عن الجامعة اللبنانية