بشارة الأسمر لجنوبية: اضراب النقل البري لتطبيق القوانين ومنع المنافسة غير المشروعة

بعد نهار إعتصام طويل لاتحادات ونقابات قطاع النقل البري في لبنان، لوّح المعتصمون بخطوات تصعيدية في حال لم يتم التجاوب مع مطالبهم.

نفذت اتحادات ونقابات النقل البري اليوم الإضراب السلمي الذي دعت اليه وفق برنامج تم تطبيقه فعليا على كامل الأراضي اللبنانية منذ الساعة السادسة صباحا من دون أن يؤثر على حركة المرور، وذلك احتجاجاً على غياب خطة النقل العام وعدم وجود أيّة سياسة نقل تعنى بمصالح ذوي الدخل المحدود.

وفي التفاصيل، قد جرى تنفيذ الإضراب اليوم وفقا لبرنامج التحرك الذي حدّد أمس من قبل نقابات قطاع النقل البري، وقد تخلل الحركة الاحتجاجية قطع عدد من الطرق في مختلف المناطق، قبل التوجه إلى التجمع المركزي أمام مبنى وزارة الداخلية في بيروت، كما تمّ إقفال مراكز المعاينة الميكانيكية على جميع الأراضي اللبنانية.

اقرأ أيضاً: حزب سبعة: لقاؤنا مع حاكم مصرف لبنان كشف الاحراج والتقصير

وقد تم قطع الطريق الدولية عند مستديرة عاليه بالاتجاهين، صعوداً الى البقاع ونزولاً باتجاه بيروت، وقطعت نقابة السواقين العموميين في الشمال الطرق صباح اليوم في عدد من المناطق في طرابلس، كما تم قطع طريق طرابلس بيروت بالاتجاهين، وتم قطع أوتوستراد طرابلس – البحصاص، بالإضافة إلى قطع أوتوستراد زحلة – الكرك، وطريق عام شتورا.

وجنوبا، اعتصم السائقون العموميون عند محلة دوار البص، حيث تجمع عشرات سائقي السيارات والباصات، واقفلوا الطريق الذي يربط صور بصيدا، ورفعوا لافتات تطالب “الدولة بتنفيذ مطالبهم”. وفي النبطية، قطع السائقون العموميون يتقدمهم رئيس نقابة سائقي السيارات العمومية في النبطية علي الطريق عند دوار كفررمان.

وفي ختام الإضراب الذي انتهى ظهر اليوم في مركز تجمع المعتصمين أمام وزارة الداخلية، دعا رئيس اتحاد النقل البري بسام طليس، الى اجتماع استثنائي عند الحادية عشرة من قبل ظهر غد (الخميس) في مقر الاتحاد العمالي العام لاعلان الخطوات التصعيدية المقبلة وتحديد مناطق التحرك بدءا من الاربعاء المقبل”، محذرا المعنيين من التصعيد في حال عدم تحقيق وعودهم”. كما طالب الرئيس عون (راعي الاتفاق)، “الضغط بما لديه من سلطة لإلزام المسؤولين المعنيين بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه”.

هذا وقد أعلن وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فينيانوس، انه اجتمع مؤخرا مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري كما تم الاتصال مع وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال نهاد المشنوق. وأمل فنيانوس خلال مؤتمر صحافي، التوصل الى حل لموضوع النقل قبل التحرك المقبل الذي اعلنه الاتحاد اليوم ، مشيرا الى ان هناك شق يتعلق بمجلس الوزراء مجتمعا، لحل المشكلة، واعدا بأن خطة النقل التي رعاها الرئيس عون سنضعها على طاولة مجلس الوزراء المقبل لاقرارها”.

وأكّد رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر في حديث الـ “جنوبية” أن “الإضراب كان اليوم حضاري ودعونا إلى عدم قطع الطرق إلى تسهيل تحركات المواطنين لأنه في النهاية مطالبنا تصب في خدمة جميع المواطنين وليس فقط العاملين في النقل العام “، مشيرا إلى أن “تحرك اتحادات ونقابات النقل اليوم غير معني بوجود الحكومة أو عدمه بل يأتي في المطالبة بتطبيق قانون السير بحذافيره وحماية اللبناني من مزاحمة اليدّ العاملة الأجنبية، ووضع حدّ للوحات المزورة، وتطبيق قرار مجلس شورى الدولة فيما يتعلّق بنقض الإتفاق الحاصل مع شركة لتسيير الأعمال في المعيانة الميكانيكية وإعادتها إلى كنف الدولة، وبالتالي هذه المطالب ليست بحاجة إلى حكومة جديدة لتنفيذها، بإستنثناء القضايا الكبيرة كتنفيذ خطة السير إلا أن هذا لا يمنع متابعة سائر الأمور التي بحاجة فقط لإعطاء الضوء الأخضر من قبل المعيين لتنفيذ القوانين”.

كما لفت بشارة إلى أن “الوزير فنيانوس بقي لساعات يحاول الإتصال بالمسؤولين لمعالجة الأمور وتنفيس الإحتقان إلا أنه أحدا لم يتجاوب معه، بإستثناء الخرق الذي حصل بنواحي إيجابية مع وزير الداخلية كما أعلن الوزير فنيانوس”، وقال نحن “نناشد اليوم الدولة أن تتحلى بروح المسؤولية وتنفذ الأمور المتفق عليها، مشيرا “إلى اللقاء قبل عام مع رئيس الجمهورية الذي تعهد بالحل وأحال الملف إلى المعنيين، متسائلا أين المعنيين بتطبيق ما تم الإتفاق عليها اليوم؟”.

وفي الختام أكّد بشارة انهم “مستعدون للحوار إلا أن خيار التصعيد وارد في حال لم يتم تنفيذ المطالب”.

رئيس اتحاد النقل البري لسائقي السيارات العمومية في بيروت عبد الأمير نجدة أكّد في حديث لـ”جنوبية” أن ” لا تجاوب من قبل المعنيين والمسؤولين معهم والجميع يتهرب من المسؤولية”.

عبد الامير نجدة

وأعاد نجدة التأكيد على مطالبهم وهي “حل أزمة إرتفاع سعر البنزين، تنفيذ خطة النقل العام التي تم الإتفاق عليها مع المعنيين منذ عام 2009 ، ووضع حدّا لانتشار اللوحات المزورة، وكذلك منع الأجانب الذين ينافسوننا على لقمة العيش من خلال قيادة سيارات العمومية والفانات “، مشيرا إلى أنهم “مستمرون في التصعيد على أن يتم الإجتماع غدا لتحديد الخطوات التالية”.

وفي الختام، أكّد نجدة أنهم “تواصلوا مع رئيس الجمهورية وإجتمعوا معه مرتين وتعهّد لهم بتنفيذ مطالبهم إلا أنه توقف عن التجاوب معهم”، وقال “الله يساعد السائقين في هذه الأيام العسيرة حيث تكويهم شمس تموز بنيرانها والدولة تكويهم بنار الاهمال”.

السابق
توضيح للجيش حول الأفعال الجرمية للقتلى الذين قضوا في عملية الحمودية
التالي
مصير إدلب على نار حامية… والكلمة الأخيرة لتركيا