«رأس نحاش» تستعيد مهرجاناتها في ليلة من الفن والشعر والثقافة

صيف المهرجانات يضيء سماء لبنان..

صيف لبنان هذا العام هو “ماراثون المهرجانات”، من الشمال إلى الجنوب، من البقاع إلى البترون، مروراً بجونية وصيدا وصور… كلّ لبنان وحّد اللون تحت راية “لسه الأغاني ممكنة”، فالصوت والموسيقى والثقافة والشعر، جميعها وجوه لبنانية تمتد هويتها على الـ10452 كلم مربع، في مساحات من الأضواء، لا سياسة فيها ولا خصوم، مساحة مسرحها متاح للرقص، ومنبرها مفتوح للصوت الذي يردد الترانيم ويغني للعشق والوطن.

مهرجانات لبنان التي تتصاعد تألقاً من عام إلى عام هي صورة الوطن، هذه الصورة التي تنبض قائمتها بالعديد من المدن والقرى التي انتفضت بإرادة الحياة، انضمت إليها هذا العام قرية “رأس نحاش” البترونية، هذه القرية الصغيرة بمساحتها والواسعة بجمالها والتي لطالما كانت مسرحاً لكبار أهل الفن في السبعينات، ها هي اليوم تستعيد هويتها القديمة في مهرجان يحييه الفنان علي الديك في ليل الـ10 من آب، يشاركه فيه كل من نجم البترون هيثم عطية، والفنانة الصاعدة أصاليا.

رئيسة اللجنة المنظمة لمهرجانات “رأس نحاش” الأستاذة هنادي السحمراني تؤكد في هذا السياق لـ”جنوبية” أنّ هذا المهرجان هو ثمرة عمل جماعي، تعاونت فيه اللجنة مع كل من البلدية ممثلة بنائبها السيدة نوّار شلق، ومجموعة من السيدات من بينهن: ندى الخطيب، جمانة كنعان، لارا كنعان، نجوى حمود، جمانة الحج ولارا درويش.
هذه الهوية النفية هي صفة “رأس نحاش”، هذا ما تقوله بكل حب المسؤولة عن التنظيم “هنادي السحمراني”، موضحة أنّ تاريخ المهرجانات في هذه القرية يعود إلى العام 1976، وإلى الحفلات التي أحياها في تلك الحقبة كبار الفنانين، أمثال الراحلين وديع الصافي وصباح.

المهرجان الذي يعود بقوة هذا العام، سبقه في أعوام عديدة مضت نشاطات فنية وثقافية متفرقة، إلا أنّها ظلّت محدودة نظراً لميزانيتها الصغيرة، بينما ليلة 10 آب التي يتم التحضير لها فهي على مستوى تنظيمي أوسع، فيما “العائق الوحيد” كان هو المساحة الضيقة لساحة المهرجان مما  يلزم اللجنة المنظمة بعدد معين من الحضور.

 

وفيما تشير السحمراني إلى أنّ المهرجان سيليه يوماً ترفيهياً للأطفال يحدد موعده لاحقاً، توضح بالتالي أنّ المهرجان سيتم افتتاحه بفيلم وثائقي عن تاريخ “رأس نحاش”، وإيديولوجيتها، وعائلاتها، وأهم الأحداث التي عرفتها، وهو من إعداد الإعلامي رائد الخطيب وتقديم المذيعة جميلة قلمون.
يضاف إلى ذلك فقرة شعرية يتضمنها البرنامج، فالمنطقة – بحسب السحمراني- تشتهر بالشعر والقصيدة.

إقرأ أيضاً: مهرجانات ونشاطات لإنعاش قلب بيروت بانتظار قدوم السيّاح

أهداف مهرجان “رأس نحاش” ليست فقط “سياحية”، في تسعى كذلك لتوطيد العلاقة بين هذه القرية وأبنائها من المغتربين، أما فيما يتعلق بالتمويل فهو محدود ساهمت فيه بعض الجهات، فيما غابت وزارة السياحة عن هذا الحدث تحت ذريعة “تصريف الاعمال”.

وفي الختام شددت رئيسة اللجنة المنظمة لمهرجانات الأستاذة هنادي السحمراني، على شكرها لقائد منطقة الشمال بالمخابرات العميد كرم مراد الذي سهل عملية التحضير لهذا المهرجان وأزال العديد من العقبات لإنجاحه، موجهة معايدة له ولقيادة الجيش من ضباط ورتباء وأفراد بمناسبة عيد الجيش في الأول من آب. هذا وشكرت السحمراني أيضاً البلدية بشخص رئيسها وأعضائها وكل الشركات الراعية التي تعاونت معهم.

إقرأ أيضاً: عين إبل تفتتح مهرجانها السياحي في 3 آب بتكريم الجيش واليونيفل

من جهتها أكدت نائب رئيس بلدية “راس نحاش” السيدة نوّار شلق لـ”جنوبية” وهي إحدى الجهات المشاركة في تنظيم هذا المهرجان، أن قرية “رأس نحاش” البترونية لطالما كانت سباقة في المجالات الفنية والثقافية، موضحة أنّ الهدف من هذا الحدث هو إعادة تنشيط المهرجانات الفنية والندوات الشعرية في المنطقة.
وفيما تشدد شلق أنّ هناك مخططات عديدة للعام المقبل، إن من جهة المكان وتوسعته، أو من جهة دعوة العديد من الفنانين الكبار، تلفت في الختام إلى أنّ هناك تفاعلاً ملحوظاً مع هذا المهرجان، وذلك لكون المنطقة عطشة لهذا النوع من النشاطات إضافة إلى أنّ القرى المجاورة والمحيطة معتادة على اسم “راس نحاش” في هذا المجال.

السابق
الصراع الجنبلاطي-الإرسلاني يهدد بعودة الفتنة الدرزية
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 24 تموز 2018