حزب الله يلتزم الصمت وأصوات بقاعية تتحفّظ على قرار «تشريع الحشيشة»

المقتطف: ما الذي يدور في اروقة النقاش الخلفية لقانون تشريع الحشيشة؟ وما هو سبب عدم ترحيب مسؤولين ورؤساء بلديات بقاعيين بقرار الرئيس برّي وحركة أمل بقوننة تشريع الحشيشة؟

بعد مشروع الخطة الامنية والجدل الذي اثارته حول جدواها وجدية الدولة في احكام قبضتها في منطقة البقاع، للحدّ من الفوضى والفلتان الامني، دُفع مشروع قوننة زراعة الحشيشة، الذي اقترحه رئيس مجلس النواب نبيه بري، الى نقاش أثار حالة من البلبلة بين فعاليات المنطقة فمنهم  المؤيد وآخر معارض، في حين ظهر ان حزب الله كقوة  سياسية الممسكة بزمام الواقع، ما زال يلتزم الصمت.

مصدر مطلع على اجواء منطقة بعلبك ـ الهرمل تحديدا قال لـ”جنوبية” ان ” حزب الله يتخذ صفة المراقب حاليا، ويظهر ذلك من خلال تصريحاته المقتضبة حول هذا الموضوع، وهو يدرس الموقف الاميركي ومدى وقوفه خلف الدفع لتشريع “الحشيشة” بانتظار تبلور الرؤية لديه” واضاف” ربما كان القصد اغراق السوق بهذه الزراعة بغرض الهجوم الاقتصادي مجددا والعمل على تجفيف منابع تمويل حزب الله”.

واشار المصدر الى ان” حزب الله على دراية تامة بأن قانون تشريع الحشيشة لن يمر، والمؤثر الاول والاخير في اقراره او عدمه هي اطراف دولية كبرى مثل الولايات المتحدة ومن خلفها الاتحاد الاوروبي” مستنتجا ان ” حزب الله لا يملك اي خطة بديلة لإنماء المنطقة، لذا فإن تريثه ينبع من عجزه عن طرح بديل وبالتالي عدم قدرته على تحمل مسؤوليته كراع لبيئة اجتماعية دفعت الكثير من ابنائها شهداء في سبيل المقاومة، وتعويض ولائها له خاصة بعد الوعود الانتخابية بالإنماء وتحسين الخدمات”.

إقرأ أيضاً: الضغوطات الأميركية بدأت لمنع لبنان من قوننة زراعة «الحشيشة»

اسماعيل: تشريع الحشيشة سيضعنا على الخارطة العالمية كتجار ممنوعات

ووسط الاخذ والرد وحالة التوتر التي تسود ابناء البقاع عموما، كان لافتا بالامس الكتاب  المفتوح الذي وجهه رئيس بلدية بريتال السابق احمد اسماعيل من خلال وسائل التواصل الاجتماعي الذي حذر فيه من خطورة قانون تشريع الحشيشة، مطالبا حزب الله من التنبه لتداعياته وتحويل بعلبك والبقاع الى خزان للحشيشة بدلا من خزان للمقاومة.

“جنوبية” استوضحت من اسماعيل ابعاد معارضته لقانون تشريع الحشيشة، وهو اذ اعتبر انه ” لن يضيف الى هموم حزب الله هما اخر، خاصة بعد السجال الذي اثاره النائب جميل السيد وما شكّله من حساسية افرزت انقساما مناطقيا خطرا بين بقاع وجنوب”، قال” تتحمل الدولة والنظام القائم مسؤولية حل مشكلة الانماء والحرمان في منطقتنا، وهي تحتاج الى مدارس ومؤسسات رسمية وتحسين كافة الخدمات، فالحشيشة تُزرع وتشريعها لن يقدم شيئا اضافيا الا وضعنا على الخارطة العالمية لتجارة الممنوعات”.

إقرأ أيضاً: خزان حشيش أم خزان مقاومة؟؟

واضاف اسماعيل” ما كتبته يحمل بين سطوره بعدا آخر، فرئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان، جاء الى منطقتنا منذ عدة شهور وألمح الى الاستعداد لتشريع زراعة الحشيشة، ليأتي بعدها اقتراح رئيس مجلس النواب ويقوم بطرح مشروع قانون التشريع” وقال ” على حركة امل عدم المضي قدما بهذا الموضوع، ولدينا نوابنا في البرلمان ونحن نطالبهم باتخاذ موقف يمثلنا”.

المصري: ما يجري هو عملية التفاف على مطالبنا

من جهته، علي حمود المصري رئيس بلدية حورتعلا اكد لـ”جنوبية” ان ” سيناريو تشريع الحشيشة ليس سوى عملية التفاف على مطالبنا بالإنماء، وهو لا يحل مشاكل منطقتنا على الاطلاق، ولا جدوى اقتصادية منه، سوى انها توصم اهلنا وابناءنا انهم تجار حشيشة”.

ورأى المصري” بعد ان فشل المعنيون والسياسيون بطرحهم بدائل للإنماء لجأوا الى هذا الطرح، كعملية تنفيس للاحتقان الاجتماعي القائم”.

ولفت المصري الى معاناة بلدته ونقص الخدمات لاسيما الكهربا والماء وكافة المرافق الحيوية، مؤكدا من جهة اخرى، غياب الوعي الاجتماعي فيما خص العمل البلدي.

هواجس ابناء بعلبك ـ الهرمل والبقاع عموما ومطالبهم غالبا ما تصطدم بتحفظات عديدة ابرزها انتمائهم السياسي وولائهم الحزبي.

وبانتظار الافراج عن قانون تشريع الحشيشة، ما الذي ينتظره البقاعيون؟

السابق
خيبة مصرية شعبية بعد فتح تابوت الاسكندرية الخالي من اللعنة!
التالي
تحدي «Kiki Challenge» ينتشر حول العالم