تموز والذاكرة العربية الورمة

مصطفى فحص

اسس انقلاب 23 تموز 1952 الى مرحلة استبداد العسكريتاريا العربية، التي قامت على اختزال الدولة بالجيش والجيش بالحزب والحزب بالطائف والطائفة بالعائلة والعائلة بالفرد، حيث تبلورت فكرة القائد الاوحد للدولة والشعب، الذي اختزل بشخصه كافة السلطات، فأسس وكافة الانقلابات التي تلته لمرحلة “دولة العنف المنظم” التي افتتحت عهودها بزوار الفجر وتوسعة السجون واغتيال المدن وترييفها، واقامت بين قصرين الرحاب والنهاية ومنهما اطلقت دورة عنفها الطويل، من اعدام الاسر المالكة، وسحل رموز عهدها، الى تشكيل محكمة المهداوي الصورية، والحرس القومي مرورا بقاعة الخلود وحلبجة والانفال والمقابر الجماعية، واستمرت حتى في قرار اعدام صدام وتحويل العقاب الى انتقام. وهي شقيقة للابادة الجماعية في حماه، وتصفية السجناء في تدمر، وصولا الى الكيماوي في الغوطة والبراميل المتفجرة فوق رؤوس السوريين، وهي الاخت الكبرى للسجن الجماعي الليبي واعدامات القذافي العشوائية، والتآمر على لبنان، واستغلال القضية الفلسطينية، واحتلال الكويت، وتدمير سوريا والعراق وآخرها انتاج التطرف!

السابق
الحملة على ميقاتي مؤشر على صحة خياراته
التالي
الحكومة السورية تدين إجلاء «الخوذ البيضاء»!