الصراع الجنبلاطي-الإرسلاني يهدد بعودة الفتنة الدرزية

سبّب بيان الوزير طلال إرسلان منذ يومين، ببث اجواء قاتمة حيال الوضع الدرزي في لبنان، حيث شنّ هجوما عنيفا على الوزير وليد جنبلاط. وقد استغربت بعض الأوساط الدرزية تصعيد الوزير إرسلان رغم صمت انصار الحزب التقدمي الاشتراكي. كما اظهرت خشيتها من أن يقوم البعض بافتعال حوادث فردية تؤدي إلى ترجمة الإحتقان السياسي في الشارع، لاسيما وأن الموقف الإرسلاني حمل في طياته بذور الخلاف والتشنج داخل البيت الدرزي. وقد جاء في البيان الارسلاني الحاد، ما يلي "أوباش وليد جنبلاط مصرّون بأمر من سيّدهم الغادر على ان يتهجمّوا علينا في كل حين بالتزوير والتضليل".

وفي محاولة استشراف للأجواء، وردا على سؤال عن ان هل هذا التصعيد الخطر داخل الطائفة يهدد وحدتها؟ وهل هذه هي المرة الاولى التي يصل فيها السجال الى هذا المستوى العالي النبرة؟ قال النائب فادي الأعور، عن تكتل الاصلاح والتغيير، “أبدا، هذا لا يهدد شيء.

إقرأ ايضا: كي لا يصبح الدروز طائفة افتراضية

فهذا الخطاب وهذا الاقطاع السياسي يشبه بعضه، ولن يتدخل أحد، انه خلاف على الحصص، وهذه أمور باتت معروفة. وسيتصالحون”. ويضيف “الناس تعوّدت، وباتت واعية، وهو خطاب مصالح، ولن يتفاعل أحد مع هذا الخطاب”.

وردا على سؤال، اعتبر النائب الأعور، ان “الناس صارت واعية، ونحن بالطبع مع الصلح، وبالتالي هذا لبنان، ونأمل ألا تستمع الناس الى خطاباتهم، ولا خوف مطلقا على الوضع”. وختم معلقا “لو كان الصراع درزيا- مسيحيا، لكانت الحرب الأهلية عادت من جديد”.

د. وليد عربيد

من جهة ثانية، أكد الخبير في الشؤون الدولية، البروفسور وليد عربيد، فقال “ان التراشق الإعلامي لزعيمين درزيين بين الحزب التقدمي الاشتراكي، والحزب الديموقراطي، يأتي بعد الانتخابات النيابية التي حصلت مؤخرا، وخرج منها الحزب التقدمي الاشتراكي منتصرا على الساحة الدرزية بـ7 مقاعد، لكن هذا التراشق سبّب فتنة بين الزعيمين، ولكنه سبّب نوعا من قلق حول مستقبل الطائفة الدرزية لاسيما ان ما هو حاصل هو طلب تأييد تشكيل حكومة إتحاد وطني، مما يتطّلب تمثيل جميع القوى السياسية سواء كانت خاسرة ام رابحة، وهذا ما يُطالب به الوزير طلال ارسلان، كون هذه الحكومة هي حكومة وفاق وطني. اما اذا تم الحديث عن أغلبية  وأقلية حكوميّة، فانها تعطي الحزب التقدمي ووليد جنبلاط الأحقية، وهوالممثل الفعلي للدروز في الحكومة. لكن للاسف اليوم هذه الحكومة هي حكومة “اتحاد وطني”، يكون فيها التفاهم حول الشخصيات التي تمثّل الدروز في الحكومة”.

ويتابع، البروفسور عربيد، بالقول “في الواقع ان التراشق الإعلامي عبر “تويتر” و”فايسبوك” وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي، بين الطرفين أخذ حدا بعيدا لاسيما بعد سقوط شهيد للحزب. وهذا يُظهر الخوف على الخصائص الدرزية كنوع من الاشتباك اللاسياسي، والاشتباك بين المناصرين على الأرض”.
ويشدد البروفسور عربيد، ابن مدينة الشويفات، على ان “من حرّض على الاشتباك داخل الطائفة أن يُوقف التحريض لان هذه القوى تحاول تعزيز الانشقاق

بين الطرفين لأجل ان تحصل على موقع سياسي، خاصة لجهة التمثيل في الحكومة، وانها تعتبر نفسها انها أتت بصوت تفضيلي جيد”.
ويتابع “على ما اعتقد انه يجب ان تكون ثمة مصالحة بين أهل الجبل، التي يرفضها الوزير وليد جنبلاط، وبالتالي يجب الحصول على ضمانة الجبل من قبل الوزير طلال ارسلان، ويحق للوزير ارسلان ان تتحاور معه القوى المسيحية والبطريركية المارونية من جهة، والدروز من جهة ثانية، لذا من الممكن ان يخفّض  هذا التراشق، وان يصار الى ان يعرف الدروز الى اين هم سائرون، وهل هم في أزمة”.

إقرأ ايضا: وهاب: الدروز ليسوا بحاجة لتفرقة صفوفهم من أجل مقعد وزاري

“لذا يجب ان يجتمعوا في خلوة تضم قيادات ومثقفين، الذين يجب اختيارهم من قبل القيادات السياسية لاننا اصبحنا اليوم في مرحلة “الابرتهايد”، والتي نراها اليوم في مرحلة مهمشة، حيث اصبحت الطائفة الدرزية مهمشة كالطوائف الأخرى، كالسريان مثلا، وهي التي كانت طائفة أساسية في بناء لبنان، لذلك يجب على الطائفة وقف التراشق والتصاريح والعمل على الاجتماع من قبل النخبة، لان المستقبل هو مستقبل الطائفة”.

فمن هي الفعاليات التي تمون لأجل وقف التراشق الاعلامي حتى لا نصل الى تراشق عسكري..

السابق
قروض اسكان بالملايين لسياسيين وقضاة أطاحت بالأموال المرصودة
التالي
«رأس نحاش» تستعيد مهرجاناتها في ليلة من الفن والشعر والثقافة